كربلائيات
لا شَكَّ أَنَّكَ فوقَ ما يُتَداوَلُ
خانَ الرُّواةُ،
وما رَوَوا يتناسَلُ
.
قالوا: الوحيدُ!
وأنتَ وحدَكَ أُمَّةٌ
قالوا: الغريبُ!
وأنتَ قلبٌ آهِلُ
.
قالوا: ستنبذُكَ الأزقَّةُ
حيثُ ما
لكَ في الدروب ــ ولا القلوبِ ــ منازِلُ
.
قالوا:
أكُفٌّ صافحَتْكَ مَلُوثَةٌ بالغَدْرِ؛
خلْفَ عقيقِها الدَّمُ صاهلُ
.
قومٌ عراقيّونَ...
أو آراؤهم شتّى؛
إذا اختلفوا، فسيفٌ فاصلُ
.
منهم عليهم ما يدلُّكَ أنّهم
مَرَدوا بأَمْسِ على أبيكَ، وخاتلوا
.
خانوكَ مُذ نادوا بمكّةَ:
أَيقظوا الأضغانَ...!
هل ماتَ الحديثُ الباطلُ؟
.
خانَ الرُّواةُ؛
ولقّنوا نُسَّاخَهم:
حَمَّالُ أَوْجُهٍ الكلامُ؛ فجادلوا!
.
هذا التراثُ... وهذهِ آثارُهُ:
ورَقٌ بلا جدوى، وخطٌّ مائلُ.
.
لا تَعْذلوهُ؛ فإنَّ من عاداتهِ
فمُهُ يموتُ ظماً ولا يتخاذَلُ
.
هوَ فاتِحُ الأَمطارِ
يا صحراءَ غيمتهِ،
وبينكما المدى المتطاولُ
.
هوَ في مواسمِنا الجَديبةِ
أَخضرٌ أبداً،
عُراةُ الغيمِ قالوا: قاحِلُ!
.
هوَ منْ سلالةِ مُبحرينَ إلى غدٍ
اليومُ في يدِهم سرابٌ زائلُ
.
يمشي،
وكوفتُهُ تُحدِّثُ: وَيْكأَنْ
بيَ من عليٍّ في الدروبِ شمائلُ
.
هذا الفتى
غَدَرَتْ رسائلُهُ بهِ
لكنْ على شفتَيهِ حرْفٌ قائلُ:
.
علِّمْ خُطاكَ بأَنْ تسيرَ وحيدةً
وقُلِ الدروبُ غريبةٌ يا راحلُ
.
وحدي كثيرٌ،
كنتُ أجهلُ أَنْ دمي
فيهِ من الغيظِ النبيِّ جحافلُ
.
لا تلبسِي الأُلَّافَ طوقَ حمامةٍ
يا نفسُ؛
إنَّ غداً ــ بغَدْرٍ ــ حافلُ
.
.
.
للشاعر شاكر الغزي