الجفاف يقوّض المساحات المزروعة ويُهدد أهم المحاصيل
بات من المعروف، إن العراق يُعد من الدول الخمس، الأكثر عرضة لتغيّر المناخ والتصحّر في العالم، على وفق تقارير الأمم المتحدّة، بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في فصل الصيف، الخمسين درجة مئوية، ويعد الرز من أهم محاصيل الحبوب الصيفية في العراق، ويأتي بالدرجة الثانية من حيث الأهمية الغذائية بعد القمح، ولأهمية الرز الغذائية والاقتصادية في العراق، ونظراً لكون محافظة النجف تأتي في مقدمة المحافظات العراقية بالمساحة المزروعة وفي كمية الإنتاج، وما يمكن أن يؤدي إنتاجه إلى تحقيق قدر معقول من الأمن الغذائي، الذي أصبح اليوم الشغل الشاغل لكثير من الباحثين.
لقد آثر الباحثون دراسته من خلال البحث في أهم الخصائص المناخية المؤثرة في زراعة وإنتاج الرز والمحاصيل الأخرى، والتعرّف على مستويات إنتاجه في العراق، فضلا عن التوزيع الجغرافي لمناطق الإنتاج الرئيسة في المحافظة.
وتسبب نقص الموارد المائية في انخفاض كبير بالمساحات المزروعة لمحصول الرز في محافظة النجف، تُقدر بنحو 97% عن العام الماضي، فيما يشير خبير اقتصادي الى ضرورة ان تقوم الجهات المعنية بوضع حد لنقص الاطلاقات المائية القادمة من تركيا.
من جهته، قال مدير زراعة النجف منعم شهيد حسين الفتلاوي في تصريح تابعته شبكة “انفو بلس”: “المساحات التي تم تخصيصها لزراعة الرز لسنة 2021 كانت 212000 دونم، وكان انتاج الرز المُسوّق لعام 2021 يبلغ 72161 طناً”. وأوضح، ان مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الرز لهذه السنة 2022 بلغ 6500 دونم فقط، ما يؤشر انخفاضاً هائلاً يصل الى نحو 97%، في وقت عزت فيه مديرية زراعة النجف هذا الانخفاض الى “شح المياه”.
وتابع: “لقد تمت زراعة الرز في بادئ الأمر في أطباق لمدة شهر وتسقى يدوياً وبعد أن نبتت البذور نقلت إلى الحقل، ومن ثم نقلت إلى “الشاتلة الميكانيكية” التي أدخلت لأول مرة في المحافظة، مشيراً إلى إن المحصول في المراحل الأخيرة وبحالة ممتازة، وله فوارق عن الحقول الأخرى، من حيث سرعة الإنبات، وتوفير البذور والمياه، والاقتصاد فيها، وقلة الأدغال، حيث يمكن معالجتها يدوياً، لأنها قليلة وعدم استخدام المبيدات لإزالتها.
وأكد انه تم جلب 6 شاتلات ميكانيكية إلى المحافظة، ستوزع على الفلاحين وبأسعار مدعومة تتحمل 80% من تكاليفها الهيأة العامة للإرشاد و20 على الفلاحين، وذلك بهدف إدخال هذه التقنية الحديثة في زراعة الرز.
بعد ثلاث سنوات من قلة الأمطار والجفاف، سيكون موسم العنبر هذا العام محدوداً جداً. والسبب الرئيس لذلك، أن العراق لم يعد يملك ما يغطي حاجة زراعة هذا النوع المميز من الرز الذي يتطلب غمر مساحات واسعة بالمياه على مدى أشهر طوال خلال الصيف، اعتباراً من منتصف شهر (أيار). ويقول مدير الموارد المائية في محافظة النجف، المهندس شاكر فايز كاظم، إن مخزونات الموارد المائية أصبحت قليلة جداً، أقل بكثير من مؤشرات الخطر، وهي 18 مليار متر مكعب.
وأضاف: زراعة العنبر تحتاج إلى ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد، وبالتالي من الصعوبة زراعة محصول الرز في النجف والمحافظات الأخرى بسبب استهلاكه العالي للمياه.