واثق البطاط.. تصريحات هزلية وتخمينات فارغة تُستخدم لتضليل الرأي العام عبر القنوات الفضائية

انفوبلس/..

واثق البطاط، الذي يُعرف بتصريحاته المثيرة للجدل، لا يتوقف عن إبداء آراء غير مدروسة تتعلق بالشؤون السياسية المحلية والدولية، رغم افتقاده لأي فكر أو معرفة حقيقية بهذه القضايا.

ففي العديد من المناسبات، أطلق البطاط مزاعم غير واقعية وادّعى أنه يمتلك تحليلات عميقة حول السياسة الدولية، في حين أن هذه التصريحات عادةً ما تكون بعيدة عن الواقع ولا تعتمد على أي مصدر موثوق.

في إحدى تصريحاته الأخيرة، أطلق البطاط، الكثير من التخمينات الفارغة التي لا أساس لها، تتعلق بقضايا عالمية كالقضية الفلسطينية والصراعات في الشرق الأوسط، محاولًا الظهور كخبير في هذه الشؤون، بينما كانت تصريحاته مليئة بالأخطاء والتناقضات.

هَذَيان سياسي وتخمينات فارغة

هذه المواقف لا تعكس سوى حالة من الهذيان السياسي، مما يجعله شخصًا غير مؤهل للتحدث في مثل هذه القضايا الهامة.علاوة على ذلك، لم يكتفِ البطاط بهذا النمط من التصريحات العشوائية، بل تجاوز ذلك إلى التهديدات المباشرة لبعض الشخصيات السياسية في العراق، مدَّعياً أنه قادر على تشكيل قوة عسكرية قادرة على تغيير موازين القوى في المنطقة.

هذه المواقف لا تعكس سوى حالة من الهذيان السياسي، مما يجعله شخصًا غير مؤهل للتحدث في مثل هذه القضايا الهامة.

إطلاق البطاط لمثل هذه المزاعم يوضح بجلاء أنه ليس فقط بعيدًا عن فهم السياسة، بل إنه يفتقر أيضًا إلى الوعي الكامل بتأثير كلماته على الوضع الداخلي والإقليمي.

تصريحات بعيدة عن الواقع

في تصريحات بعيدة عن الواقع، قال واثق البطاط في مقابلة متلفزة يوم أمس، عبر قناة حديثة التأسيس، ردًا على سؤال حول مَن سيكون رئيس الوزراء القادم، إنه سيخوض الانتخابات كرئيس لكتلة سياسية، معتبراً أنه قد يحصل على 120 مقعدًا في الانتخابات المقبلة، مما سيُمكنه من تشكيل الحكومة القادمة.

وأضاف، إنه سيحقق دعمًا واسعًا في جميع محافظات العراق، وأكد أن شعبيته ستصل إلى مستويات غير مسبوقة في مدينة الموصل، حيث يمتلك جمهورًا "مليونيًا" حسب زعمه، مروجًا لفكرة أنه سيحقق "فوزًا ساحقًا" في الانتخابات القادمة، وسيكون هو الرقم الأول في المشهد السياسي العراقي.

وخلال الحوار الصحفي، أطلق البطاط مزاعم غير مدعومة حول التدخل الإيراني في الشأن السياسي العراقي، ثم أضاف بتهور أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات قريبة تجاه العراق في المجالات السياسية والعسكرية، وستضع استراتيجية جديدة للتغيير، مشيرًا إلى أنه سيكون جزءًا من هذا التغيير الكبير.

هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، وتعكس حالة من الهذيان السياسي الذي لا يتفق مع الواقع، ما يجعلها بعيدة عن أي تحليل أو استشراف حقيقي للأحداث.

وزارة الداخلية ترفع دعوى ضده

وكانت وزارة الداخلية، قد وجهت دعوى قضائية ضد واثق البطاط، عام 2019، بعد تصريحاته التي تضمنت تهديدات مباشرة لأفراد امنيين، مستخدماً لغة غير سوية، وجاء في بيان الوزارة أن البطاط لجأ إلى خطاب منحط بعيد عن المنطق والعقل، وكلامه يُعد خروجًا عن القانون وتحريضًا على العنف.

