مقاتل الطالبيين- القاسم بن الحسن ع
قال أبو الفرج:
حدثني أحمد بن عيسى قال: حدثنا الحسين بن نصر قال: حدثنا أبي قال:
حدثنا عمر بن سعيد عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال:
خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر في يده السيف وعليه قميص وأزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما، ما أنسى أنها اليسرى فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي:
والله لأشدن عليه، فقلت له: سبحان الله وما تريد إلى ذلك، يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب. قال، والله لأشدن عليه فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه وصاح: يا عماه.
قال: فوالله لتجلى الحسين كما يتجلى الصقر ثم شد شدة الليث إذا غضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق ثم تنحى عنه وحملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها وجالت فتوطأته فلم يرم حتى مات. لعنه الله وأخزاه - فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه وحسين يقول: بُعداً لقوم قتلوك خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم قال: عزَّ على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته يوم كثر واتره، وقلَّ ناصره ثم احتمله على صدره وكأني أنظر إلى رجلي الغلام تخطان في الأرض حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين فسألت عن الغلام فقالوا: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.