ماذا عن شبكة أنفاق المنطقة الخضراء لو وجدت ..؟
بقي الامريكان فعالين في هذه المنطقة لدرجة اختاروا أن يبنوا لهم سفارة تعتبر الأكبر في العالم، بحسب أرقام ينشرها الإعلام الامريكي، لكونها تعادل مساحة الفاتيكان، وهي بالتالي أكبر من مجمع الأمم المتحدة في نيويورك.
كتب / سلام عادل
منذ البداية جرى اعتماد (المنطقة الخضراء) كقاعدة عسكرية أمريكية، وهي تعتبر أول قاعدة لهم في العراق، وتعد التسمية المعتمدة لها (Green Zone)، والتي تعني (المنطقة الخضراء)، هي تسمية عسكرية أطلقها الجيش الامريكي على منطقة بمساحة 10 كيلومتر مربع وسط العاصمة، وذلك أثناء احتلال بغداد في 9/نيسان/2003 بقيادة الجنرال جي غارنر.
وبقي الامريكان فعالين في هذه المنطقة لدرجة اختاروا أن يبنوا لهم سفارة تعتبر الأكبر في العالم، بحسب أرقام ينشرها الإعلام الامريكي، لكونها تعادل مساحة الفاتيكان، وهي بالتالي أكبر من مجمع الأمم المتحدة في نيويورك، باعتبارها تتكون من 21 مبنى يحتوي على ستة مجمعات سكنية، وهي قادرة على استيعاب 16 ألف شخص خلف جدران كونكريتية مرتفعة ومزدوجة بحماية قوات المارينز.
ولهذا تبدو السفارة ذات طابع عسكري أكثر من كونها دبلوماسية، في ظل وجود منظومة دفاع جوي على سطحها، ومهبط طائرات عسكرية ...الخ، مما يؤكد الرؤية الأمريكية المشوشة في العراق، والتي تعتبر امتداداً لفترة الاحتلال، على الرغم من وجود اتفاقية بين واشنطن وبغداد وقعت في 2008 انتهت بموجبها متعلقات تلك الفترة حين خرج آخر جندي في عام 2011، وهي الاتفاقية التي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تتحول إلى غطاء لتواجد عسكري جديد (تحت مختلف المسميات) سواء كانت قتالية أو استشارية.
وحتى اللحظة تمارس الإدارة الأمريكية في العراق شيئاً من الهيمنة متعددة الأشكال، منها اقتصادي ومنها سياسي وحتى العسكري، ويتضح ذلك من خلال معادلة التفوق العسكري في سلاح الجو، والذي جعل السماء العراقية تحت السيطرة الأمريكية المطلقة، وهو واقع يثير الاستفزاز الشعبي والوطني، الذي يمتلك الارض ويجد في ذلك ضداً نوعياً، مثلما يبدو عليه الحال في أي منطقة من مناطق العالم حين تتواجه مع قوى احتلال.
ولعل (شبكة أنفاق غزة) تعتبر تعبيراً لما يجري في الأراضي الفلسطينية، بعد الفشل الطويل الذي استمر 75 سنة من المفاوضات والتفاهمات والاتفاقيات، والذي فرض على الشعب الفلسطيني التأييد والانخراط في جماعات مسلحة تعمل بطريقة سرية للغاية، وتتخذ من أسلوب (حرب العصابات) تكتيكاً لعملها، بهدف التحرر من الاحتلال الاسرائيلي.
ومن هنا باتت تتشكل ملامح مشهد عراقي جديد يفرض الاستعداد لمواجهة قصيرة او طويلة الأمد مع الامريكان، الذين تسببوا بخسارة قرابة 3 ملايين عراقي على مدى 20 سنة جراء العنف والقتل الذي اندلع في البلاد على خلفية الاحتلال، وتحديداً بعد أن صار يتأكد للجميع أن جولات التفاوض العراقي الامريكي باتت مجرد مسرحيات مضحكة للغاية، لكونها أثبتت كذبة وجود (قواعد الاشتباك) في أقل تقدير، فهل ياترى سيجعل ذلك من فكرة التفوق على الارض في مواجهة السماء معادلة لابد منها ؟، وهل سيجعل المواجهة مع الأمريكان بالطرق التنظيمية السرية من داخل شبكة أنفاق معقدة للغاية واقع لابد من ؟، ربما.
#شبكة_انفو_بلس