العراق يرفع طاقته التكريرية لأكثر من مليون برميل يومياً.. تفاصيل الشركات الـ3 ومستوى إنتاجها
انفوبلس/ تقرير
نجح العراق في رفع طاقته التكريرية خلال العام الماضي 2022 إلى 1.116 مليون برميل يوميًا، مقابل 976 ألف برميل في عام 2021، بدعم من وضع مصفاة كربلاء على خريطة الإنتاج.
وكان العراق قد بدأ الإنتاج من مصفاة كربلاء خلال العام الماضي، بطاقة تكريرية تصل إلى 140 ألف برميل يوميًا، لتُسهم في زيادة إنتاج البلاد من المشتقات النفطية، وتدعم موقفها نحو الوصول إلى الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2025، والتحول بعد ذلك إلى التصدير للخارج.
ورغم أن العراق يُعد مصدرًا مهمًا للنفط الخام، وأحد أبرز المنتجين في منظمة أوبك، فإنه مستورد للمنتجات النفطية، وذلك بسبب الهجمات الإرهابية التي أثّرت في قطاع تكرير النفط بشكل كبير.
ويتشكّل قطاع التكرير في العراق من 3 شركات، يتبع كل منها مصافيَ نفطية على حسب التوزيع الجغرافي لها، وهي شركة مصافي الشمال، وشركة مصافي الجنوب، وشركة مصافي الوسط.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي، أبرز مصافي تكرير النفط في العراق:
ويُعد العراق في الوقت الراهن خامس الدول امتلاكًا لطاقة تكرير النفط في الشرق الأوسط، ولكن من المتوقع -بحسب أرقام وكالة الطاقة الدولية- أن يتخطى الإمارات، ويصبح رابعًا بدايةً من عام 2027.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يصبح العراق بحلول عام 2027 رابع أكبر دولة في الشرق الأوسط امتلاكًا لطاقة تكريرية، ليتخطى الإمارات التي تراجعت طاقة مصافي تكرير النفط فيها خلال العام الماضي إلى 1.227 مليون برميل يوميًا، مقابل 1.272 مليون برميل يوميًا، رغم ارتفاع إنتاج مصفاة الفجيرة 1.
وتشير البيانات إلى أنه من المتوقع نمو طاقة التكرير في العراق إلى 1.213 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.
*خطط تطوير مصافي النفط في العراق
يتكوّن قطاع مصافي النفط في العراق من 3 شركات حكومية رئيسية تقع تحت قبضتها غالبية مصافي التكرير في البلاد؛ جاء في مقدمتها شركة مصافي الشمال، ثم شركة مصافي الجنوب، وشركة مصافي الوسط.
ورغم أن العراق من أكبر منتجي النفط الخام في العالم (أكثر من 4 ملايين يوميًا)، إلا أنه يعاني عجزًا في المشتقات النفطية يستنزف نحو 5 مليارات دولار من موارد البلاد لتوفير احتياجات السوق المحلية عبر الاستيراد؛ من بينها 3.5 مليار دولار لاستيراد البنزين والديزل فقط.
هذا الأمر دفع الحكومة مؤخرًا إلى إطلاق مخطط لزيادة سعة مصافي النفط في العراق، بهدف وقف استيراد الوقود وتحقيق شبه الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية بحلول عام 2025، والتحول بعد ذلك إلى التصدير للخارج.
بلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية الحالية لشركة مصافي الشمال نحو 210 آلاف برميل يوميًا -قد تشهد بعض المصافي اضطرابات تؤثر في القدرة الإجمالية بين مدّة وأخرى- مع سعي البلاد لزيادتها بدعم من مصفاة الصمود (بيجي سابقًا).
كما تخطط البلاد لرفع الطاقة التكريرية لشركة مصافي الوسط إلى 500 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2026، بدعم من توسعة مصفاة الديوانية.
وتعمل أيضًا على زيادة إجمالي الطاقة الإنتاجية لشركة مصافي الجنوب لنحو 280 ألف برميل يوميًا، عبر تطوير وإضافة وحدات جديدة إلى مصافي تكرير النفط التابعة لها.
وترتكز خطة وقف استيراد الوقود على مراحل أساسية يتقدمها بدء الإنتاج من مصفاة كربلاء، التي ستعمل على تقليل استيراد البنزين والكيروسين من 15 مليون لتر يوميًا إلى 7 ملايين لتر يوميًا، بحسب البيانات التي رصدتها "انفوبلس".
وفي المرحلة الثانية للخطة، يعتزم العراق توسعة مصفاة البصرة، بهدف تقليل احتياج استيراد البلاد لنحو 3 ملايين لتر يوميًا من البنزين والكيروسين.
ويليها العمل على الانتهاء من توسعة مشروعي مصفاة الصمود في بيجي شمالي بغداد ومصفاة الديوانية وسط العراق؛ لتعويض الكمية المتبقية من الاحتياجات عبر تطوير مصافي النفط القائمة.
*أبرز مصافي الشمال
يحتضن العراق العديد من مصافي تكرير النفط التي تقع جميعها تحت مظلة الشركات الـ3 على حسب التوزيع الجغرافي لها.
ومن أبرزها وأكبرها مصفاة الصمود التي كانت تسمّى سابقًا "بيجي" والتي تبلغ طاقتها التصميمية 280 ألف برميل يوميًا، وتتبع شركة مصافي الشمال، لكنها تعمل حاليًا بسعة 140 ألف برميل يوميًا فقط، لتعرضها إلى هجمات إرهابية من تنظيم داعش عام 2014، وهو السبب وراء تغيير اسمها.
