في معنى الاحتجاج الشعبي ضد بعض وسائل الإعلام
يُتاح للرأي العام إبداء تقييمات، واتخاذ مختلف أنواع ردود الأفعال، في حال تعرضت المجتمعات إلى إساءات مقصودة، كما حصل في الولايات المتحدة الامريكية حين هاجم السود مقار رسمية ومحلات خاصة احتجاجاً على ما تعرض له (جورج فلويد)
كتب / سلام عادل
أصدر مجلس المفوضين في هئية الإعلام والاتصالات العراقية بياناً أكد فيه على اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لإيقاف عمل قناة MBC السعودية، لكونها قامت بانتهاك قواعد البث العراقي، يتمثل ذلك بتجاوزاتها المتكررة وتطاولها على الشهداء والقادة في ظل مثل هكذا ظروف حرب مع الكيان الصهيوني الغاصب، الأمر الذي يتعارض مع القيم الوطنية والآداب العامة للعراقيين.
وسبق أن تظاهر عدد من الشباب العراقيين وسط أجواء من الغضب، أمام مبنى القناة في بغداد، أدى إلى تكسير المبنى ومن ثم إحراقه، وذلك على خلفية تقرير تلفزيوني بثته القناة من مقرها الرئيسي في دبي، كان يحتوي على مضامين ليست إعلامية، على شكل أحكام مسبقة تعتبر من صلاحيات القضاء، من قبيل الحكم على أشخاص بجريمة (الإرهاب)، وهو استسهال غير مهني ذو أبعاد سياسية تندرج في إطار الحرب النفسية.
والمشمولون بوصف الإرهاب قائمة طويلة من القادة والشهداء المقاومين، من بينهم (السيد حسن نصرالله ويحيى السنوار وأبو مهدي المهندس …الخ)، وهو ما يتطابق مع الخطاب الإعلامي الصهيوني، او على الأقل مع التصنيف الأمريكي، الذي هو ليس تصنيفاً قضائياً في كل الأحوال.
ويُتاح للرأي العام إبداء تقييمات، واتخاذ مختلف أنواع ردود الأفعال، في حال تعرضت المجتمعات إلى إساءات مقصودة، كما حصل في الولايات المتحدة الامريكية حين هاجم السود مقار رسمية ومحلات خاصة احتجاجاً على ما تعرض له (جورج فلويد)، الذي قُتل على يد شرطي أمريكي عنصري متهور تمت محاكمته لاحقاً بجريمة القتل العمد.
ومن هنا تكون الاحتجاجات الشعبية مقبولة وطبيعية، باعتبارها تمثل ضمير الناس حيال بعض التصرفات او القرارات والسياسات، يشمل ذلك السياسات الإعلامية عندما تتحول إلى أداة حرب منزوعة القيم والأخلاق، وطرفاً من ماكنة الحرب الناعمة.
ويظهر ذلك بوضوح في خطاب بعض القنوات الخليجية، المملوكة للإمارات او السعودية، على رأسها مجموعة MBC، التي افتتحت لها قناة باسم (MBC العراق)، وصارت فيما بعد عبارة عن منصة تتقصد الإساءات وإثارة الطائفية، من بين ذلك سعيها لبث مسلسل تلفزيوني عن (سيرة معاوية)، سبق أن جرى الاعتراض عليه في رمضان القادم، إلا أن القناة مُصرّة على بثه قريباً، او في رمضان القادم.
ويلاحظ من إدارة MBC أنها غير مكترثة بمشاعر طائفة كبيرة من المسلمين الشيعة، حين تتقصد الإساءة للشيعة، فضلاً عن كونها لا تضع في الاعتبار مشاعر وسلامة حتى كادرها العامل في بغداد، والذي يتكون من 40 شخصاً، يمثل الشيعة من ضمنهم 32 شخصاً، إلى جانب 4 من السُنة، وآخرين عمال نظافة 4 بنغاليين، والجميع يعمل ضمن ملاك شركة أهلية لصاحبها (أوس الشرقي).
ويبدو بحسب بعض المصادر أن صاحب (شركة أوس ستوديو)، الذي يدير مكتب قناة MBC العراق، بعد ليلة إغلاق المكتب وإحراقه، سينتقل إلى أربيل بنصيحة تفيد بكون أربيل قد تكون ملاذاً آمناً للتخابر والتخادم مع الكيان الصهيوني، او ساحة مفتوحة لجميع أشكال الحرب الناعمة، او على الأقل يُتاح هناك التهرب من قوانين وضوابط الدولة العراقية، يشمل ذلك لوائح البث العام لهيئة الإعلام والاتصالات.
#شبكة_انفو_بلس