ارتفاع جديد في سعر الدولار بالسوق الموازي.. وقيود أميركية جديدة على شراء البضائع من إيران والدفع بالعملات الأخرى
انفوبلس/..
تحت تأثير ارتفاع متزايد في سعر صروف الدولار أمام الدينار العراقي في السوق الموازي، يعيش المواطنون العراقيون في جو من القلق والحيرة، نتيجة ارتفاع أسعار صرف الدولار، مما يثير مخاوف من أن ينعكس الأمر على وضعهم الاقتصادي.
وفي دوامة من القلق المستمر يُدخل الدولار وأسعاره المواطن فيها، وهو أمر يكاد أن يشلّ حركة السوق وتعاملات الأفراد، وتبدو الحيرة واضحة لدى المواطنين نتيجة عدم القدرة على وضع الحلول المناسبة.
ولا يمكن أن تشهد الأسواق استقراراً في أسعار الصرف على المدى القريب، ما لم يجرِ العمل بجملة خطوات قد تحقق حالة من التوازن على المدى البعيد.
استمرار التذبذب بسعر صرف الدولار، وما يرافقه من غضب في الشارع، يجعل المسؤول الوحيد عن الأمر الجهات الحكومية حسبما ترى الأوساط الشعبية، رغم الجهود التي تُبذل للسيطرة على الأمر لكن من دون جدوى.
الارتفاع يصل إلى 159,000 للدولار
أسعار الدولار في محال الصيرفة بالأسواق المحلية ارتفعت ليصل سعر البيع 159000 دينار عراقي
وارتفعت أسعار الدولار مع افتتاح بورصتي الكفاح والحارثية لتسجل 157900 دينار مقابل 100 دولار، أما أسعار البيع في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد فقد ارتفعت حيث بلغ سعر البيع 159000 دينار عراقي، بينما بلغ الشراء 157000 دينار لكل 100 دولار.
ومنذ أكثر من 7 أشهر، وتحديدا منذ بدء عمل البنك المركزي بالمنصة الإلكترونية ونظام التحويل المالي الدولي "سويفت" (SWIFT)، لم تشهد أسعار صرف الدولار في العراق استقرارا رغم محاولات الحكومة والبنك المركزي السيطرة على سعر الصرف في الأسواق الموازية (السوداء).
وقرر البنك المركزي العراقي في وقت سابق، تعديل سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، إذ بلغ سعر شراء الدولار من وزارة الماليَّة 1300 دينار لكل دولار وبيعه بـ(1310) دينار لكل دولار إلى المصارف من خلال المنصة الإلكترونية، ويُباع بـ(1320) دينار لكل دولار من المصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية للمستفيد النهائي.
أسباب الارتفاع
ربما أن امريكا قد رفضت مقترح استخدام سلة من العملات كاليورو واليوان الصيني والدرهم الإماراتي بدلا من الدولار، في تسوية المبادلات التجارية بين العراق وإيران
الخبير في الشأن الاقتصادي د. نبيل المرسومي، أشار الى أن "ارتفاع سعر صرف الدولار، يوحي بأن أميركا قد رفضت مقترح استخدام سلة من العملات كاليورو واليوان الصيني والدرهم الإماراتي بدلا من الدولار"، مؤكداً أنها "ربما رفضت تسديد قيم البضائع الإيرانية المصدَّرة الى العراق، وعدَّته انتهاكا للعقوبات".
وقال المرسومي، في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إنه "استمرار انخفاض سعر صرف الدينار مقابل الدولار في السوق الموازي، يوحي بأن الولايات المتحدة قد رفضت مقترح استخدام سلة من العملات كاليورو واليوان الصيني والدرهم الإماراتي بدلا من الدولار، في تسوية المبادلات التجارية بين العراق وإيران".
وأضاف، إن "الولايات المتحدة ربما رفضت تسديد قيم البضائع الإيرانية المصدرة الى العراق، وربما عدَّته انتهاكا للعقوبات الامريكية على إيران، مثلما فعلت ذلك مع اتفاق المقاصة بين النفط العراقي والغاز الإيراني".
وكان المرسومي قد أشار في وقت سابق، إلى أنه "كلما اتسعت الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي للدولار مقابل الدينار، ارتفعت كلفة الاستيرادات من إيران وانخفضت القدرة التنافسية للسلع الايرانية في السوق العراقية".
توقعات بانخفاض سعر الصرف
المشكلة التي يعاني منها العراق تتعلق بتقييدات التحويل وليست قلة الاحتياطات
توقع مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، مظهر محمد صالح، انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي خلال الفترة المقبلة.
وقال صالح في حديث صحفي، إن "العراق يمتلك احتياطيا نقديا كبيرا يغطي حاجة الطلب على العملة الاجنبية".
وأضاف، إن "المشكلة التي يعاني منها العراق تتعلق بتقييدات التحويل وليست قلة الاحتياطات"، مرجحاً "انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي في الأيام القادمة".