مهازل (طشة) السفراء في بغداد
تكشف تصرفات بعض السفراء في بغداد عن غياب التطبيقات الخاصة بقواعد العمل الدبلوماسي، الذي تفرضه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961
كتب / سلام عادل
فتح سفير بريطانيا العظمى في بغداد ستيفن هيتشن حرباً مع هولندا وسفير هولندا في بغداد، وصفها بحرب "الانتقام"، التي كانت بريطانيا تفكر وتخطط لها منذ أربعة قرون، على خلفية قيام الجيش الهولندي سنة 1667 بالتقدم نحو المياه البريطانية وحرق الأسطول البحري البريطاني، ما جعل ذلك اليوم "أسود"، بحسب وصف السفير، الذي يعتبر نفسه مؤرخاً.
وأعلن ستيفن هيتشن عن وقت اندلاع حرب "الانتقام"، التي ستُصادف هذا اليوم الأربعاء إبتداءً من الساعة 10 ليلاً، وذلك مع موعد انطلاق صافرة مباراة الفريق الانكليزي مع الفريق الهولندي، ضمن مرحلة تصفيات نصف النهائي لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم، وهو ما يعني أن السفير في تصريحه المصور على صفحته الرسمية تحت عنوان "أجه وقت الانتقام" كان يقصد الصراع الرياضي.
وسبق السفير البريطاني الحالي ستيفن هيتشن سفير بريطاني آخر، وهو ستيفن هيكي، الذي انتهى عمله في بغداد سنة 2021، وكان يلعب دور مدون فيسبوكي أكثر من كونه سفيراً، ووقع في نفس الفخ سفير اليابان السابق حين وصل به الحال أن يرتدي زي رجال العشائر ويجلس في مجالس (الفصل العشائري)، ولحقت بهم قبل فترة سفيرة المانيا كريستيانه هومان عندما جعلت من نفسها أشبه بالناشطة المدنية لملاحقة قضايا الفساد بواسطة التصريحات الاعلامية.
وتكشف تصرفات بعض السفراء في بغداد عن غياب التطبيقات الخاصة بقواعد العمل الدبلوماسي، الذي تفرضه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961، التي تجعل البعثات الدبلوماسية تحت ضغط ضوابط صارمة في التعامل والمخاطبات والتحركات داخل بلاد التمثيل.
وفضلاً عن ذلك تتيح هذه الاتفاقية للعواصم، عبر وزارة الخارجية بالطبع، صلاحية إلزام أي سفير وأي بعثة بشروط وقواعد محلية تتعلق بقوانين وأعراف البلد، وهو ما لا تستغله وزارة خارجية فؤاد حسين، التي تبدو غائبة ومغيبة عن المشهد المهني والوظيفي، إلا في حدود ظهور الوزير في الاجتماعات السياسية ممثلاً عن حزب البارزانيين.
وكان السفير البريطاني ستيفن هيتشن، منذ وصوله إلى بغداد في تموز 2023، يلعب دور "سفير طشة" على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة صارت له مدونة وقناة على يوتيوب ينشر من خلالها فيديوهات لمقابلات فنية وتعليقات عن مختلف المواضيع، وهو سلوك غير معتاد للدبلوماسيين لدى دول العالم، ويحصل فقط في بغداد، التي سَئِمَت أيضاً من تغريدات سفيرة واشنطن اليهودية ألينا رومانوسكي.