وأكدت الداخلية، أنها "لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، مشيرةً إلى أن تصرفاته تشكل خطرًا على النظام العام وتتعارض مع توجيهات المرجعية الدينية العليا التي شددت على ضرورة احترام القانون".

وأكد البيان، أن الوزارة حريصة على أمن المواطنين وحقوقهم، وستحاسب أي منتسب أمني يخرج عن القانون، كما ستقف بحزم ضد مَن يحرّض على الفوضى والعنف.

وشددت الداخلية على أن تصريحات البطاط ليست سوى تجسيد لحالة من التهور والانفلات الأخلاقي، داعيةً المؤسسة الدينية إلى الاستمرار في دعم الأجهزة الأمنية وشجب مثل هذه التصرفات الدخيلة. 

مجنون يصدر بيانات 

رجل مجنون يصدر بيانات هنا وهناك ويطلق تصريحات هي عبارة عن ادعاءات

وكان رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، قد ذكر في 2013، عبر حوار متلفز، مع عدد من المختصين بالشأن السياسي والاقتصادي، "لم أدعم أي جهة خارج أجهزة أمن الدولة"، مؤكدا "لم أقدم أي مبلغ مالي لأي جهة أو تيار مسلح خارج على القانون"، وجاءت تلك التصريحات بعد ادعاءات طرحها واثق البطاط بالحصول على دعم من الحكومة آنذاك. 

ووصف زعيم "جيش المختار" واثق البطاط بأنه "رجل مجنون يصدر بيانات هنا وهناك ويطلق تصريحات هي عبارة عن ادعاءات"، مؤكدا أنه "أمر باعتقاله يوم أمس، لكن القوة المكلفة بتنفيذ ذلك لم تعثر عليه".

يذكر أن البطاط، أعلن في عام 2013، تأسيس "حزب الله ـ النهضة الإسلامية في العراق" وأعلن في (4 شباط 2013)، عن تشكيل "جيش شعبي مناطقي يدعم توجهات الحكومة في محاربة الفساد وتنظيم القاعدة"، حيث أكد أن هذا الجيش الذي أطلق عليه اسم "جيش المختار" سيكون على أهبة الاستعداد "إذا ما حاول الجيش العراقي الحرّ أو تنظيم القاعدة استغلال التظاهرات التي تجري في بعض محافظات العراق"، لكن لم تظهر أي بوادر أو آثار لتشكيل هكذا جهة مسلحة أو حزبية حسب ما ادّعى البطاط. 

أداة إعلامية للتضليل

بات واضحًا أن الهدف من استضافة مثل هذه الشخصيات ليس تقديم معلومات حقيقية، بل تحريف الحقائق خدمةً لأجندات معين

ويبدو أن واثق البطاط أصبح أداة إعلامية جديدة في يد بعض القنوات الفضائية التي تستخدم تصريحاته غير المسؤولة والهذيان السياسي لتسويق أفكار مغلوطة ومزاعم بعيدة عن الواقع.

وكما كان الحال مع المدعو محمد علي الحسيني، الذي دأبت بعض القنوات السعودية على استضافته لتمرير تصريحات غير مدروسة عبر لسانه، يتكرر اليوم السيناريو نفسه مع البطاط، حيث تروج له قنوات فضائية، باعتباره "خبيرًا" في الشؤون الدولية والسياسية والإقليمية، رغم أن كل ما يقدمه لا يتعدى التخمينات الفارغة والتصريحات المثيرة للجدل.

وهذا يعكس محاولة متعمدة لاستخدام هذه الشخصيات لتمرير رسائل سياسية معينة، وهو ما يضر بالمصداقية الإعلامية ويضلل الرأي العام. بات واضحًا أن الهدف من استضافة مثل هذه الشخصيات ليس تقديم معلومات حقيقية، بل تحريف الحقائق خدمةً لأجندات معينة.