مراجع في زمن الغيبة
يُعد الشيخ الأنصاري أحد أعظم العلماء على امتداد الأزمنة في الحوزة. برع في تجديد الفقه والأصول، وإلى جانب مكانته العلمية عُرف عنه الزهد والتواضع والخلق السامي حتى أنه رفض المرجعية بعد وفاة صاحب الجواهر. ومن حكايات بره بوالدته: قرر بعد عودته من العراق إلى إيران السفر والترحال بين بعض المدن الإيرانية بهدف الإفادة من علمائها، وبما أنّه ـ ولمدة طويلة ـ كان بعيداً عن أمه، فلذا لم تأذن له بهذه الرحلات، والشيخ احتراماً لرأيها أخّر سفره حتى تأذن له. فبعد إصرار الشيخ قررت أمه أن تستخير له بالقرآن الكريم، فظهرت هذه الآية:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
وبهذا اطمأن قلب الوالدة، وأذنت له أن يتابع مشواره العلمي.