مهزلة (حج المجاملة) هذا العام
لعبت (شركة مسار التقوى)، المعتمدة لدى سفارة السعودية في بغداد، دوراً قذراً في التحريض الطائفي، والتمييز بين الحجاج السُنة والشيعة، وتأليب الاشخاص المرشحين للحج ضد رئيس الوزراء، فضلاً عن سوء الخدمات
كتب / سلام عادل
يُقال وبحسب مصادر مطلعة، إن المملكة السعودية خصصت هذا العام 500 فيزا حج لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وهي عادةً تأشيرات دخول لأداء المناسك يتم منحها لقادة الدول فوق الحصة المقررة لكل بلد، ولهذا يطلق عليها (تأشيرات مجاملة)، لكونها خارج الضوابط وبدرجة (VIP)، بحسب التوصيف الدارج.
ولكن ما لفت الانتباه هذا العام، وأثار انزعاجات واسعة، أن الحصول على (فيزا المجاملة)، بعد الترشيح من مكتب رئيس الوزراء، وما يترتب على مسار الرحلة من نقل وسكن وإرشاد داخل الديار المقدسة، أن الاجراءات ينبغي أن تتم عبر شركة واحدة حصرية معتمدة لدى سفارة السعودية في بغداد، وهي شركة عراقية تحمل اسم (مسار التقوى)، لها مقر في منطقة كرادة مريم ومكتب فرعي في حي الجامعة.
ولعبت (شركة مسار التقوى)، المعتمدة لدى سفارة السعودية في بغداد، دوراً قذراً في التحريض الطائفي، والتمييز بين الحجاج السُنة والشيعة، وتأليب الاشخاص المرشحين للحج ضد رئيس الوزراء، فضلاً عن سوء الخدمات، التي وصلت لدرجة عدم ترتيب مواعيد السفر بشكل منتظم، وجعل الحجاج يعيشون في ضياع بين الفنادق والمطاعم، بل وبقي بعضهم لساعات طويلة مرهقون دون استلام التعليمات الأولية.
وتتوفر عشرات الرسائل الصوتية، التي أرسلها الحجاج عبر (گروبات) بعثة حج المجاملة، تكشف عن حجم اللامبالاة من قبل المتعهدين والمرشدين العاملين لدى الشركة، إلى جانب تحفظات واسعة النطاق صدرت عن اشخاص لم يحصلوا على (تأشيرة الدخول)، بلغ عددهم 200 شخص، مع كونهم مرشحين من قبل رئيس الوزراء، وذلك جراء فوضى الشركة وعدم قيامها بواجباتها الوظيفية.
وتبقى المزيد من التساؤلات الأمنية تدور في أذهان جميع الاشخاص، الذين قدموا بياناتهم الشخصية، ومستمسكاتهم الثبوتية، لشركة باتت في محل شبهات واتهامات عديدة، وتزداد الحساسية الأمنية في ظل كون جميع من تم ترشيحهم في قائمة أسماء (حج المجاملة)، هم من أسرة واقارب ومعارف وأصدقاء رئيس الوزراء، علاوة على الكادر الرئاسي والوزاري المتقدم، الأمر الذي يتطلب وضع (شركة مسار التقوى) تحت تحقيقات وتدقيق أمني ومالي وإداري.
والجدير بالذكر أن من بين الاشخاص، الذين حصلوا على (فيزا المجاملة)، والتي هي فيزا رئاسية (VIP)، قد تم خطفهم من قبل الأمن السعودي، من بينهم على سبيل المثال المحلل السياسي المعروف (عماد المسافر)، الذي جرى اعتقاله من داخل الفندق في المدينة المنورة حال وصوله، وهو مازال في الاعتقال منذ اكثر من سبعة أيام، تحت نظر ومعرفة سفارة السعودية في بغداد وسفارة العراق في الرياض.