في ذكرى البقيع
بمَن استعان عبد العزيز آل سعود في سيطرته على الحجاز وهدم قبور وقباب أهل البيت "عليهم السلام"؟
بمَن استعان عبد العزيز آل سعود في سيطرته على الحجاز وهدم قبور وقباب أهل البيت "عليهم السلام"؟
لم يكن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود متديناً لكي يهدم قبور البقيع بواعز شرعي،
كان همه اختطاف الزعامة من آل الرشيد، حُكام حائل
والشريف حسين حاكم الحجاز.
الحلم بتأسيس الدولة السعودية للمرة الثالثة يراوده ليل نهار
بعد انهيار دولتهم مرتين سابقاً وهربهم لاجئين بين الربع الخالي والبحرين وأخيراً الكويت.
لم يجد عبد العزيز غير الاستعانة بالقبائل البدوية المتعنّتة وأبرزها عتيبة ومطير وعجمان،
ولأنها كانت لا تدين لأحد بولاء، أخذ يجدد فكر ابن عبد الوهاب في أذهانهم ليصير ولاؤهم ورابطهم دينياً لا قبلياً،
ويكون هو الموجِّه لهم.
كان مقاتلوه الجدد يدعون الإخوان أو (الإخوان من أطاع الله)
وهم غير الإخوان المسلمين،
بدو رُعاعاً مجبولون على العنف والشدة والهمجية
لا يهابون الموت أبداً ، وقيل إنهم كانوا إذا اشتدّ بهم العطش أياماً في الصحراء جرحوا الناقة وشربوا من دمها،
هم بقايا المجتمع التكفيري الذي تبنّى دعوة ابن سعود وابن عبد الوهاب منتصف القرن الثامن عشر
كانوا يفتكون بكل مخالِف لهم، ووصل بهم الأمر إلى قتل من يرتدي ساعة اليد، إذ كانوا يعتقدون أنها تعمل بالسحر.
ابن سعود أقام دولته بهؤلاء قبل أن يقضي عليهم لاحقاً بعد انقضاء حاجته إليهم.
لقد كان دخولهم الحجاز انتقاماً من الشريف حسين الذي منعهم سابقاً من أداء الحج نتيجة سلوكهم وفكرهم،
وكان عبد العزيز يستغل هذا العداء كأفضل ما يمكن
وعندما فعلوا الفظائع في مكة والمدينة كان ابن سعود يرى في ذلك التشدّد والخشونة المفرطين الضامن لتأسيس دولته.
وبعد سيطرتهم على مكة والمدينة نكّلوا وهدموا القبور والدور والشواخص الإسلامية والأثرية بما فيها دار أبي بكر ودار الأرقم لا قبور وقباب أهل البيت صلوات الله عليهم وحدهم، وفرضوا على المقيمين والحجيج قوانينهم بالقوة، ومما فعلوه أنهم فتحوا النار على جوقة الموسيقى التي تتقدم الموكب المصري الذي جاء يحمل ستار الكعبة الجديد.
أبرز قادة الإخوان حينها فيصل الدويش وسلطان بن بجاد وضيدان بن حثيلين.
#شبكة_انفو_بلس