أوبك+ تُعيد ضبط أسعار النفط.. تعرّف على أسرار التخفيض في الإنتاج والموقف الغربي منه
انفوبلس/ تقرير
أعلنت السعودية ومنتجو نفط آخرون بينهم العراق في تحالف "أوبك+"، يوم أمس الأحد 2 أبريل/ نيسان 2023، تخفيضات طوعية في إنتاجها من الخام، إذ قالت الرياض إنها ستخفّض الإنتاج 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من مايو/ أيار 2023 حتى نهاية 2023، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
جاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، نقلاً عن مصدر بوزارة الطاقة السعودية، قوله، إن المملكة "ستنفذ تخفيضاً طوعياً في إنتاجها من البترول الخام مقداره 500 ألف برميل يومياً ابتداء من شهر مايو/ أيار وحتى نهاية عام 2023، بالتنسيق مع عدد من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها". وأكد المصدر، أن "هذه الخطوة إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول".
*روسيا تخفّض إنتاج النفط
في موسكو، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أيضاً، إن موسكو ستمدد خفضاً طوعياً قدره 500 ألف برميل يومياً حتى نهاية 2023.
وأضاف في بيان: "بصفته مشاركاً مسؤولاً في السوق وكإجراء احترازي للتحوّط ضد المزيد من تقلبات السوق، سينفّذ الاتحاد الروسي خفضاً طوعياً قدره 500 ألف برميل يومياً حتى نهاية عام 2023، من متوسط مستوى الإنتاج وفقاً لتقييمات مصادر ثانوية لشهر فبراير/ شباط".
يعني ذلك أن روسيا مدّدت الآن خفض إنتاجها من النفط للمرة الثانية بعد التمديد الأول الذي أعلنه نوفاك في فبراير/ شباط.
*موقف الدول العربية من تخفض الإنتاج
في حين قالت الإمارات والكويت والعراق وعُمان والجزائر إنها ستخفض طواعيةً الإنتاج خلال الفترة الزمنية نفسها.
كما نقلت وكالة أنباء الإمارات (وام)، عن سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، قوله إن الإمارات "ستخفض بشكل طوعي إضافي إنتاجها من النفط بمقدار 144 ألف برميل يومياً اعتباراً من شهر مايو/ أيار المقبل حتى نهاية العام الجاري 2023، وذلك بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+".
وأضاف المزروعي: "هذا الخفض الطوعي إجراء احترازي يتم لتحقيق التوازن في سوق النفط، إضافة إلى أنه يأتي في إطار خفض الإنتاج المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لأوبك+ الذي عُقد في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2022".
في حين أعلنت الكويت خفضاً قدره 128 ألف برميل يومياً، وبحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط بدر الملا، إن الكويت "ستقوم بخفض طوعي لإنتاجها النفطي مقداره 128 ألف برميل يومياً اعتباراً من شهر مايو/ أيار المقبل حتى نهاية عام 2023 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+".
*العراق يلحق بتخفيض النفط
كما قال العراق إنه سيخفّض الإنتاج 211 ألف برميل يومياً، وقالت وزارة النفط، في بيان: "قررنا خفض الإنتاج الطوعي بمعدل 211 ألف برميل يومياً من شهر مايو/ أيار المقبل حتى نهاية عام 2023". وبينت الوزارة أن ذلك جاء "بهدف اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة التحديات التي تواجه السوق النفطية العالمية، ولتحقيق التوازن بين العرض والطلب واستقرار السوق".
وأشارت الوزارة إلى أن ذلك "بالتنسيق مع بعض الدول المنتجة للنفط، وبما لا يتعارض مع سياسة الخفض السابقة".
*مخاطر محتملة للعراق
ذكر الخبير الاقتصادي العراقي نبيل المرسومي، أن هذا الإجراء ربما يكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة للعراق.
وقال المرسومي في تغريدة تابعتها انفوبلس، "في خطوة مفاجئة قرر العراق تخفيض إنتاجه من النفط الخام اعتبارا من آيار القادم إلى نهاية عام 2023 بمقدار 211 ألف برميل يوميا مع تخفيضات أخرى للسعودية والكويت والإمارات وعمان والجزائر وصلت إلى 1.071 مليون برميل يوميا فضلا عن تخفيض روسيا لإنتاجها بنحو 500 ألف برميل يوميا لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط العالمية، وهو إجراء ربما سيكون محفوفا بالمخاطر للعراق إذا لم ترتفع أسعار النفط، إذ ستنخفض إيراداته النفطية وسيزداد عجز الموازنة فضلا عن الخشية من رد فعل أمريكي محتمل ربما سيلحق الضرر بهذه الدول ومنها العراق".
