قصة اخرى من (غوانتانامو) مطار المثنى في بغداد
كتب / سلام عادل
جرى مؤخراً اطلاق سراح الموظف في شبكة الاعلام العراقي (رامي أحمد اللامي) بعد أن قضى في السجن قرابة سنتين على خلفية دعاوي رفعها مسؤولون من داخل الشبكة جعلت جهاز مخابرات كاظمي متورطاً في عملية الاعتقال والتحقيق داخل سجن خاص في مطار المثنى.
وكان رامي احمد اللامي، وهو مخرج برامج كان يشغل في السابق وظيفة مدير الاعلام الالكتروني في شبكة الاعلام العراقي، على خلاف وظيفي مع اعضاء في مجلس أمناء الشبكة، وهم جعفر الونان ومحمد سلام وعلاء الحطاب الى جانب مقدم البرامج كريم حمادي وشخص اخرى يطلق عليه أسم ذو الفقار السلطاني الى جانب مدير مكتب رئيس الشبكة صباح علال، وجراء هذا الخلاف الوظيفي تم اعتقاله من قبل جهاز المخابرات العراقي.
وجرى الحكم على رامي احمد اللامي باحكام متعددة تتراوح ما بين أربعة الى ستة أشهر عن كل شكوى مرفوعة ضدة من قبل الأسماء أعلاه، بعدما تم تثبيت أقواله عقب اعترافات تمت تحت التعذيب على طريقة سجن غوانتانامو.
واللافت للانتباه في كل ما جرى تورط جهاز المخابرات في صراعات وظيفية ليس لها علاقة بأمن الدولة ولا مواضيع التجسس، في الوقت الذي ينبغي فيه عدم تدخل الجهاز بقضايا تحقيقية أو جنائية ترتبط بالداخل العراقي، كم لا يجيز الدستور لجهاز المخابرات القيام بعمليات تحقيق واعتقال وتعذيب مواطنين عراقيين مهما كانت مخالفاتهم.
وشهدت الفترة التي تولى فيها كاظمي مسؤولية جهاز المخابرات ما بين 2015 وحتى 2022 انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وتعذيب معتقلين والانخراط بقضايا سياسية على الطريقة التي كان يعمل بها جهاز مخابرات صدام حسين المعروف بـ(جهاز حُنين).
وتعرض (رامي احمد اللامي) الى اختطاف من داخل شقته في حي الصالحية من قبل عناصر من المخابرات تم بعدها نقله لسجن خاص داخل مطار المثنى، وخلالها التحقيق جرى تدوين اعترافاته وهو معصوب العينين وسط مختلف اشكال الإهانات والتعذيب الجسدي والإذلال والحط من الكرامة، رافقها مصادرة لجميع ممتلكاته الشخصية.
وحتى هذه اللحظة لا يجد رامي اللامي مبرراً لاعتقاله من قبل جهاز المخابرات والتحقيق معه بهذه الطريقة المخالفة لحقوق الانسان، باعتبار أن الشكاوى المطلوب بسببها تتعلق بخلاف وظيفي داخل شبكة الإعلام العراقي من اختصاص المحكمة الادارية ولا يستوجب كل هذه الانتهاكات.
ولم يعلق أي شخص من مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي أو اخرين من الإدارة جراء ما فعلوه بزميل لهم كانت له خلافات وظيفية معهم، ولا يعرف حتى الان طبيعة التخادم بين شبكة الاعلام العراقي باعتبارها مؤسسة مدنية مستقلة مع جهاز مخابرات الدولة الذي تسبب بكل هذه الانتهاكات.