ثوار الشيعة - محمد مهدي الخالصي
محمد الخالصي الأسدي، وُلد في مدينة الكاظمية المقدسة، تعود أصوله إلى مدينة الخالص في محافظة ديالى. تربى في كنف رعاية والده الإمام الشيخ مهدي الخالصي الاسدي، ثم درس على كبار علماء عصره وكان متبحراً في العلوم الدينية إلى جانب العلوم الحديثة كالطبيعيات والرياضيات والطب. ويُلم باللغات الفارسية والتركية والفرنسية إلى جانب تعمقه بالعربية.
يُعد من كبار الثوار في تاريخ العراق منذ الغزو البريطاني حيث شارك في الجهاد ضد الإنكليز منذ دخول قواتهم أرض العراق عام 1914م فهب بمعية والده وجمع من العلماء للتصدي لهم.
وكان خطيباً مفوّهاً، ومجاهداً صلباً، وعالماً شجاعاً، لذلك طلب منه الإمام الميرزا محمد تقي الشيرازي أن يخطب معلناً بدء الثورة العراقية الكبرى ضد الإنكليز بحضور قادة الثورة وشيوخ العشائر العراقية الثائرة وفصائل المجاهدين الذين اجتمعوا في حشد كبير في صحن العباس في مدينة كربلاء في الرابع من شهر شوال عام 1338 للهجرة - 21 حزيران 1920م.
نُفي إلى الحجاز بسبب مواقفه المناوئة للاحتلال فأدى فريضة الحج وانتقل إلى إيران ومن هناك مارس عمله الجهادي عبر الإعلام والكلمة وإصدار المنشورات والصحف حتى غادر العراق جمع من العلماء اعتراضاً على نفيهم بينهم السيد أبو الحسن الأصفهاني. استجاب الملك فيصل لطلب المجتهدين الذين غادروا العراق للعودة اليه، وأخبرهم أن بإمكانهم العودة إلى العراق بشرط إعطاء تعهد خطي بعدم التدخل في السياسة، فوافق العلماء، ورفض الإمامان الشيخ مهدي ونجله الشيخ محمد إعطاء تعهد كهذا بشدة، واعتبراه تنازلاً للمحتلين الإنكليز، وأصرا على البقاء في إيران ومواصلة الجهاد وبث الوعي بين أبناء هذا البلد الإسلامي، لذلك فقد وصفتهما التقارير الإنكليزية بـ «العلماء المتمردين».
ومن نشاطاته في طهران معارضته لتغيير نظام الحكم في إيران من الملكية إلى الجمهورية من قبل «رضا البهلوي»، وذلك لأن الأخير كان يسعى من وراء جمهرة إيران الوصول إلى سدة الحكم وتأسيس دولة علمانية على غرار جمهورية أتاتورك في تركيا.
بعد عودته إلى العراق سعى إلى إقامة صلاة الجمعة وسافر يدعو المسلمين إلى الوحدة وواصل مساعيه حتى وفاته قدس سره.