بنو تميم في ديالى يدفعون ثمن مواجهة الإرهاب.. مجزرة المقدادية تلهب المحافظة
انفوبلس..
ديالى، المحافظة الساخنة التي لم تشهد استقراراً منذ احتلال العراق عام 2003 حتى يومنا هذا، أفاقت، يوم أمس الاثنين، على جريمة بشعة ومجرزة إرهابية راح ضحيتها 8 مدنيين بينهم امرأة وطفل وإصابة 2 آخرين من عائلة واحدة في مدينة المقدادية شمال شرق بعقوبة.
الهجوم الإرهابي المزدوج استهدف سيارة كانت تقل عائلة الشيخ مصطاف التميمي، أحد أبرز شيوخ قبيلة بني تميم في محافظة ديالى في محاولة لاغتياله بعبوة ناسفة، تلاها إطلاق نار كثيف على السيارة المستهدفة، ما عدّه مراقبون أنه "ثمن تدفعه قبيلة بني تميم وشيوخها جراء مقاتلتهم الإرهاب طوال عقدين من الزمن في المحافظة".
التفجير وقع أثناء مرور سيارة تقل 10 أشخاص على طريق زراعي جنوبي قرية "الجف"، في ساعة متأخرة من مساء يوم الإثنين 6 آذار/ مارس، وفق ضابط في مديرية الدفاع المدني رفض الكشف عن اسمه، فيما بيّن أن "الانفجار كان شديداً لدرجة أدى معها إلى تفحّم معظم جثث الضحايا، وصعّب عمليات إخلائها إلى مستشفى المقدادية العام".
"Infoplus" حصلت على قائمة بأسماء الضحايا الثمانية، وجريحين اثنين يخضعان للعناية المركزة في مستشفى المقدادية، وجميعهم من عائلة الشيخ مصطاف التميمي.
مصدر حكومي كشف عن صدور توجيه لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بالتحقيق الفوري في انفجار المقدادية بمحافظة ديالى.
وقال المصدر، إن "السوداني تابع عن كثب حيثيات انفجار المقدادية في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس وأجرى اتصالات مباشرة ببعض القيادات والنواب". مبينا، إنه "صدرت عدة أوامر مباشرة للتحقيق الفوري بمجريات ما حصل وتقديم تقرير خلال 24 ساعة يوضح حقيقة ما حصل".
وتابع، إن "وفدا رفيعا وصل إلى محافظة ديالى للوقوف على تفاصيل حادثة المقدادية".
جريمة المقدادية، تبعت العديد من الجرائم خلال فترة متقاربة في المحافظة، ففي يوم الأحد الماضي، كشف عضو مجلس النواب، طه المجمعي، عن تشكيل رئيس مجلس الوزراء لجنة عليا لتقصي الحقائق حول الخروقات الأمنية في محافظة ديالى.
وقال المجمعي، إن "المشهد الأمني في ديالى يشهد خروقات في الآونة الأخيرة خاصة تكرار عمليات الاغتيالات الذي أثار قلق الرأي العام". لافتا، إلى أن "عصابات محترفة هي من تقوم بهذه الجرائم لتحقيق أجندة أبرزها خلط الأوراق وإثارة الأوضاع الداخلية".
وأضاف، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني شكّل لجنة عليا لتقصّي الحقائق حول خروقات ديالى ستصل خلال الساعات 24 القادمة من أجل الوقوف على حيثيثات الاغتيالات الأخيرة وسبل تعقّب الجُناة واعتقالهم". مشيرا، إلى أن "الوضع يحتاج إلى إجراءات سريعة من أجل طمأنة الأهالي".
وكانت مزرعة قرب قرية الجيايلة ضمن قاطع شمال قضاء الخالص قد تعرّضت إلى هجوم مسلح قبل أكثر من أسبوع ما أدى إلى مقتل وإصابة 12 مدنيا بينهم نساء.
والخميس من الأسبوع الماضي، كشف مصدر أمني رفيع، عن آخر مستجدات ملف تعقّب المتورطين بجريمة قرية الجيايلة في ديالى.
وقال المصدر، إن "الأجهزة الأمنية اعتقلت 18 شخصا مشتبها بهم خلال الأيام الأولى من الجريمة البشعة في قرية الجيايلة بديالى والتي راح ضحيتها 12 مدنيا بين قتيل وجريح".
وأضاف، إن "التحقيقات أثبتت براءة 6 منهم وأُطلق سراحهم، وفيما بعد تم تقديم أوراق الـ12 الآخرين للقضاء العراقي لحسم ملفهم في ضوء الأدلة وشهود العيان".
وأشار، إلى أن "5 من المتورطين بالجريمة تجري ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية بالوقت الحالي". لافتا، إلى أن "هناك تعاونا وثيقا من أجل حسم الملف بأقرب وقت ممكن".
النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي، دعا مجلس النواب إلى عقد جلسة طارئة تُخصص لمناقشة الوضع الامني بالمحافظة وإنقاذها من كارثة إنسانية كبيرة بعد تكرار الخروقات الامنية فيها وعدم اتخاذ أي إجراءات فعلية لإيقاف نزيف الدم واستهداف المدنيين العُزّل.
وقال الدهلكي في بيان صحفي: إننا في الوقت الذي نستنكر فيه استهداف الأبرياء في قضاء المقدادية بعبوة ناسفة أعقبها إطلاق نار على المجتمعين في مكان الحادث ما أدى الى استشهاد وإصابة عدد من المدنيين, فإننا نؤكد ما حذّرنا منه في مرات عديدة من خطورة الوضع الامني في ديالى ما ينذر بحالة رعب وعدم استقرار في المحافظة نتيجة خشية العوائل من عودة نشاط الجماعات الاجرامية تحت عناوين مختلفة والخاسر الأكبر في تلك المعادلة أهلنا ودماء شبابنا بانهيار أمني واضح.
مراقبون للوضع الأمني في ديالى، يؤكدون هنالك معركة كبيرة ممتدة لعقدين من الزمن بين التنظيمات الإرهابية -وآخرها داعش- وبعض العشائر المقاومة والرافضة لوجودهم في المحافظة، وعلى رأسهم قبيلة بني تميم المعروفة بتصديها للإرهاب منذ دخوله العراق بسبب الاحتلال في 2003 وحتى اليوم.
وجهاء تلك العشائر وشيوخها متعاونون لأقصى حد مع القوات الأمنية والحشد الشعبي والجهود الحكومية المبذولة لبسط الأمن في ديالى، وهذا ما يجعلهم هدفاً مستمراً للعصابات الإرهابية التي تستهدفهم وتستهدف عوائلهم وأراضيهم بين الحين والآخر.