ثوار الشيعة ( أرسلان بن عبد الله البساسيري)
أبو الحارث أرسلانُ بن عبدِ الله البساسيري الملقب بالمُظفر وملك الأمراء، مملوك من أصل تركي، كان مملوكاً لبهاء الدولة البُويهي، وتدرّج في المناصب حتى غدا الحاكم العسكري ثم قائداً للجيش، كما كان على خلاف كبير مع ابن المُسلِمة رئيس الرؤساء وزير الخليفة القائم بأمر الله الذي سعى إلى الاتصال بالسلاجقة حين أدرك أن نهاية البويهيين قد دنَت.
استنجد الخليفة العباسي بالسلطان طغرل بِك، واضطر البساسيري مغادرة بغداد إلى الرحبة على الفرات حين علم أن زعيم السلاجقة طغرل بِك في طريقه إلى بغداد. عندئذ طلب دعم الخليفة المستنصر العبيدي الفاطمي لغزو بغداد وَوَضْعِ حدٍ للتوسع السلجوقي، فعيّنه الخليفة حاكماً على الرحبة وأرسل إليه مبلغاً من المال وكميات من الأسلحة والخيول وغير ذلك. وفي عام 448هـ/1056م تعاظمت الدعاية الفاطمية بإرسال الرسائل إلى أمراء العراق والجزيرة، وبذلك تمكن البساسيري سنة 448هـ من إلحاق هزيمة كبيرة بالسلاجقة الذين يقودهم قتلمش ابن عمّ طغرل وحليفه قريش، وفرّ قتلمش إلى أذربيجان في حين أُسِر قريشٌ بعد جرحه، فانحاز إلى صف البساسيري، ثم ما لبث طغرل أن عاد إلى مهاجمة الموصل واستولى عليها، ثم غادرها إلى نصيبين حيث انضم إليه فيها كلٌّ من دبيس وقريش، فعاد البساسيري إلى الرحبة برفقة الجنود الأتراك ومجموعة من قبيلة عُقيل، لكن قريشاً عاد إلى صف البساسيري إثر وصول شقيق السلطان السلجوقي إبراهيم ينَّال. ترك طغرل ينَّال في الموصل وعاد إلى بغداد، لكن ينَّال طمع في السلطنة فتمرد على أخيه واتصل بالبساسيري وبالدّاعي المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي في حلب، وتعهد بإقامة الخطبة للفاطميين، فطارده طغرل بك، واغتنم البساسيري الفرصة فيمّم شطر بغداد وقد خلت من السلاجقة.
وافت العساكر (السلجوقية) البساسيريَّ ودُبيْسَ بن مَزْيَد، فكانت بينهم حروب آلت إلى انهزام دُبيس ووقوع ضَرْبة في وجه البساسيري سقط منها عن فرسه، فأُخذ وقُتل، وحُمل رأسه إلى طغرل بك فبعث بها إلى الخليفة القائم، فطِيف بها على قناة في بغداد.
#شبكة_انفو_بلس