كما أضاف في تغريدة أخرى، "تخفيض أوبك بلس لإنتاجها بأكثر من 1.6 مليون برميل يوميا لاعتبارات اقتصاديةً وسياسية محتملة والذي أدى إلى ارتفاع سعر خام برنت بنحو 5 دولارات من 79 إلى 84 دولارا يتفق مع سلوك المنتجين في سوق احتكار القلّة الذي يستهدفون تعظيم أرباحهم وهو ما حصل فعلا في المدى القصير ولكن تخفيض الإنتاج بقصد رفع الأسعار سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالنمو الاقتصادي العالمي خاصة وأن الدول الغربية تعاني حاليا من أزمة الركود التضخمي وهو ما قد يؤدي في المدى المتوسط إلى ضعف الطلب العالمي على النفط وانخفاض أسعاره فضلا عن مخاطر خسارة أوبك بلس لحصصها السوقية مستقبلا ومخاطر أخرى تتعلق باحتمال تشريع قانون "نوبك" الذي يسمح للأفراد والشركات الأمريكية بمقاضاة منتجي النفط الذين يتدخلون لرفع أسعار النفط".
كما أعلنت سلطنة عمان خفضاً قدره 40 ألف برميل يومياً. وقالت وكالة الأنباء العمانية على تويتر: "سلطنة عُمان ستقوم بتخفيض طوعي مقداره 40 ألف برميل يومياً من النفط الخام اعتباراً من مايو/ أيار القادم حتى نهاية العام الحالي، بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+".
فيما قالت الجزائر إنها ستخفض إنتاجها 48 ألف برميل يومياً، وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن "الجزائر ستخفّض إنتاجها 48 ألف برميل يومياً بداية من مايو/ أيار حتى نهاية عام 2023".
*تخفيضات مفاجئة
وعندما أعلنت السعودية ومنتجو نفط آخرون في تجمع أوبك+ يوم الأحد، تخفيضات طوعية في إنتاجهم من الخام بما يصل إلى نحو 1.16 مليون برميل يومياً، وقد وُصِف هذا الإجراء بالمفاجئ، كما قالوا إنه يهدف لدعم استقرار السوق.
كان من المتوقع إلى حد بعيد أن تلتزم المجموعة بالتخفيضات المتفق عليها بالفعل البالغة مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الحالي، عندما تجتمع اللجنة الوزارية التي تضم السعودية وروسيا عبر الإنترنت اليوم الإثنين.
وترفع قرارات يوم الأحد إجمالي حجم التخفيضات من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين إلى 3.66 مليون برميل يومياً، وفقاً لحسابات رويترز، بما يعادل 3.7% من الطلب العالمي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، اتفقت أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، على تخفيضات في الإنتاج قدرها مليونا برميل يومياً من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى نهاية العام، مما أغضب واشنطن، إذ يؤدي شح المعروض إلى ارتفاع أسعار النفط.
وقالت الولايات المتحدة حينئذ إن العالم بحاجة إلى أسعار أقل لدعم النمو الاقتصادي ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كسب المزيد من الإيرادات لتمويل حربه على أوكرانيا.
*غضب واشنطن
انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم أمس الأحد 2 أبريل/ نيسان 2023، التخفيضات المفاجئة في إنتاج النفط التي أعلنتها السعودية ودول أخرى في أوبك+، وقالت إنها "غير منطقية".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "لا نعتقد بأن التخفيضات منطقية في هذا التوقيت بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف السوق، وقد أوضحنا ذلك".
تستهدف التخفيضات الإضافية بمقدار 1.16 مليون برميل يومياً دعم استقرار السوق، ويرى محللون أنها ستساعد في صعود أسعار النفط الخام من أدنى مستوياتها في 15 شهراً، والتي لامستها في منتصف مارس/ آذار. ونفذ المنتجون بالفعل اتفاقاً في وقت سابق بخفض الإنتاج مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "نركز على الأسعار للمستهلكين الأمريكيين، وليس البراميل، وقد انخفضت الأسعار بشكل كبير منذ العام الماضي، بأكثر من 1.50 دولار للغالون من ذروتها الصيف الماضي".
وأضاف: "سنواصل العمل مع جميع المنتجين والمستهلكين لضمان دعم أسواق الطاقة للنمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين الأمريكيين".
ووفقاً لنادي اتحاد السيارات الأمريكي (إيه.إيه.إيه)، بلغ متوسط أسعار البنزين بأنحاء الولايات المتحدة نحو 3.50 دولار للغالون أمس الأحد، ويمثل ذلك انخفاضاً 30% عن أعلى مستوى بلغه في يونيو/ حزيران الماضي حين تجاوز خمسة دولارات للغالون.