ما حدث للدكتور علاء عباس الزهيري يمكن أن يحدث لنا جميعا
انفوبلاس..
يعيش الموظف في العراق محنة كبيرة لو فكّر بالانتقال في السكن خارج منطقته التي تم تعيينه فيها، المحنة هذه هي معاملة النقل الخارجي، والتي عانى منها المرحوم الدكتور علاء عباس الزهيري قبل مقتله على يد عصابة.، فما هي قصة هذه المحنة؟.
يرتبط النقل الخارجي للموظفين بالموازنة لسبب مجهول، وبرغم ان الموظف يمتلك أمرا بالتعيين وتخصيصا ماليا الا ان انتقاله من مكان إلى آخر بالسكن او بالعمل يستلزم معاملة مرهقة جدا تدوم لاشهر وأحيانا لسنوات، وهو ما كان يعيش جحيمه المرحوم الدكتور علاء عباس الزهيري الذي أراد الانتقال إلى محافظة ديالى فتسببت هذه الرغبة بقتله.
يتم إقرار الموازنة بعض السنوات ولا تقر في بعض السنوات، وفي حال تم اقرارها فإن ذلك يكون في الربع الأول من السنة، ثم تذهب للتنفيذ الذي يتأخر ريثما تصدر تعليمات تنفيذ الموازنة وهو عادة ما يأتي منتصف السنة، بعدها تعلن الوزارات عن فتح باب ترويج معاملات النقل الخارجي، في هذا الوقت لم يبق من السنة غير ستة أشهر، وهي مدة غير كافية لإجراء المعاملة المعقدة، والتي تبدأ من موافقة دائرة الموظف الأصلية والدائرة المراد انتقاله لها، ثم إجراء التقاطع الوظيفي ثم
الذهاب إلى المحافظة (الحكومة المحلية) التي تخاطب وزارة المالية كي تجري عملية هي الأخطر في المعاملة ويطلق عليها (الحذف والاستحداث)، بعد ذلك وزارة المالية بدورها ترد على المحافظة (الحكومة المحلية) ثم يعود الجواب إلى الدائرة الأصلية للموظف، وبعد ذلك نصل إلى إصدار امر النقل ونقل شهادة آخر راتب ثم إصدار إذن الصرف بعد كل هذا، وهي خطوات ليست بالهينة.
هذه الإجراءات التي استعرضناها تحتاج زمنا يتراوح بين ثمانية أشهر او عام، وكما أشرنا مسبقا، فإن السنة المالية التي تقر الموازنة لتغطيتها يتم إطلاقها بشكل فعلي منتصف العام وينتهي اثرها القانوني نهاية العام، اي خلال ستة أشهر فقط.
يمكن للموظف ان يكمل معاملة نقله الخارجي متى ما أراد طبعا، لكن ان لم يكملها قبل ٣١/ ١٢ فإنه سيكون بدون تخصيص راتب من قبل وزارة المالية لعدم وجود موازنة حينها، وعليه حينها ان ينتظر إقرار الموازنة لكي يستعيد راتبه، وهو أمر في ظهر الغيب بسبب الازمات السياسية.
هذا هو الضغط الرهيب الذي اجبر الدكتور علاء الزهيري على دفع المال لاحد المحتالين كي يقوم باتمام معاملة النقل، وحينما فشل المحتال لم يقم بإعادة المال، بل قتل الدكتور المسكين، وهناك عشرات الآلاف مثل حال الدكتور، يريدون ان ينتقلوا بالسكن، لكنهم يخشون من تعطل راتبهم بسبب إجراءات النقل المميتة، فمتى تنتهي هذه المحنة.