مرحلة الدخول في (منظومة أوراسيا) للأمن والدفاع
يعتبر العراق أحد الجوانب والأحزمة في مسارات الامن والاقتصاد القاري، بحكم موقعه الجغرافي، الذي يجعل منه أحد المعابر الرئيسية في حال تكامل جيوسياسياً مع آسيا الكبرى
كتب / سلام عادل
فتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الباب أمام الدول للانخراط في منظومة أمن ودفاع مشترك، من أجل إعادة التوازن للنظام الدولي، عبر حوكمة متعددة الأقطاب، يتم بموجبها القيام بإصلاحات داخل الأمم المتحدة، تضمن الحفاظ على الاستقرار والعدالة والرفاه الاقتصادي، واحترام قواعد الاشتباك.
ويمكن إحصاء ما يقرب على 92 بلداً يصنفون ضمن جغرافية (أوراسيا)، التي تتكون من القارتين الأكثر اكتظاظاً في الكرة الأرضية، وهي قارتي أوروبا وآسيا، حيث يقدر عدد السكان المقيمين فيهما بنحو 4،6 مليار نسمة، ينتشرون على مساحة تقدر بـ54 مليون كم²، فيما تتحكم القارتين باقتصاديات وموارد هائلة، تتميز آسيا لوحدها بما يفوق نصف الانتاج العالمي.
ويعتبر العراق أحد الجوانب والأحزمة في مسارات الامن والاقتصاد القاري، بحكم موقعه الجغرافي، الذي يجعل منه احد المعابر الرئيسية في حال تكامل جيوسياسياً مع آسيا الكبرى، وهو يبقى بلداً شرقياً في كافة الاحوال، على الرغم من محاولات جعله ضمن المحور الغربي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تأكد أنها تسعى لإبقاء العراق مجرد منطقة نزاع لتسوية حسابات أمنها القومي.
وقد استذكرت بغداد في عام 2024 مرور 80 عاماً على العلاقات الرسمية مع موسكو، جرى خلالها الإشارة إلى كونها كانت علاقات مفيدة للبلدين طوال الحقب المتفاوتة، تشهد بذلك حاجات العراق العسكرية في السنوات الأخيرة، والتي وفرتها روسيا خلال الحرب مع داعش، حين كانت القوات العراقية بحاجة إلى طائرات واعتدة خاصة، كان من بينها طائرات مجنحة ومروحية وقذائف الكورنيت.
ولعل زيارة الرئيس الروسي إلى الصين مؤخراً كشفت بشكل واضح عن مخرجات القمة بين البلدين، بكونها ليست مجرد حدث دبلوماسي عادي؛ بل هي جزء من جهد مشترك لتشكيل نظام عالمي جديد، يقوم على التكامل الاقتصادي والتعاون العسكري، مهدت له أعمال مشتركة جرى اختبارها في مطابخ منظمة شنغهاي للتعاون، ومن بعدها مؤتمرات تحالف دول بريكس.
ومن هذه المنطلقات، يبدو أن خيارات الحل، الذي ظلت بغداد تبحث عنه للخروج من دائرة الفشل المتواصل، وهو فشل من تصميم الادارة الأمريكية وأطراف المحور الغربي بالطبع، يتمثل في الذهاب نحو تحالف آسيوي واسع يفتح الباب للدخول في (منظومة أوراسيا)، التي يتم العمل عليها حالياً بوتيرة متسارعة.