أفضل موسم لإنتاج الحنطة في تاريخ العراق.. أكثر من 5 ملايين طن والفلاحون استلموا أموالهم
انفوبلس/تقرير
حقق العراق خلال موسم إنتاج الحنطة الحالي 2023، أكبر رقم من حيث التسويق في تاريخ الحكومات السابقة وحتى بمختلف العصور، وذلك وفقا لما قالته وزارة التجارة والتي أكدت أن التسويق في هذا الموسم تجاوز الخمسة ملايين طن، وهنالك كميات أخرى.
ويعتمد العراق بالدرجة الأساس على الحنطة في إنتاج مادة الطحين ضمن مفردات السلّة الغذائية، إذ يُعد العراق من الدول التي تضع الخبز ضمن المواد الأساسية للغذاء على موائد العراقيين.
بشكل رسمي، أعلنت وزارة التجارة، تحقيق أكبر رقم من حيث تسويق الحنطة في تاريخ الحكومات العراقية، على الرغم من شحة المياه التي أدخلت العراق في أزمة؛ نتيجة السياسات التي تتبعها دول المنبع وبالخصوص تركيا من حيث قلة الإطلاقات المائية وإنشاء السدود، الأمر الذي انعكست نتائجه سلباً على واقع المياه في البلاد، مشيرة إلى أن نينوى تتصدر المحافظات المنتجة لمحصول الحنطة في البلاد.
وزير التجارة: لا نبالغ إن قلنا هي الكمية الأكبر بتاريخ العراق
وقال وزير التجارة أثير الغريري في مؤتمر صحفي اليوم، إنه "لا زلنا مستمرين باستلام الحنطة من مسوّقيها ووصلنا لـ٥ ملايين طن، ولا نبالغ إن قلنا هي الكمية الأكبر بتاريخ العراق"، مشيرا إلى أن "البطاقة الإلكترونية ستكون لها نتائج إيجابية في الحفاظ على المال العام ونوعية المواد الغذائية المقدَّمة للمواطنين وسهولة استخدام البطاقة من خلال تطبيق الموبايل لكل مواطن".
إلى ذلك، قال مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب حيدر الكرعاوي في تصريح اليوم، إن "تسويق الحنطة في هذا الموسم تجاوز الخمسة ملايين طن، وهنالك كميات أخرى تنتظر التسويق". مرجحاً، أن "يصل إنتاج الحنطة الكلي في الموسم الحالي إلى نحو خمسة ملايين و200 ألف طن".
وأضاف حيدر الكرعاوي: "حققنا أكبر موسم لتسويق الحنطة في تاريخ العراق، حيث لم نصل إلى هذا الرقم بتاريخ الحكومات العراقية بمختلف العصور".
وبخصوص أعلى المحافظات إنتاجاً لمحصول الحنطة، أوضح مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب أن "محافظة نينوى تتصدر المحافظات العراقية من حيث إنتاج الحنطة، حيث سوّقت لغاية الآن 870 ألف طن، ومن الممكن أن يصل الإنتاج إلى 900 ألف طن". ونوّه حيدر الكرعاوي إلى أن "وفداً من وزارة التجارة زار محافظة كركوك، ومن ثم محافظة نينوى، ويتواجد اليوم في محافظة أربيل، لأجل متابعة عملية تسويق الحنطة".
مسؤول: حاجة العراق 4 ملايين طن من الحنطة ولدينا خمسة ملايين، ولا حاجة لاستيراد الحنطة من دول العالم
كما قال وكيل وزارة التجارة، ستار الجابري اليوم، إن "هناك تحول نوعي في عمل وزارة التجارة بناءً على توجيهات رئيس الوزراء في ما يخص السلة الغذائية"، مبينا أنه "تم توزيع السلة السادسة لهذا العام والمباشرة بتوزيع الحصة الخامسة من حصة الطحين ".
وأضاف، أنه "تم استلام ما يقارب خمسة ملايين طن من الحنطة"، معلناً أن "هذا العام سيكون عام الاكتفاء الذاتي بالنسبة للحنطة". وأوضح، أن "حاجة العراق أربعة ملايين والاكتفاء الذاتي لدينا خمسة ملايين، ولا حاجة لاستيراد الحنطة من دول العالم ".
وأشار إلى أن "هناك سلة أُعطيت للعاطلين عن العمل وسوف تستمر طيلة أيام السنة وتستمر للسنوات البقية، وأن السلة الغذائية شملت 5 ملايين و200 ألف مواطن".
في ما يخص البطاقة الإلكترونية أوضح الجابري، أن "وزارة التجارة أطلقت هذا المشروع للحفاظ على المال العام، ولاكتشاف الأسماء الوهمية والمتكررة والمتوفين"، لافتاً إلى أن "البطاقة الإلكترونية أُطلقت في محافظات (المثنى ودهوك وكركوك وبغداد)"، مبيناً أنه "في محافظة النجف اكتملت بنسبة ٪100".
