اهمية التعليم المدمج في مؤسسات التعليم العالي
ا. د. رياض خليل التميمي *
يطلق على التعليم المدمج اكثر من تسمية منها :التعليم المدمج (Blended Learning) أو التعليم الهجين (Hybrid Learning) أو التعليم الخليط (Mixed Learning) للتفريق عنه وعن التعليم التقليدي(Traditional Learning) أو الكلام والطباشير (Chalk and Talk) ضمن الأسلوب التقليدي Teacher-Centered الذي بطبيعته يختلف عن الأسلوب الحديث بالتدريس والذي يطلق عليه Student-Centered حيث يعطي الدور الأكبر لمشاركة الطلبة في عملية التعليم والتعلم.
يهدف التعليم المدمج إلى زيادة تفاعل الطلبة ومشاركتهم في العملية التعليمية اضافة إلى تحسين جودة التعليم وتقليل النفقات التي تترتب على التعليم التقليدي وتنمية الجانب المعرفي والادائي لدى الطلبة وتحقيق الديمقراطية في التعليم وتدعيم الطلاب بادوات تكنولوجية حديثة ترفع مستواهم الابداعي .
إن دمج طريقتين أو اكثر من طرق التعليم يؤدي إلى دعم احدى الطريقتين للأخرى أو تعاونهما معاً من أجل تنسيق عملية تعليم ذات فاعلية كبيرة أو ايجاد نوع جديد من التعليم المبرمج الذي من أهم مميزاته ما يأتي :
امكانية تغيير مكان وزمان التعلم إلى أماكن وأزمنة بطريقة اكثر مرونة وأريحية وكذلك تغيير مصادر وأدوات التعلم.
اتاحة الفرصة للالتحاق ببرامج التعليم المدمج دون الحاجة إلى الالتزام بوقت محدد قد لا يناسب المتعلم أو المعلم.
مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين حيث يمكن لكل متعلم أن يسلك المسارات التي تناسب احتياجاته وقدراته العلمية.
توفير المرونة الزمانية التي تمكن المتعلممن اللحاق بأقرانه وتجنب التأخر عنهم في حال تعرضه إلى بعض الظروف الحياتية الطارئة والتي من شأنها أن تؤدي إلى تأخره عن بقية زملائه في حال اعتماد التعليم التقليدي السابق.
ومن جانب آخر فإن هناك عدد من السلبيات والمشاكل التي قد تواجه التعليم المدمج ومنها ما يأتي :
اعتماد التعليم المدمج على التقنيات الحديثة في التعليم والتي قد يصعب توفيرها على مستوى عالٍ يغطي احتياجات جميع المتعلمين منها: شبكة انترنت قوية ومعتمدة , الأجهزة اللوحية , الحواسيب , معدات تقنية أخرى.
حاجة الطالب إلى أن يكون ذو دراية واسعة ومتقنة في استخدام وسائل ومعدات (Software) بسبب وجود بعض الفروقات الفردية بين المتعلمين في التعامل الدقيق مع وسائل التعليم المدمج الحديثة.
قلة مشاركة المتخصصين والأكاديميين في صناعة المقررات التي يحتاج إليها التعليم المدمج ,مثل: المقررات الألكترونية المدمجة التي تصنع خارطة الطريق لانجاح عملية التعليم المدمج.
إن اهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اعتماد التعليم المدمج في الجامعات العراقية يتطلب زيادة عدد دورات طرائق التدريس الحديثة بالتعليم المدمج وانخراط اكبر عدد ممكن من التدريسيين للتدريب في تلك الدورات لغرض اشاعة استخدام التعليم المدمج على نطاق واسع مع توفير الاحتياجات التقنية اللازمة لانجاحه. هذا إذا ما علمنا بأنه معترف به دولياً ومعتمداً من قبل 75% من المؤسسات التعليمية العالمية مقابل 25% تتبع التعليم التقليدي القديم.
* رئيس جامعة الامام الصادق (ع)