33 عاما على كارثة "نفق المعيصم "في موسم الحج وأخطاء السعودية التي لا تغتفر
انفوبلس/..
شهدت مواسم الحج في مناسبات مختلفة، حوادث كبيرة ذهب ضحيتها الآلاف من الحجاج، في مختلف الحوادث التي وقعت خلال المواسم، وسجل موسم 1990 حتى الآن أكبر حصيلة، حيث بلغ عدد القتلى 1426 نتيجة تدافع كبير في نفق "المعيصم" في منى، إثر عطل في نظام التهوية على الأرجح وسوء التنظيم.
الحادثة الأكثر مأساوية في الحرم المكي، وقعت في عام 1990 وهي تُعرف باسم "نفق المعيصم" وفي حين كانت بيانات أولى قد أشارت إلى أن ألفاً و426 حاجاً راحوا ضحيتها، أشارت مصادر شبه رسمية إلى أن أكثر من أربعة آلاف حاج قضوا فيها، معظم هؤلاء كانوا من الإندونيسيين والأتراك.
وقت حادثة "نفق المعصيم" نتيجة التدافع في النفق، وحتى اليوم، لا يُعرف السبب الحقيقي وراء الحادثة، لكن الرواية الرسمية أعادتها إلى التدافع الكبير، أما مصادر أخرى، فأشارت إلى تعطل مراوح الشفط في النفق الذي يزيد طوله عن ألفَي متر، فيما رجّحت روايات غير رسمية تنفيذ عمل إرهابي.
فاجعة الحجيج تزداد غموضاً والسلطات السعودية تزداد تعنّتاً، هي تتهم الحجاج بالتسبب في مقتل أنفسهم، وترفض الكشف عن المعلومات، كما ترفض مشاركة أي جهة في التحقيق. والمفارقة أن هناك مئات المفقودين مجهولو المصير، إلى جانب القتلى والجرحى بالمئات. مطالبات كثيرة بكسر احتكار السعودية شؤون إدارة الحج.
حوادث أخرى مشابهة
وقد تكرّرت حوادث التزاحم في عام 2003 لكن بدرجة أقل، مع وفاة 14 حاجاً في حادثة تدافع بالقرب من جسر الجمرات، من بينهم ستّ نساء، وفي عام 2006، توفي في المكان نفسه وفي الظروف نفسها 362 حاجاً وأصيب مئات آخرون، في حين توفي أيضاً 76 حاجاً نتيجة انهيار فندق كانوا يسكنون فيه.
كذلك، تسبّب تأخر فتح أبواب قطار المشاعر في عام 2012، في تدافع كبير بين الحجاح، نتج عنه وفاة 43 منهم، معظمهم من المصريين. وأتت الحادثة بسبب تجربة الشركة المشغلة للقطار، حديثة العهد. هو كان يقوم برحلته الأولى بين المشاعر المقدسة.
حادثة منى 2015
وفي عام 2015 أيضا أدت حادثة التدافع التي وقعت، على جسر الجمرات في منى، نتيجة تدافع أكثر من 1.9 مليون حاج كانوا يتوجهون لرمي جمرة العقبة الكبرى، إلى وقوع أكثر من 717 قتيلاً و863 مصاباً.
المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية أكد أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "الحادث نتج عن التزاحم والتعارض في الحركة بين أفواج الحجيج، كما ساهمت درجات الحرارة المرتفعة في ذلك"، مشدداً على أنه لم يتم تحديد أسباب ارتفاع كثافة الحجيج في التدافع".
وأكد شهود، أن "الحشود كانت تسير بشكل طبيعي، حين حدث توقّف مفاجئ في المقدمة، في وقت واصلت فيه الحشود المتأخرة زحفها نحو الجسر ليحدث تزاحم شديد، تسبب في سقوط كبار السن والنساء، ودهسهم تحت الأقدام". وقال بعضهم، إنه "كانت الأمور تسير بشكل طبيعي. فجأة حدث توقف في الأمام، مما أدى إلى وقوعنا تحت ضغط كبير من الحجاج القادمين من الخلف. تعرّضتُ لكثير من الإصابات والرضوض، ولكني نجحت في الخروج من الطريق في الوقت المناسب".
تكتم سعودي على الحصيلة النهائية
وارتفع عدد ضحايا حادث التدافع الدامي، في مشعر منى إلى 1849 ضحية، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام نشرتها 31 دولة عن عدد ضحاياها. وحسب هذه الحصيلة الجديدة فإن الحادثة لتكون بذلك الكارثة الاسوأ في التاريخ الحديث لمواسم الحج.
ومنذ الحصيلة التي أعلنتها السلطات السعودية، بعد يومين من المأساة، والتي أكدت مقتل 717 شخصا على الأقل، لم تصدر الرياض أي حصيلة أو أرقام أخرى لعدد القتلى والمصابين والمفقودين. ولكن بالمقارنة مع الحصيلة الرسمية السعودية، فإن الحصيلة، التي جُمِعت استنادا إلى الأرقام التي أعلنتها الدول التي فقدت مواطنين لها في الكارثة تشكل أكثر من ضعف ما أعلنته الحكومة السعودية، كما أن حجاجا كثيرين ما زالوا في عداد المفقودين.
وتتجاوز هذه الحصيلة نظيرتها الناتجة من حادث التدافع الذي حصل في نفق منى في 2 تموز 1990 وأسفر عن 1426 قتيلا بين الحجاج الآسيويين بشكل خاص، ولم تقدم الرياض حتى الآن حصيلة مفصلة للضحايا وفق جنسياتهم.
يذكر أنه خلال موسم حج العام 1987 قمعت قوات النظام السعودي بعنف، مراسم "البراءة من المشركين" ما أدی إلی استشهاد 402 حاجاً بینهم 275 إيرانيا، وقاطعت إيران بعد ذلك مواسم الحج في الفترة ما بين 1990 و1998، قبل أن تعود وفودها إلى أداء هذه الشعيرة.