الوزن النوعي للحبة الواحدة وصل إلى 82 ملغم في كثير من المحافظات، والتي تجاوزت حجم الحبة الأسترالية
من جانبه، أكدت وزارة التجارة مؤخراً، أن العراق يشهد لأول مرة زراعة أفضل أنواع الحنطة، فيما أشارت إلى أنه يتجه نحو الاكتفاء الذاتي من الحنطة خلال الموسم التسويقي الحالي.
وقالت الوزارة، إن "الحنطة المحلية لهذا الموسم كانت من أفضل أنواع الحنطة، وهذا يعود لعدة أسباب، أولاً أن الأمطار كانت كثيرة فرَيّات الحنطة خلال فترة قبل الحصاد كانت ممتازة جداً، حيث وصل الوزن النوعي للحبة الواحدة 82 ملغم في كثير من المحافظات، منها كربلاء المقدسة والسماوة، أما الوزن النوعي للقمح الاسترالي للحبة الواحدة يصل إلى 81 ملغم، أي إن حجم الحبة العراقية تجاوزت حجم الحبة الأسترالية".
وذكرت، إن "وزن الحبة في الأعوام السابقة كانت تتراوح من 70 – 73 ملغم، لكن هذه الموسم التسويقي الحالي وصل وزن الحبة للحنطة المحلية 82 ملغم وهذه مؤشر إيجابي كبير، لم يحدث بالعراق أبداً".
استخدام الأراضي الصحراوية بالشكل الأمثل وفَّر بديلاً وعمقاً للأمن الغذائي في العراق
كما أوضحت وزارة الزراعة مؤخراً، أن الموسم الحالي من محصولي الحنطة والشعير فاق التوقعات. وقال الناطق باسم الوزارة محمد الخزاعي، إن "الأراضي الصحراوية التي استُخدمت بشكل واسع خلال خطة الاستزراع الشتوية لمحصولي الحنطة والشعير وفرت بديلاً للنقص الحاصل في الأراضي التي تُروى بشكل مباشر من مياه الأنهار".
وأضاف، إن "الوزارة توجهت لزراعة الأراضي الصحراوية بسبب صعوبة تأمين محصول الحنطة نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن النقص الكبير الذي يعاني منه العراق في المياه"، مشيراً إلى، أن "استثمار الأراضي الصحراوي يأتي أيضا لضمان الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي لمحصولي الحنطة والشعير باعتباره حلاً استراتيجياً مؤقتاً".
وتابع، إن "وزارة الزراعة ألزمت جميع المزارعين باستخدام تقنيات الرش الحديثة الثابتة والمحورية لتقنين وترشيد استهلاك المياه الجوفية للحفاظ على الثروة الوطنية"، مبيناً، أن "الموسم الحالي فاق التوقعات وأمَّن جميع الريّات لمحصولي الحنطة والشعير، ولم نضطر إلى استخدام الخزين المائي في السقي". وأشار، إلى أن "استخدام الأراضي الصحراوية بالشكل الأمثل وفَّر بديلاً وعمقاً للأمن الغذائي في العراق".
*الخطة التسويقية للموسم
يشار إلى أن وزارة التجارة العراقية، أعلنت في وقت سابق نجاح الموسم التسويقي لموسم الحنطة من خلال العمل بشفافية وبوتيرة متصاعدة، ودفع مستحقات المزارعين والفلاحين المسوقين كافة خلال 48 ساعة.
خطة التسويق كانت تعتمد سابقاً على ثلاث درجات من المحصول، وكان سعر الدرجة الأولى يزيد بـ 120 ألف دينار عن الدرجة الثانية وبنحو 200 – 250 ألف دينار عن الثالثة، وقد تم تحديد السعر لهذا الموسم بـ 850 ألف دينار (للطن) بدون خصم، وبخصم بسيط يبلغ 25 ألف دينار ليصبح 825 ألف دينار، وحنطة بخصم (ب) قد يبلغ سعرها 800 ألف دينار.
وسبق أن صرّح مدير عام شركة تجارة الحبوب في وزارة التجارة العراقية، حيدر نوري، يوم الجمعة (28 نيسان 2023)، أن العراق يحتاج إلى 4 ملايين و600 ألف طن من الحنطة سنوياً، بمعدل 460 ألف طن في الشهر على مدى 10 أشهر"، مشيراً إلى أن "توقعات وزارة الزراعة الاتحادية للمحصول تبلغ 4 ملايين طن لجميع المحافظات، وفي حال استلمنا 4 ملايين سنحتاج إلى 600 ألف طن، وفي حال تسلمنا 3 ملايين و500 ألف طن سنكون بحاجة إلى مليون و100 ألف طن".
وأضاف، أن الوزارة تتوقع حصاداً كبيراً هذا الموسم، حيث قام الفلاحون بزراعة المحصول حتى في مناطق لا توجد فيها مياه اعتماداً على الأمطار، "لأنهم يعرفون أن مبلغ 850 ألف دينار (للطن) يُعد مبلغاً مجزياً"، مشيراً إلى أن "كميات محصول القمح ستكون كبيرة بسبب الأمطار، كما أن النوعيات أصبحت جيدة، حيث يزيد وزن حبة القمح النوعي كلما كانت هناك أمطار أكثر".