هل يتم التمهيد لدمج الدواعش في المجتمع العراقي..؟
سبق لقناة العربية قبل سنوات إجراء لقاءات حصرية من هذا النوع لشخصيات كانت قريبة من البغدادي وقيادات تابعة للتنظيم المحظور دولياً، وقيل في حينها إن الهدف من بث مثل هذا النوع من المحتوى الإعلامي يندرج ضمن توجهات عالمية للكشف عن العالم السرّي لتنظيم داعش .
كتب / سلام عادل
بحسب ما تم نشره، تبدو ردود الأفعال متباينةً حول أبعاد وأهداف الظهور الإعلامي عبر لقاء تلفزيوني لزوجات الإرهابي أبو بكر البغدادي وإحدى بناته، وهي مقابلات جرت بموافقات أصولية من قبل جهات حكومية رسمية عراقية، وأخرى قضائية، وجرى بثها تباعاً وعلى نحو حصري عبر شاشة قناة العربية التابعة للملكة العربية السعودية.
وسبق لقناة العربية قبل سنوات إجراء لقاءات حصرية من هذا النوع لشخصيات كانت قريبة من البغدادي وقيادات تابعة للتنظيم المحظور دولياً، وقيل في حينها إن الهدف من بث مثل هذا النوع من المحتوى الإعلامي يندرج ضمن توجهات عالمية للكشف عن العالم السرّي لتنظيم داعش، وفضح السلوك الإجرامي المنحرف، مما يؤدي إلى الحد من مساحة التعاطف معه.
ولكن ما يثير الاستغراب هو الاستمرار بهذا النهج الإعلامي حتى بعد أن تمت تصفية البغدادي وغالبية قيادات التنظيم، وباتت سمعة التنظيم محل ازدراء عالمي، وخصوصاً بعد أن تم تحرير كافة المناطق التي يسيطر عليها، ولم يتبقَّ من (عالم داعش) غير بقايا عوائل التنظيم المحتجزين داخل مخيم الهول الموجود في سوريا، والذي هو تحت السيطرة الأمريكية على نحو مباشر.
ويضم مخيم الهول آلاف العوائل الداعشية من أصول عراقية وعربية وأجنبية، من بينهم مواليد جدد ذوي أصول أجنبية متعددة ترفض الدول التي ينحدرون منها أو التي يحملون جنسيتها، عودتهم إليها، يشمل ذلك الآباء والأمهات الذين انضموا لداعش قبل وأثناء إعلان (دولة الخلافة)، الأمر الذي صار يلقي أعباء إضافية على العراق الذي يتلقى في بعض الأحيان رسائل من بعض العواصم تلوح له بتحمل مسؤولية بقايا التنظيم.
ومن بين ما يتم اقتراحه على العراق، قبول العوائل الداعشيه كتحصيل حاصل لتواجدهم على الأرض العراقية أو بالقرب منها، ويعني ذلك إعادة دمج الدواعش الآباء والأمهات وأبنائهم، بمن فيهم ذوو الأصول الأجنبية، في المجتمع العراقي، ومنحهم الجنسية العراقية حتى، وإلا ستبقى مؤشرات التهديد بعودة التنظيم قائمة ببقاء هذا التجمع الداعشي داخل المخيمات أو في المناطق النائية على الحدود.
ولهذا ذهبت التفسيرات الخاصة بسلسلة اللقاء التلفزيونية، التي ظهرت فيها زوجات البغدادي وابنته، الى كون الهدف منها تحضير ذهنية الأوساط الشعبية لفكرة قبول وتقبل عوائل داعش داخل المجتمع العراقي، على الأقل من زاوية كون نساء وأطفال الدواعش ليسوا مسؤولين عما حصل من أحداث إرهابية، وما يؤكد ذلك التركيز بشكل أوسع على كون نساء وأطفال داعش ضحية مظلومية أخرى ينبغي أخذها بعين الاعتبار.
#شبكة_انفو_بلس