لماذا يتجنب الإطار التنسيقي مواجهة نفسه ..؟
لا يخفى على أحد أن العاصمة البريطانية لندن باتت هذه الأيام مركزاً لعمليات كاظمي وفريقه، خصوصاً بعد أن وصل لها مستشاره السياسي مشرق عباس وأخرون، وهم يسعون الآن، كما يتضح، إلى الدفع باتجاه تخريب حالة الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد منذ أشهر.
كتب / سلام عادل
في مطلع العام 2022 زار السفير البريطاني المنتهية ولايته مارك برايسون منزل الشريف علي بن الحسين (رحمه الله) في بغداد، وفي ذلك الوقت علمتُ أنا شخصياً من الشريف علي أن السفير قد مررَ له تصورات تفيد بحصول أزمة مالية متوقعة في العراق، نتيجة سياسات نقدية مقصودة ومتعمدة.
ومرر السفير البريطاني في نفس الوقت تصورات عن إمكانية وقوع اضطرابات تتزامن مع التحضير للانتخابات المحلية المقبلة، ستمهد لظهور حلف سياسي يسعى أصحابه الى الهيمنة على مجالس المحافظات وصولاً للاستحواذ على الحكومة المركزية.
ولم تكن آنذاك فكرة إجراء انتخابات محلية قد تبلورت بعد، بحكم أن البلاد كانت أصلاً تعيش أزمة انتخابات نيابية في دورتها الخامسة، أثناء حكومة تصريف الأعمال التي يقودها كاظمي، وكانت فترة مليئة بالأزمات المتعددة، كذلك لم يكن في الحسبان توقع حصول أزمة مالية في ظل ارتفاع اسعار النفط وتصاعد مستوى الاحتياطي النقدي العراقي الى حدود 90 مليار دولار.
ولهذا ظلت توقعات السفير في وقتها محل استغراب عند الشريف علي بن الحسين، وعندي أنا شخصيا، ولكن اليوم بعد رحيل السفير ووفاة الشريف بدأتُ أجد أن ذلك الاستغراب قد انتهى في ظل حصول الأزمتين معاً، (المالية + الانتخابية)، وهو ما صار يُعد مؤشراً بالنسبة لي على وجود مخطط سياسي كانت لديه خطة A وخطة B.
وتعرف (قوى الإطار التنسيقي) جيداً أن سيناريو إعادة تكليف كاظمي بولاية ثانية كاد أن يحصل في حال جرى التجديد لبرهم صالح كرئيس للجمهورية، وأن هذا السيناريو كان لديه حيدر العبادي كخيار آخر في حال فشل تكليف الكاظمي، والأمر يشمل حتى محافظ البنك المركزي الحالي (علي العلاق) كخيار ثالث لتولي رئاسة الحكومة.
وكان يُعد التيار الصدري بمثابة القوى السياسية الساندة للخطة A، التي انتهت حين ظهور مسار التغيير المتمثل بتكليف محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، والذي نجم عنه استقالة الكتلة الصدري من البرلمان، وانزواءها عن العمل السياسي، حتى عادت مؤخراً بفعاليات جديدة، أقرب ما توصف بالشوارعية، تزامنت مع تزايد أزمة سعر الصرف.
وبات (علي العلاق)، الذي ينتمي للخطة A، يلعب دور (حصان طروادة) لتمرير الخط B، على ما يبدو، وهي الخطة التي قد تجعل منه صاحب الحظ حين يفوز بمنصب رئيس الوزراء من خلالها، وذلك بعد أن يتسبب بخلق أزمة مالية خانقة قد تطيح بحكومة الإطار التي يرأسها السوداني، وهي المقدمة التي قد يجري التحضير لها حالياً في لندن، أو في واشنطن، أو في أي عاصمة أخرى تسمح بمثل هذا النوع من التآمر.
ولعل من المناسب الإشارة الى أن حلف الخطة (A + B) جميعهم من أبناء الخارج، الذين يميلون الى الاستعانة بالتدخلات الخارجية، ومن هنا يتضح أكثر السبب وراء إرسال السيد جعفر الصدر كسفير في لندن، يمثل التيار الصدري حصرياً، على الرغم من كونه لا يمتلك خصائص ومهارات العمل الدبلوماسي، إلا أنه يمثل قناة تواصل أمينة وموثوقة.
ولا يخفى على أحد أن العاصمة البريطانية لندن باتت هذه الأيام مركزاً لعمليات كاظمي وفريقه، خصوصاً بعد أن وصل لها مستشاره السياسي مشرق عباس وأخرون، وهم يسعون الآن، كما يتضح، إلى الدفع باتجاه تخريب حالة الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد منذ أشهر، بما فيها الاستقرار الأمني الذي صار يتم زعزعته بين ليلة وأخرى تحت شعار "نصرة القرآن الكريم".
ولا يُستبعد أصلاً وجود رابط بين عمليات حرق القرآن والعلم العراقي وبين وجماعة الخطة (A + B)، باعتبار أن تداعيات ردود الأفعال ستؤدي إلى تأليب المجتمع الدولي على بغداد، وإبقائها عاصمة توتر طاردة للدبلوماسيين وغير مريحة للمستثمرين، وهي جميعها مداخل لإسقاط حكومة الإطار التنسيقي الذي لا يواجه نفسه بمثل هكذا حقائق.
#الوتر_الموتور
#شبكة_انفو_بلس