صراع لويس ساكو ويوسف عبّا.. مواجهة محتدمة بين بطريرك الكلدان ورئيس أسقفية السريان الكاثوليك
انفوبلس/..
ردّت أمانة سرّ رئاسة أسقفيّة بغداد للسريان الكاثوليك في العراق، على ما وصفته بـ"تمادي صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الشقيقة في التصريحات الإعلاميّة".
وأعرب المطران يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك وأمين سرّ السينودس المقدّس للكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة، في بيان الأمانة عن "عميق أَلَمه وشديد أسفه بسبب تجريح وإهانة واستهتار طال وما زال يطال الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة بشكل عام، تارةً بشخص غبطة بطريركها وتارةً أخرى بشخص عددٍ من أساقفتها الأجلّاء في العراق"، مؤكداً أنّ "الصراع السياسي لغبطة البطريرك ساكو مع جهات سياسية نحن لسنا أبدًا طرفًا فيه".
وتابع البيان: "نتمنّى على ساكو ألّا يتّهم مستقبلًا سفير دولة الفاتيكان بالجهالة وهو الممثِّل الشرعيّ الوحيد لقداسة البابا فرنسيس في العراق"، وذكّر باستقبال الأخير لرئيس جمهورية العراق أخيرًا في الفاتيكان، متسائلًا إن كان ساكو سيهاجمه أيضًا؟
ساكو مؤجِّج ومقبوليته معدومة
ونأَت المطرانية بنفسها عن الصراعات السياسيّة مؤكِّدةً في الوقت نفسه عدم موالاتها "لأيّ فصيلٍ أو فئةٍ أو حزب"، وأملت "من غبطته عدم الانجرار وراء صراعاتٍ شخصيّة والكفّ عن التصريحات المسيئة إلى الكنيسة السريانيّة أو إلى رؤساء الطوائف المسيحيّة في العراق إذ إنّ مقبولية ساكو تكاد تكون معدومة بينهم" بحسب البيان.
واعتبر البيان تصريحات ساكو عن تهميش المسيحيّين مؤجِّجةً للوضع ومثيرةً للمخاوف لاسيّما لدى الشباب، وتدفع إلى مزيد من الهجرة.
ونبّه عبّا إلى أن "تشهير غبطته بنا يعرِّضه للعقوبة أمام المحافل الكنسيّة في الفاتيكان"، وبحسب البيان "سيتّخذ رئيس أساقفة بغداد الإجراءات القانونية اللازمة بحسب القوانين الكنسيّة، وقد نلجأ إلى تحرّكٍ قانونيّ بموجب القانون العراقي، معتبرًا ما نشر بحقّه تشهيرًا وقذفًا مباشرًا.
ونسب البيان إلى رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك بنديكتوس يونان حنّو توجيهه كلمةً "أخويّة مشجِّعة ومُعزِّية" إلى عبّا اعتبرت ما ورد في تصريحات ساكو مؤجِّجًا للوضع وغير مُبَرَّرٍ وتخبُّطًا ليس في مكانه، يزيد الشرخ بين الكنائس الكاثوليكيّة.
هجوم ساكو على أساقفة العراق
وكان ساكو قد عدَّ في مقال نشره موقع البطريركيّة الكلدانية أنّ هناك ثلاثة أقسام من الأساقفة في العراق، القسم لا يفكر، ولا يحلل، ولا يتحرك، الشغلة لا تعنيهم، وكأن كل شيء "ماشي"، يتمسكون بالمظاهر والسلطة التقليدية وممارسة الطقوس. ما يفعلونه لا ينسجم مع الثقافة الحالية ولا يمس حياة الناس".
واعتبر أن "القسم الثاني خانع، أعمى المال بصيرته، فسلَّم مقدراته لفصيل سياسي أغدق عليه المال وسلب إرادته. وهم مكشوفون ومعروفون وقد صاح المؤمنون في وجه بعضهم "خائن خائن" كما يوجد مَن يراقب التطورات ويساوم، ويقول: إنني لست لا مع هذا الطرف ولا مع ذاك".
أما القسم الثالث بحسب تعبيره، فهم "علامات مضيئة، وشخصيات قوية، ورعاة شجعان يحملون الرسالة بأمانة، لا يقبلون الضيم والمساومة على الحق، كلامهم مباشر وصارم، يدافعون عن المواطنة والحقوق والحياة الكريمة، لهم ثقلهم الجماهيري، ومحترمون من أبناء كنائسهم، إنهم الأمل".
الانسحاب من بغداد
وكان بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس ساكو قد قرر الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق، في فصل جديد من التوتر بينه من جهة وبين رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد وزعيم حركة "بابليون" المسيحية ريان الكلداني من جهة أخرى.
وأعلن ساكو السبت في بيان، أنه "قرر الانسحاب من المقر البطريركي ببغداد إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق"، منددا بـ"حملة" تشنها ضدّه حركة "بابليون" وبـ"صمت الحكومة"، على حد تعبيره.
وإذ شجب ما اعتبره "لعبة قذرة"، اقترح على من وصفه "حامي الدستور" -في إشارة إلى رئيس الجمهورية- بأن يولي الكلداني وشقيقيه مسؤولية "أوقاف الكنيسة".
وردّ رئيس حركة بابليون ريان الكلداني -اليوم السبت- على هذا القرار في بيان نشره على حسابه في تويتر، قائلا "نحن، في حركة بابليون نرفض ما جاء في الرسالة، فنحن حركة سياسية ولسنا كتائب، وحركة سياسية مُشاركة في العملية السياسية، ونحن جُزء من ائتلاف إدارة الدولة، ونؤكد أن قرار سحب المرسوم منه، هو قرار رئاسة الجمهورية، وليس بابليون".
وتابع البيان، "ونحن نرى أن ما يحتاجه اليوم غبطة البطريرك هو أن ينزوي من السياسة وليس أن ينزوي بعيدا عن عاصمة بطريركية بابل على الكلدان التاريخية والمثبتة، وهذا دليل على ضعف الدائرة البطريركية وخضوعها لأجندة سياسية، ليُستخدم المسيحيون مرة أخرى كورقة ضغط بين حيتان السياسة".