لماذا تم استهداف سلطنة عمان في عاشوراء ..؟
لعل أكثر التصورات واقعيةً في تحليل ما جرى، تربط حادث الاعتداء على مسجد الإمام علي في مسقط، بمواقف السلطنة المُشرِّفة تجاه القضية الفلسطينية المؤلمة، والشؤون اليمنية المعقدة، وأيضاً مواضيع عديدة أخرى لعبت فيها عُمان أدواراً مهمة، أقلها تهدئة التوترات على ضف
كتب / سلام عادل
أعلنت السلطات المسؤولة في السلطنة عن الحصيلة النهائية لحادث الاعتداء على مجلس حسيني ليلة السابع من محرم، سقط ضحيته ستة أشخاص من بينهم شرطي، كما أُصيب أكثر من 20 شخصا من جنسيات مختلفة، أربعة منهم من المسعفين العُمانيين، وقد تم الاعتداء على يد ثلاثة جناة أشقاء من الجنسية العمانية جرى قتلهم جميعاً نتيجة إصرارهم على مواجهة رجال الأمن، فيما تؤكد التحقيقات أن المنفذين الثلاثة من المتأثرين بأفكار ضالة.
وكما هو معروف عن سلطنة عمان وسَطيَّتها واعتدالها وقدرتها على احتواء المذاهب والأديان، وهي حالة من التعايش النموذجية لدرجة يضرب فيها المثل مقارنة بدول الخليج الأخرى، الأمر الذي جعل من حادث الاعتداء على مجلس حسيني في منطقة الوادي الكبير، وهو مسجد شيعي معروف في العاصمة مسقط، مستغرباً ومحل تحليل واستفسارات من قبل المراقبين لشؤون السلطنة ودول المنطقة عموماً.
ولعل أكثر التصورات واقعيةً في تحليل ما جرى، تربط حادث الاعتداء على مسجد الامام علي في مسقط، بمواقف السلطنة المُشرِّفة تجاه القضية الفلسطينية المؤلمة، والشؤون اليمنية المعقدة، وأيضاً مواضيع عديدة أخرى لعبت فيها عُمان أدواراً مهمة، أقلها تهدئة التوترات على ضفتي الخليج، مما صار يزعج أصحاب الأجندات الخبيثة، الذين يسعون، على ما يبدو، إلى إثارة الأوضاع في هذا البلد المستقر والصديق، بهدف جعله يغرق في أزمات داخلية من نوع الصراع الطائفي والمذهبي.
ولهذا يتطلب استباق ما يتم التخطيط له بخبث لسلطنة عُمان، على الاقل في حدود الفهم وبناء التصورات والمواقف وفق حسابات واعية، يبدأ ذلك من الخطاب الاعلامي والسياسي وصولاً إلى الموقف الديني، وهو ما جعل مجسات المرجع الديني الاعلى في النجف، سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، يستشعر ذلك مبكراً، حين بادر بإرسال رسالة بخط اليد إلى مراجع عُمان وشعبها أكد فيها على إدامة الأمن والاستقرار.
ومن الواضح في المحصلة النهائية أن مسار محور المواجهة في المنطقة صار له اليد العليا، خصوصاً حين تكون العواصم الدبلوماسية ظهيراً له، باعتبار ان ذلك يفضي إلى خلق تكامل ايجابي يساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية، التي حان الوقت لكسب بعضها في ظل بلوغ محور الشر مرحلة الأفول، وهو محور تقود أقطابه الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل، والتي باتت كل مخططاته مكشوفة منذ احتلال وغزو بغداد وحتى حصار دمشق.