في ذكرى "القاسم والجمال"
إن استدعاء الحدث التاريخيّ في القرآن الكريم والتكرار المُلاحظ يكشف عن اهمية عرض الحدث التاريخيّ بوصفه ذكرى ذات قيمة يجب أن تُشخص ، والا لصار الاستدعاء والتكرار بلا غرض وهو عبث ، وهذا محال على حكمة الله وعلمه سبحانه وتعالى .
كتب /رضا عبد الرحمن
الذكريات دروس مجانيّة شرط التوقف المصحوب بالتأمل اللازم لأخذ العظة والعبرة، سواء كانت ذكريات سعيدة او أليمة فالعبرة والدرس يكون حاضرا ساعة الاستدعاء ، وبعكس ذلك تتحول الذكرى إلى حدث بلا قيمة .
إن استدعاء الحدث التاريخيّ في القرآن الكريم والتكرار المُلاحظ يكشف عن اهمية عرض الحدث التاريخيّ بوصفه ذكرى ذات قيمة يجب أن تُشخص ، والا لصار الاستدعاء والتكرار بلا غرض وهو عبث ، وهذا محال على حكمة الله وعلمه سبحانه وتعالى .
إن الدور الذي تلعبه الذكريات والتأثير على سير حركة المجتمعات كان ولا يزال مشخصاً من قبل القوى المستبدة ، الأمر الذي بسط سلوكا مستبدا بوجه اي محاولة لاستدعاء او إحياء الذكريات ذات البعد غير المنسجم مع ارادة المستبد ، او العمل على تمييع أثر الذكرى وصبه في طول ما يعمل عليه المستبد .
الأمثلة في المقام كثيرة جدا لكن يمكن أن نقف عند زيارة أربعينية الامام الحسين (ع) وما واجهته من قمع منقطع النظير من قبل حكومة صدام حسين .
فالذكرى الحسينية عموما والأربعينية خصوصا كانت ولا زالت ذكرى إذما تم استدعاؤها وإحياؤها بشكل صحيح فإنها ستكون باعثا إيجابيا ومحركا فعليا للكون على قيد البصيرة والثبات .
وهكذا يمكن أن نقرأ أي حدث في بعده الذكرياتي سواء كان على المستوى الشخصي او على المستوى العام ، دينيا او سياسيا او اجتماعياً او ثقافيا .. ،
اليوم ونحن نعيش ذكرى لا غروّ إن وُصفت بأنها الأكثر إيلاماً في السنوات القليلة الماضية ، ذكرى الشهيدين القائدين "القاسم والجمال" ، ذكرى ينبغي أن تُعاش في بعدها الحركي الباعث في الأمة الروح المقاومة لا تلك الذكرى الطقسية الفاقدة للتأثير وقيمته .
أعتقد وبنسبة كبيرة أن هناك إرادة تعمل على إخراج هذه الذكرى من بُعدها الحركي وإدخالها في فضاء الاستهلاك غير المؤثر نزولا عند رغبة الغرب طبعا .
إن أي مخرجات لإحياء ذكرى القاسم والجمال لا تنسجم وأهدافهم السامية هي فرض وهم لا يزيد المحتفي إلا بُعداً عن هدف اصحاب الذكرى ، بمعنى أن الاستغراق في وهم السياسة المتماهي مع ارادة عدو " القاسم و الجمال" إذا لم يُمِت الذكرى فإنه سيطعن رمحاً في جسد المُثل العليا المُرادة من قبل اصحاب الذكرى .
أقبح ما نراه ونحن نعيش ذكرى الفقد الموجع هو العبث السياسي المُمارس من بعض الموهومين بأنهم يُحسنون صنعاً .
#شبكة_انفو_بلس