ماذا بعد سقوط (قواعد الاشتباك) في العراق ..؟
في كل مرة تحصل جولات تفاوض مع الأمريكان يجد العراقيون أنفسهم أمام المزيد من الحجج تحول دون إتمام خروجهم مثلما حصل في عام 2011، على خلفية توقيع معاهدة الإطار الاستراتيجي بالطبع، وهي المعاهدة التي ينص جوهرها على خروج كافة القوات من الارض العراقية.
كتب / سلام عادل
أثبتت وقائع ما حصل في جرف النصر وأبو غريب، حين تعرضت قوات عراقية حشدية لقصف أمريكي، أن (قواعد الاشتباك) ليست موجودة على الارض او حتى في السماء، بل هي مجرد أوهام يتم ترديدها في وسائل الإعلام من قبل خالد اليعقوبي، بصفته المستشار الامني لرئيس الوزراء، وذلك عقب انتهاء جولة مفاوضات في واشنطن قبل نحو ثلاثة أشهر، كان ينبغي ان تكون بداية لإنهاء ملف التواجد العسكري الأجنبي في العراق.
وفي كل مرة تحصل جولات تفاوض مع الأمريكان يجد العراقيون أنفسهم أمام المزيد من الحجج تحول دون إتمام خروجهم مثلما حصل في عام 2011، على خلفية توقيع معاهدة الإطار الاستراتيجي بالطبع، وهي المعاهدة التي ينص جوهرها على خروج كافة القوات من الارض العراقية، إلا أنها باتت اليوم غطاءً لبقائهم، ولا أحد يعرف من وراء تحريف مضمون هذه المعاهدة !.
ويضاف إلى قائمة الحجج المتزايدة ترديد أوصاف مخادعة جرى صياغتها من قبل حكومة (كاظمي الغدر)، تفيد بكون العناصر العسكرية الاجنبية المتواجدة داخل القواعد هم بصفة مستشارين وليسوا مقاتلين، فضلا عن كون القواعد هذه عراقية، وتحديداً (عين الأسد)، مع كون (ترامب) كشف أمام العالم أثناء فترة رئاسته أن هذه القاعدة أمريكية، وجرى بناؤها بكلفة خمسة مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب.
ولا تقتصر مشكلة تواجد قوات اجنبية داخل العراق على الأمريكان فقط، بل ويشمل ذلك قوات الناتو، إلى جانب قوات متعددة الجنسيات منخرطة ضمن التحالف الدولي، وهو الاخر تحالف كان يقتصر مضمونه على تقديم دعم لوجستي للعراق، وادوار استخبارية من خارجه، دون أن تساهم الدول بأي قوات على الارض، وهو ما ظل العراق يؤكد عليه في جميع محاضر اجتماع هذا التحالف من باريس وحتى بروكسل.
ولعل من المستغرب هذه الايام أننا صرنا نسمع عن استحالة إنهاء التحالف الدولي، الذي تأسس لهدف واحد فقط، وهو مكافحة داعش، الذي انتهى فعلياً منذ لحظة إعلان النصر العسكري في عام 2017، على اعتبار أن التحالف تشكل بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن، وهذا غير صحيح على الإطلاق، والدليل عدم انخراط روسيا والصين ضمن عملياته، وبالتالي ليس لهذا التحالف أي غطاء أممي، بقدر ما يستمد شرعيته من الطلب العراقي الرسمي الصادر عن وزير خارجية العراق، والذي بموجب طلب آخر مثله يمكن إنهاء أعماله.
ومن هنا يتضح حجم اللبس والتدليس الحاصل في هذا الملف السيادي المهم، والذي يتسبب بين فترة وأخرى بسقوط شهداء عراقيين على الارض العراقية بنيران (قوات صديقة)، بحسب تعبيرات المنطقة الخضراء، وهو ما بات يثير السخرية فعلاً، بحكم أن الحكومة باتت تسترخص دماء ابنائها، على الاقل حين تتغاضى عن تنفيذ قرار صادر عن مجلس النواب في 5-1-2020 يقضي بخروج جميع القوات الاجنبية تحت مختلف المسميات.
وفي الوقت الذي تدير فيه الحكومة ظهرها لدماء شبابها الحشديين، تجد نفسها محرجة في حال تسبّب طلبها بخروج جميع القوات الأمريكية والناتو من العراق، بإثارة زعل السفيرة وبقية السفراء الذين معها في جوقة الهيمنة على البلاد، وهو المانع الوحيد، على ما يبدو، الذي يحول دون إكمال سيادة البلاد، وتركها تحت عبث الطائرات المسيرة وقتما يشاء عناصر التجسس الأجنبي، الذين يرتكبون متى ما شاؤوا مختلف أشكال الجرائم، إضافة لما ارتكبوه بحق العراقيين على مدار الـ30 سنة الماضية.
#طوفان_الاقصى
#شبكة_انفو_بلس