سقوط حيفا

قبل وقوع النكبة بينما كان مشروع إقامة إسرائيل يجري على قدم وساق، بدأت قوات الاحتلال البريطاني عملية انسحابها من مدينة حيفا الساحلية، لكنها لم تُسلّم المدينة لأهلها بل مكّنت عصابات الهاغاناه من الاستحواذ على المدينة لتحلّ مكانها. قامت الهاغاناه ـ وهي مجموعة صهيونية مسلحة ـ بالهجوم على بلدات المدينة وأحيائها، وفتح عناصرها النار على كل عربي يصادفونه في البيوت والشوارع، غير مبالين بصغير أو كبير، ما أدى إلى هروب جماعي للسكان وسط ذهول ورعب وخطر عصف بهم، دون
أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم، وقد لجأوا إلى البلدات المجاورة التي لم تكن قد سيطرت عليها عصابات السلاح اليهودية، ثم صاروا في مخيمات ينتظرون مَن يساعدهم للعودة إلى بيوتهم، ولا يزال الانتظار سارياً من الأجداد إلى الأحفاد.