ضحايا انتفاضة صفر .. أحدهم دون السن القانوني
قبل أيام قليلة من بدء الانتفاضة حاول النظام تدارك الموقف وعقد اجتماعاً مع قادة المواكب ومجالس العزاء في النجف إلا أن هذه الاجتماعات لم تسفر عن نتيجة حيث أَصر أهالي النجف على المسير إلى كربلاء رغم التهديد من قبل محافظ النجف جاسم محمد الركابي والسلطات الأمنية فيها .
صباح 4 فبراير 1977 م / 15 صفر 1397 هـ خرجت جماهير غفيرة من مناطق النجف الرئيسية وهي البراق والمشراق والحويش والعمارة وهي تجوب شوارع المدينة متوجهة إلى مرقد الإمام علي عليه السلام وهم يرددون أهازيج منددة بمنع شعائرهم مثل (أهل النجف يا أمجاد راياتكم رفعوها) و(إسلامنا ما ننساه أيسوا يا بعثية). وواصلت الجموع مسيرها إلى كربلاء وخاضوا صدامات دامية مع قوات الأمن المنتشرة في الطريق وصولاً إلى منطقة خان الربع حيث قضى السائرون ليلتهم فيه .
يوم 5 فبراير 1977 م / 16 صفر 1397 هـ كان يوماً حافلاً حيث واصلت الجموع مسيرها إلى كربلاء وكانت دوريات الشرطة والأمن تلاحقهم على الشارع العام وهي تهددهم وتأمرهم بالرجوع إلى النجف إلا أن الحشود لم تكترث إلى تهديداتهم وبقيت تواصل سيرها إلى كربلاء حتى وصلوا إلى منطقة خان النص عصر ذلك اليوم حيث توقفت المسيرة للاستراحة والمبيت فيها وواصلت مجاميع من الشباب الحراسة ليلاً خوفاً من أي هجوم محتمل من قبل دوريات الشرطة والأمن التي كانت تجوب المنطقة .
كان يوم 9 فبراير 1977 م / 20 صفر 1397 هـ يوماً حافلاً في كربلاء حيث يوافق ذكرى الأربعين وكان الآلاف يتجمهرون حول العتبة العباسية والروضة الحسينية وهم يؤدون مراسم الزيارة والعزاء حتى أشاعت قوات الأمن أنباء تشير إلى وجود قنبلة موقوتة داخل ضريح الإمام الحسين مما أدى تولد الذعر في نفوس الجموع التي كانت في داخل الضريح وهنا استغلت القوات الأمنية الفرصة وقامت بإلقاء القبض على مجاميع كبيرة من الشباب ونقلهم إلى المعتقلات القريبة، وكان من بين المعتقلين السيد محمد باقر الحكيم مما أدى إلى إضراب في الحوزة العلمية حيث أعلنه السيد محمد باقر الصدر .