من هو (الخبيث الخنيث بلا حدود)؟
انفوبلاس..
عن الوظيفة الحقيقية التي يجيدها (كاظمي)
كتب / سلام عادل
منذ 25 سنة بدأ (مصطفى كاظمي) حياته العملية، وكان حينها موظفاً مغموراً في جريدة المؤتمر لصاحبها (احمد الچلبي)، وكانت الجريدة لسان حال المعارضة العراقية ومقرها لندن، وكان (كاظمي) في حينها لا يجيد العمل في أي تخصص من تخصصات العمل الصحفي، لذلك تم تكليفه فقط بطباعة أوراق على الكومبيوتر، كان يعتبرها الچلبي اكثر الاوراق أهمية في مسار التحضيرات لغزو العراق.
وقد كانت تلك الاوراق تنطوي على معلومات مزيفة جرى التحضير لها واعدادها من قبل مجموعة من ضباط الجيش العراقي الهاربين من سلطة صدام، واغلبهم برتب صغيرة، حيث ستكون بمثابة أدلة على امتلاك نظام صدام حسين اسلحة دمار شامل مما سيمنح الادارة الامريكية بعضاً من الشرعية تسمح لهم بشن الحرب واحتلال العراق.
وفعلاً صار الملف الذي قدمته المعارضة العراقية بعد ان قام (كاظمي) بطباعته أدلة بيد الـ(CIA)، ومن بعد ذلك انتقلت ليد وزير الخارجية الامريكية (كولن باول) الذي حاجج بها أمام الكونغرس لاجل استحصال الدعم السياسي لتحريك القطعات العسكرية باتجاه العراق، وهو الموقف الذي ظل كولن باول يندم عليه حتى لحظة وفاته.
ومن هذه المرحلة باتت وظيفة التزوير والفبركة المهمة الوحيدة التي يجيدها (كاظمي)، وهو ما جعله مؤهلاً للعمل الدائم بهذا التخصص حتى جاءت الفرصة بعد سقوط النظام لينضم الى (فخري كريم) في لعبة (الابتزاز)، وذلك حين انخرط فخري بقيادة حملة ابتزاز كبرى للمثقفين العرب كان عنوانها (كوبونات النفط) بعد ان وقعت بين يديه وثائق تم حيازتها من دوائر النظام تكشف عن حصول مجموعة من المثقفين العرب على دعم من صدام حسين على شكل (كوبونات نفط).
وهنا تعلم (كاظمي) مهارة (الابتزاز السياسي) الى جانب حرفة (التزوير والفبركة) ليتحول الى موظف مهم في اعماق العملية السياسية، وخصوصاً بعد ان تعرف على كنعان مكية، وهو المكلف بجمع وفرز ارشيف الدولة العراقية الذي تمت حيازته من قبل الجيش الامريكي، وهو ما جعل كاظمي يعثر على كنز من الملفات والوثائق منحه قدرات كبيرة على الابتزاز السياسي والمساومة والتلفيق.
ومن خلال استخدام وثائق الدولة العراقية صار كاظمي يتقرب من الاحزاب السياسية عبر تسريب هذه الوثائق التي يثبت بعضها مظالم كبيرة كان يمارسها نظام صدام ضد كوادر واعضاء هذه الاحزاب، فيما تكشف بعض الملفات عمليات اختراق لصالح اجهزة مخابرات صدام.
وفي المحصلة شكل عمل (كاظمي) في التزوير والابتزاز واستخدام الوثائق هويته الوظيفية التي قربته من قيادات الاحزاب السياسية وليحصل من خلالها على منصب رئيس جهاز المخابرات، وهو المنصة الأولى التي وفرت له قدرات رسمية هذه المرة لممارسة النصب والاحتيال والابتزاز، مع التأكيد على ان تعيينه قد تم بشهادة دراسية مزورة.
وخلال فترة عمل (كاظمي) في جهاز المخابرات شهدت الاوضاع في العراق تخبطات لا مثيل لها كان من ابرزها انعدام الثقة بالكامل بين القوى السياسية، بما فيها ازدياد حملات التظليل والتسقيط التي طالت المرجعية في النجف، وفي الوقت نفسه كان (كاظمي) ولايزال يعمل على نقل رسائل خاطئة بين الداخل والخارج والعكس كذلك بهدف اثارة النزاعات وإدامة حالة الاضطرابات.
ولعل التسريب الصوتي الاخير (عن المالكي ضد الصدر)، والذي هو من المؤكد من عمل (جهاز مخابرات كاظمي) وتحت اشرافه، يكشف الى أي مدى يمكن أن يذهب اليه كاظمي في لعبة زرع الخصومة وخلق الفتن، حتى بات كاظمي يستحق لقب *(خبيث خنيث بلا حدود)*.
• المقال لا يعبر عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبه.