إحصائية "فاو" بشأن الرز أكبر من الواقع بـ20%.. و"العنبر" سيكفي لـ270 عراقيًا فقط
أنفوبلس/..
جاءت آخر إحصائية من منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" حول ما سيحتاج العراق لاستيراده من الرز خلال العام 2022 مثيرة للاستفهام بعض الشيء، حيث أشارت إلى أنه سيبلغ 1.8 مليون طن، وهو رقم هائل مقارنة بالرقم المعروف حول الاستهلاك العراقي السنوي من الرز والذي قد لا يتجاوز الـ1.3 مليون طن.
يصنّف العراق ضمن أكثر الدول استهلاكًا للرز
وتوقعت المنظمة في تقرير اطلع عليه "ألترا عراق"، أن "يستورد العراق 1.8 مليون طن من الرز لتغطية حاجته المحلية خلال العام الحالي 2022 مرتفعًا من 900 ألف طن خلال العام 2021".
ومعدّل استهلاك الفرد الواحد من الرز يبلغ 37 كيلو غرام سنويًا خلال العامين 2022-2023، وفقًا للمنظمة، فيما "كان معدل استهلاك الفرد الواحد من الرز خلال العامين 2021-2022 مقدار 36.8 كيلو غرام سنويًا و34.1 كيلو غرام سنويًا في العامين 2021-2020".
وقد يؤكد تقرير "فاو" بشأن حجم استهلاك الفرد "المبالغة" في تقرير المنظمة حول ما سيستورده العراق، حيث ذكرت المنظمة أنّ "استهلاك الفرد يبلغ 37 كيلو غرام"، وعلى فرض أن 41 مليون نسمة في العراق جميعها تستهلك هذه الكمية بالفعل، فإنّ مجمل الاستهلاك السنوي سيبلغ 1.5 مليون طن فقط، ما يعني أنّ إحصائية "فاو" أكبر من الواقع بنحو 20%.
بالمقابل، فإنّ المساحة التي ستتم زراعتها هذا الموسم تعادل 10 آلاف دونم فقط بسبب شحة المياه انخفاضًا من 400 ألف دونم كان من المفترض زراعتها، ما يعني أنّ التخفيض بالمساحات المزروعة بالرز بلغ أكثر من 98%، لكون الرز يستهلك كميات كبيرة من المياه، قد تصل إلى 10 مليار متر مكعب سنويًا.
وبهذا فأنّ ما سيتم إنتاجه من هذه المساحة المزروعة لن يبلغ أكثر من 9 آلاف طن من رز العنبر الذي يشتهر به العراق، في الوقت الذي يستهلك العراق سنويًا نحو 1.3 مليون طن من الرز، ما يشير إلى أنّ ما سيتم إنتاجه يكفي لـ0.7% فقط من الحاجة المحلية.
وبينما تشير إحصائية فاو إلى أن الفرد الواحد يستهلك بالمتوسط نحو 37 كيلو غرام سنويًا، فذلك يعني أنّ رز العنبر الذي سيتم إنتاجه في العراق سيكفي لـ270 فردًا عراقيًا فقط، وعلى إثر ذلك سيحتاج العراق لاستيراد نحو 1.5 مليون طن من الرز لسد الحاجة المحلية، ليكون بذلك أكبر مادة من الممكن أن يستوردها بالكامل لسد حاجته المحلية.
وصُنف العراق في وقت سابق، ضمن الدول العشر الأولى الأكثر استهلاكًا لمادة الرز، وفق تقرير صادر عن البنك الدولي، حيث تصدرت الصين القائمة بنحو 4.7 ملايين طن، تلتها نيجيريا، ثم الفلبين وإيران وإندونيسيا، وجاءت السعودية بعدها في المرتبة السادسة، وهى الأولى عربيًا في استهلاك الأرز، ثم جاءت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ثم العراق والسنغال.
وبحلول العام 2040 سوف تكون هناك حاجة إلى إمدادات أرز إضافية، لا تقل عن 112 مليون طن، لتلبية الطلب العالمي المتزايد، ومن المتوقع ـ والكلام لخبراء ـ أن يستمر الطلب على الأرز في الزيادة بالسنوات القادمة، على الأقل حتى 2035، وفقًا لدراسة شاملة أجراها معهد أبحاث السياسات الغذائية والزراعية.