رحيل الكاتب حسن العاني بعد 50 عاما في الصحافة.. اشتهر بأعمدته اليومية وواجه مقص الرقيب عام 1999
انفوبلس/..
غيّب الموت أمس الإثنين، الأديب والكاتب والصحفي العراقي حسن العاني في العاصمة بغداد، عن عمر يناهز 81 عاماً، كتب خلالها للعديد من البرامج، وشارك في إعداد دورات إذاعية وتلفزيونية في العراق، كما عُرف في الأوساط الثقافية منذ ستينيات القرن الماضي، واشتُهر بأعمدته الصحفية اليومية.
ونقلت الكاتبة والصحفية، منى سعيد، التي لازمته في العمل الصحفي لسنوات طويلة، أن الأخير "عانى وعكة صحية مفاجئة وهو في منزله لكنه رفض الذهاب إلى المستشفى، وتم الاتصال بأحد الأطباء لكي يقوم بمعاينته، إلا أن حالته الصحية تدهورت بشكل سريع جداً ليفارق الحياة قبل وصول الطبيب".
ويُعد العاني من أبرز الكُتّاب في العراق، حيث تميز بكتابة عمود يومي في صحيفة "العراق"، المُلغاة منذ عام 1990 تحت عنوان "ضربة جزاء"، وهو عمود يتناول فيه قضايا مختلفة وبأسلوب فكاهي، وبعد 2003 واصل كتابة العمود الصحفي لكن بعنوان آخر، حيث حظيت مقالاته بمتابعة كبيرة من القُراء.
والعاني قاص وروائي وصحفي من مواليد بغداد عام 1943، فيما عُرف في الأوساط الثقافية منذ ستينيات القرن الماضي، كما اشتُهر بأعمدته الصحفية اليومية.
وصدرت للعاني كتب عديدة في الأدب والرواية والصحافة، منها: "سيد الأشجار، مجموعة قصص 1980، والرجل الأسطوري، مجموعة قصص 1986، وليلة رأس السنة، مجموعة قصص 1993، والولد الكبير، مجموعة قصص 2000، ورقصة الموت، مجموعة قصص 2004، وليلة الاحتفاء بالحرية، مجموعة قصص 2015، والولد الغبي، رواية 2016، ووجوه وحكايات، مقالات صحفية 2019، وبانتظار الملك، مقالات صحفية 2020. إضافة إلى "تلك كانت النهاية"، التي قال عنها الشاعر والكاتب عارف الساعدي، مدير عام دائرة الشؤون الثقافية اليوم: "(تلك كانت النهاية) المجموعة القصصية الأخيرة لحسن العاني الذي لم يسعفه الوقت لرؤيتها فهي مازالت في مطابع دار الشؤون الثقافية. رحيله خسارة كبيرة للوسط الصحفي والثقافي".
وكتب العاني للعديد من البرامج وشارك في إعداد دورات إذاعية وتلفزيونية في العراق.
أستاذ العمود الصحفي
وعلى مدى أكثر من ستين عاما عمل العاني في صحف ومجلات كثيرة، داخل العراق وخارجه، أهمها مجلة "ألف باء" التي عمل فيها منذ عام 1986، وقال عن هذه الفترة: "تمكنت خلالها من امتحان قابلياتي في كتابة التحقيق الصحفي وإجراء اللقاءات، وكنت أتمتع بقدر من الجرأة لم أتوقعها من قبل، وقد كنت أكتب العمود والمقال فقط، حتى مُنعت من كتابة العمود من قبل وزير الإعلام آنذاك، ومنع الكتابات النقدية الساخرة التي شملتني أنا والكاتب داود الفرحان فقط، ولهذا لم يتسنَّ لي كتابة العمود في (ألف باء) سوى النُّزُر اليسير".
إضافة إلى عمله في وسائل إعلامية عديدة، مثل الصحافة والإذاعة التي كتب لها مئات البرامج السياسية والثقافية والمنوعة، وتميز بكتابة العمود الصحفي حتى لُقب بـ"أستاذ العمود الصحفي في الصحافة العراقية".
منعه من الكتابة
حسن العاني صاحب المواقف الشجاعة أيام مجلة "ألف باء" قبل 2003 والكاتب الذي لم يرتدِ غير اسم وتاريخ وإرادة حسن الذي مُنع من الكتابة والنشر بقرار من عبد حمود مستشار صدام آنذاك، وبقي يكتب وينشر بأسماء بقية الزملاء الذين تضامنوا معه وبعلم رئيس التحرير آنذاك الراحل الكبير أمير الحلو.
ويذكر حسن العاني، أنه في فترة الحصار كتب نحو (120) موضوعاً عن المدن العراقية تحت اسم "عبد الله العراقي"، وكتب عموداً فنياً تحت اسم "بكر علي عبد الله"، وكتب الكثير من المواضيع تحت أسماء مستعارة، وفي العام 1999 تم منعه من الكتابة، وكان حينها مسؤولاً عن ملف المدن العراقية، وأصرَّ المرحوم أمير الحلو على بقائه في القسم على الرغم من قرار المنع، وبقي يكتب تحت أسماء مستعارة وهمية، لكن تلفوناً من مكتب "عدي صدام حسين" بيّن للمرحوم أمير الحلو أن تلك الأسماء المستعارة هي لحسن العاني، ما اضطر الحلو الى حرق جميع المقالات التي كانت بخط يد العاني، واضطره كذلك إلى تكليف بعض أسماء العاملين في المجلة إلى كتابة مواضيعه بخطهم وتنزيلها في المجلة بأسمائهم ومنهم أطوار بهجت، جواد الحطاب، عذراء السامرائي، راجحة عبود، وهناك أسماء من خارج المجلة مثل الفنان الراحل يوسف العاني.
لجنة الثقافة تعزي برحيله
وعزّت لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام النيابية، الشعب العراقي ونقابة الصحفيين العراقيين والأُسرتين الأدبية والصحفية، برحيل الكاتب والصحفي الكبير حسن العاني عن عمر ناهز ٨١ عاما في بغداد أمس الإثنين.
وذكرت مجلس النواب العراقي في بيان، أنه "ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل الكاتب والصحفي الكبير حسن العاني الذي اشتهر بكتابة العمود الصحفي منذ ستينيات القرن الماضي، وأبدع في كتابة القصة والرواية وصدرت له العديد من المؤلفات الأدبية وأعدَّ المئات من البرامج الإذاعية والتلفزيونية العراقية التي تركت الأثر الملحوظ في جميع الأوساط الثقافية.
وأضاف البيان، أن "لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام النيابية، تقدمت إلى أبناء الشعب والأُسرتين الصحفية والأدبية وذوي الفقيد ومحبيه بالتعازي الحارة بهذا المصاب الجلل، سائلين البارئ أن يتغمّده بواسع رحمته".
السوداني: العاني كان كلمة مُضيئة في الصحافة
كما عزّى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، برحيل الكاتب والصحفي الرائد حسن العاني، حيث ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عزّى الوسط الصحفي والإعلامي والثقافي العراقي برحيل الكاتب والصحفي الرائد حسن العاني".
وأكد رئيس الوزراء، "لقد مثّل الراحل في حياته المهنية، كلمة مُضيئة في الصحافة، وطالما عبّر بأمانة عن وجدان الناس ومعاناتهم، نسأل البارئ جلّ وعلا له الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه ومحبّيه جميل الصبر والسلوان".