مفردات الـ(شو الإعلامي) هذه الأيام
من الواضح يوجد ضخ إعلامي لتوتير الأجواء السياسية في البلد، لدرجة يراد فيها استعجال الاستحقاقات من دون مناسبة او حاجة فعلية، من بينها الانتخابات النيابية، بذريعة كونها مدرجة في البرنامج الحكومي او المنهاج الوزاري
كتب / سلام عادل
لفتت انتباهي تصريحات المستشار السياسي لرئيس الوزراء الاستاذ فادي الشمري، التي أدلى بها لبعض وسائل الإعلام خلال السهرات الرمضانية، والتي شخص من خلالها حالة (التهويل)، والمبالغة في تسويق شائعات تتحدث عن حصول اضطرابات في العلاقة بين (الاطار التنسيقي)، وبين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، مع كون الأخير متمسك بالحاضنة السياسية التي رفعته إلى السلطة، والأخرى تجد نفسها متماسكة تحت ظل حكومة بدأت تعيد ثقة المواطنين بالدولة.
ومن الواضح يوجد ضخ إعلامي لتوتير الأجواء السياسية في البلد، لدرجة يراد فيها استعجال الاستحقاقات من دون مناسبة او حاجة فعلية، من بينها الانتخابات النيابية، بذريعة كونها مدرجة في البرنامج الحكومي او المنهاج الوزاري، مع كون الانتخابات النيابية المبكرة غير مدرجة أصلاً، بل ولا يخطر في بال أي برلماني تقديم استقالته استعداداً لهذه الانتخابات، سواء في نهاية السنة الحالية او في بداية السنة القادمة، ما يعني أن الأمور ستبقى تسير وفق خارطة الاستحقاقات الدستورية.
ولعل الاعتراض باسم الفقراء على رفع سعر بانزين الأغنياء يكشف بحد ذاته عن سذاجة في التعاطي مع الشؤون العامة، باعتبار أن الكثير من المغردين عبر المنصات يغريهم بالدرجة الاساس الانخراط في حفلات الردح حتى ولو من دون أي مناسبة، والأكثر استغراباً انهم يقدمون تفسيرات وتحليلات في القضايا التي هي محل اختصاصات أكاديمية بحتة، والا كيف يمكن أن نفهم زعل هؤلاء المغردين على رفع سعر البانزين المحسن والممتاز، في الوقت الذي مازال فيه سعر البانزين العادي ثابتاً، والذي يتم استخدامه بنسبة 85% من العراقيين.
وفي الحقيقة لا يوجد داخل الاصطفافات السياسية أو حولها جهد معارض جاد يستحق أن يكون محل متابعة، ومن يدعون المعارضة ليس في متناول أيديهم غير (التقسيط الاعلامي)، حيث لم نرَ منهم او نسمع أي طروحات ناضجة يمكن الاخذ بها، باعتبارهم لم يقدموا أي تصورات سياسية او اقتصادية مغايرة لما هو سائد، حتى يمكن حينها تصنيفهم في خانة المعارضة، والأكثر اثارة للامتعاض أنهم لا يكترثون لحالة الاستقرار السياسي والأمني، ولديهم الاستعداد للتفريط بهما، لو كان هذا في متناول اليد بالطبع.
ولهذا حين يتم وصف الجدل الدائر حالياً من قبل المستشار فادي الشمري، بكونه (شو إعلامي)، هو يعتبر وصفا دقيقا جداً، لكون ما نسمعه هنا وهناك مجرد كلام فارغ لا توجد له أي أساسات وأصول، ويخلو من أي نوايا صادقة تستهدف الاصلاح والتقويم، ولا ينطوي على أي فكر ناضج بقدر البحث عن (الطشة)، التي باتت تتنافس مع التفاهة التي نشاهدها في المسلسلات خلال هذا الموسم الرمضاني.