سرقة الأمانات الضريبية مجددا.. اعتقال مدير عام صحة صلاح الدين الأسبق عمر صباح شفيق على خليفة سرقة 12 مليارا عبر معاملات وهمية
انفوبلس/..
أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، اليوم الاثنين، عن تنفيذها أمر قبضٍ بحقّ المدير العام الأسبق لدائرة صحَّة مُحافظة صلاح الدين (عمر صباح شفيق) و(8) مُوظَّفين آخرين؛ على خلفيَّة صرف أكثر من (12) مليار دينار؛ استناداً إلى معاملات صرفٍ وهميَّـةٍ.
وقال بيان لمكتب الإعلام والاتصال الحكومي في الهيئة، إن "فريق التحرّي الخاصّ بمكتب تحقيق صلاح الدين تمكَّن، بعد إجراء أعمال التحرّي والتدقيق في حسابات دائرة صحَّة المُحافظة من الكشف عن صرف مبلغ (12,014,877,230) ديناراً عبر تنظيم (62) معاملة صرفٍ وهميَّة للأمانات الضريبيَّـة وأمانات حسن التنفيذ".
وأضاف، إن "الصرف تمَّ بأسماء عددٍ من شركات التنظيف وشركات الأجهزة الطبيَّة والمكاتب العلميَّة لتجهيز الأدوية والمُستلزمات الطبيَّة"، لافتاً إلى "صرف المبالغ من رصيد حساب الأمانات المفتوح لدى فرعي مصرف الرافدين في تكريت وبلد من دون علم أصحاب تلك الشركات، كما أنَّ صرف المبالغ تمَّ بموجب كتب تحاسبٍ ضريبيٍّ مُزوَّرةٍ مُزمَع صدورُها عن الهيئة العامَّـة للضرائب في مُحافظتي صلاح الدين ونينوى".
وأوضح، إنَّه "لوحظ تكرار الصرف لأكثر من مرَّة للمعاملات ذاتها لأشخاصٍ ليست لهم صلة بتلك الشركات"، مبيناً أنه "تمَّ صرف مبالغ كبيرة لــ (11) معاملةً باسم إحدى شركات التنظيف خلال العامين (2016 و2017)؛ التي كان مُديرها المُفوَّض مُنتمياً إلى عصابات داعش الإرهابيَّة".
وتابع، إنه "تمَّ تنظيم محضر ضبطٍ أصوليٍّ بالمبرزات الجرميَّة المضبوطة، وعرضه أمام أنظار قاضي محكمة تحقيق صلاح الدين المُختصَّة بالنظر في قضايا النزاهة الذي أصدر أمر قبضٍ بحقّ المدير العام الأسبق لدائرة صحَّة محافظة صلاح الدين ومعاونه و(8) مُوظَّفين آخرين ضالعين في عمليَّـة صرف المعاملات وفق أحكام المادة (340) من قانون العقوبات، واستقدام ثلاث مُوظَّفاتٍ أخرياتٍ"، مؤكداً أنَّ "الفريق تمكَّن من تنفيذ أمر القبض بحقّ المُتّهمين العشرة".
30 متهما بسرقة الضرائب
وكان رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة العراقية؛ القاضي حيدر حنون، قد كشف أمس الأحد، عن وجود (30) متهمًا في قضية سرقة الأمانات الضريبية، فيما أشار إلى استّرداد مبالغ ضخمة.
وقال حنون، خلال استعراض إنجازات الهيئة للعام 2023، إن: الهيئة سّجلت وجود (30) متهمًا في قضايا سرقة الأمانات الضريبية؛ خلال العام الماضي، لافتًا إلى أن: العراق ماضٍ في ملاحقة جميع المتهمين والمطلوبين للقضاء.
وأضاف حنون، إن "الهيئة تمكنت من استّرداد مليارات الدنانير ومئات آلاف الدولارات ومصوغات ذهبية من مسؤولين حكوميين مدانيّن وموقوفيّن بقضايا تتعلق بالفساد المالي".
الإخبارات والقضايا بالأرقام
وأفاد رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة، الأحد، بأنَّ الهيئة نظرت خلال العام الماضي: (60.213) إخبارًا وقضيَّة جزائيَّة، مُبينًا بأنَّها توزَّعت بين: (35.043) إخبارًا، منها: (10.196) إخبارًا مُدوَّرًا، أُنجِزَ منها: (27.711) إخبارًا، كما عملت على: (27.170) قضيَّةً جزائيَّة منها: (8277) قضيَّة مُدوَّرة من العام 2022، أُنْجِزَ منها بإجراءاتٍ قضائيَّةٍ: (16063) قضيَّة.
وكشف القاضي حيدر حنون، عن حجم المبالغ الموجودة في ملف المدير العام الأسبق لـ المصرف العراقي للتجارة (TBI)، حمدية الجاف، مؤكدًا أن في ذمتها قرابة ملياري دولار، سيتم استردادها بعد حسّم الملف مع دولة الإمارات.
وقال حنون، ردًا على سؤال صحافي؛ إنه "لا نستطيع أن نُحصي عدد المطلوبين لأنها نجاحات مستقبلية، لكن حاليًا لدينا متهم قيّد التسّليم من قبل دولة الإمارات؛ وهو نورس عبد الرزاق، مدير صحة بابل سابقًا وعليه أحكام قضائية وفي ذمته أموال تابعة للدولة، وكذلك المّدانة: حمدية الجاف، وعليها أحكام كثيرة تتمثل: بـ (17) ملف، والأموال التي بذّمتها بلغت: مليار و200 مليون دولار أميركي، وأكثر من: (900) مليار دينار عراقي.
ولفت حنون إلى أن "الإخوة في دولة الإمارات؛ وعدونا بأن العمل جارٍ على حسم آخر خمسة ملفات من الملفات السبعة عشر في قضية حمدية الجاف، لغرض تسليمها”، مؤكدًا أن "حسم ملف حمدية الجاف سيكون مفترق طرق مهم أمام النزاهة؛ خاصة وهو ملف معقد ويحمل الكثير من الأموال، سيضعنا أمام نجاحات أكبر مستقبلا".
وأوضح، إن "نجاحات النزاهة في مجال الدولي تُسهل مسألة استرداد أموال المتهمين، وكذلك التعاون القضائي، وإصدار الأحكام القضائية الملائمة التي تُعطي هيئة النزاهة، تسّهيلات لإكمال ملفات استرداد الأموال من الدول الأخرى".
وفي تشرين الأول 2022، تم الكشف لأول مرة عن قضية "سرقة القرن" الخاصة باختفاء مبلغ 3.7 تريليونات دينار عراقي (نحو مليارين ونصف المليار دولار) من أموال الأمانات الضريبية.
وتم الكشف عن تلك السرقة، من قبل عدة جهات معنية قبل نحو شهرين من انتهاء فترة حكم الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي، والتي تورط فيها مسؤولون سابقون كبار ورجال أعمال، وأثارت سخطا شديدا في العراق.
وباتت "سرقة القرن" حديث الشارع العراقي والأوساط السياسية وغيرها حتى انتقل صداها إلى خارج العراق لتتناولها وسائل إعلام عربية وغربية.