ويعمل العراق على تطوير هذه المصفاة وإعادة تأهيلها، إذ تستهدف البلاد رفع طاقتها إلى 300 ألف برميل يوميًا، وتتكون مصفاة الصمود من 3 مصافٍ: هي صلاح الدين 1، وصلاح الدين 2، ومصفاة الشمال.
مؤخرًا، استطاع العراق إعادة تأهيل مصفاة صلاح الدين 1 ورفع طاقتها إلى 60 ألف برميل يوميًا، في حين تعمل مصفاة صلاح الدين 2 بطاقة تصل إلى 65 ألف برميل يوميًا، مع استهدافه إعادة تأهيل مصفاة الشمال بطاقة 150 ألف برميل يوميًا.
وبحسب البيانات التي رصدتها "انفوبلس"، تضم شركة مصافي الشمال: مصفاة كركوك بطاقة تكريرية 56 ألف برميل يوميًا، ومصفاة الصينية بسعة 30 ألف برميل يوميًا، ومصفاة الكسك بقدرة 20 ألف برميل يوميًا، ومصفاة حديثة بطاقة 16 ألف برميل يوميًا، والقيارة بقدرة 10 آلاف يوميًا.
*أبرز مصافي الوسط
من أكبر مصافي النفط في العراق، مصفاة الدورة التي تبلغ طاقتها التكريرية 140 ألف برميل يوميًا، وهي تتبع شركة مصافي الوسط، إحدى أقدم الشركات العاملة في قطاع التكرير العراقي.
كما تتبع مصافي الوسط، مصفاة كربلاء أحدث مشروعات مصافي النفط في العراق بطاقة إنتاجية تصل إلى 140 ألف برميل يوميًا، وأهم العناصر في خطة وقف استيراد الوقود.
هذا بالإضافة إلى مصفاتي السماوة والنجف بطاقة 30 ألف برميل يوميًا لكل منهما، فضلًا عن مصفاة الديوانية بقدرة 20 ألف برميل يوميًا.
ويعمل العراق على توسعة مصفاة الديوانية عبر إضافة وحدة تكرير جديدة بطاقة تصل إلى 70 ألف برميل يوميًا، لترفع إجمالي إنتاجها إلى 90 ألف برميل يوميًا، باستثمارات 125 مليون دولار.
وفي مطلع أبريل/ نيسان الماضي 2023، افتتح العراق مصفاة كربلاء بصفتها أول مصفاة في البلاد تعمل بتقنيات حديثة نفذتها شركة هونداي الكورية.
وبحسب البيانات الحكومية، تحتوي المصفاة على 33 وحدة تشغيلية، ومستودعًا ومحطة ضخ المنتجات إلى المستودعات الخارجية ومعامل لتعبئة الغاز.
وتتبع مصفاة الكربلاء محطة كهرباء بقدرة توليد 200 ميغاواط لتزويدها باحتياجاتها، مع توفير نحو 60 ميغاواط لشبكة النقل.
*أبرز مصافي الجنوب
تضم شركة مصافي الجنوب، مصفاة البصرة بطاقة تكريرية إجمالية 210 آلاف برميل يوميًا، وتضم 3 مصافٍ فرعية (البصرة 1، البصرة 2، البصرة 3) بقدرة 70 ألف برميل يوميًا لكل منها.
ومن بين مصافي النفط في العراق -أيضًا- والتابعة لشركة الجنوب، مصفاة ميسان بطاقة تكريرية تصل إلى 40 ألف برميل يوميًا، ومصفاة ذي قار بمدينة الناصرية بسعة 30 ألف برميل يوميًا.
وفضًلا عما سبق ذكره، توجد في العراق -أيضًا- مصافٍ بطاقات إنتاجية صغيرة تسعى البلاد إلى زيادة قدرة البعض منها وأخرى لا تعمل بطاقاتها التصميمية الكاملة.
كما تُعد مصفاة بازيان بقدرة تكريرية 40 ألف برميل يوميًا أبرز مصافي النفط في إقليم كردستان العراق، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
*مصافٍ مرتقبة
شهد منتصف مارس/ آذار 2023، طرح وزارة النفط العراقية 7 فرص استثمارية لتطوير وتعزيز قدرة مصافي النفط في العراق، بهدف زيادة إنتاج المشتقات النفطية لتوفير احتياجات السوق المحلية ومن ثم تحقيق فائض للتحول بالبلاد من مستورد إلى مصدِّر للمنتجات النفطية.
ومن أبرز الفرص الاستثمارية التي طرحها العراق، مشروع مصفاة ميسان بطاقة 150 ألف برميل يوميًا، ومصفاة القيارة بطاقة 70 ألف برميل يوميًا.
وشملت تلك الفرص أيضًا مشروع توسعة مصفاة الناصرية أو ذي قار، بسعة 150 ألف برميل يوميًا، ومشروع مصفاة الكوت بقدرة 100 ألف برميل يوميًا، ومشروع مصفاة السماوة بطاقة تصل إلى 70 ألف برميل يوميًا.
كما يعتزم العراق طرح مشروع توسعة مصفاة حديثة بطاقة 70 ألف برميل يوميًا للمستثمرين في وقت لاحق.
*العراق قوة نفطية
يُصنف العراق بأنه لاعب مهم ورئيسي في سوق النفط العالمية، مع امتلاك البلاد احتياطيات ضخمة من الخام تصل إلى 145.01 مليار برميل، بحسب بيانات أويل آند غاز.
وارتفع إنتاج العراق من النفط بنهاية العام الماضي (2022) إلى 4.4 مليون برميل يوميًا، مقابل 4.16 مليون برميل يوميًا.
وبعد تحقيق العراق إيرادات كبيرة خلال العام الماضي وصلت إلى 115.5 مليار دولار بدعم من قفزات سعر النفط في السوق العالمية، تأثرت إيراداته خلال الربع الأول من العام الجاري (2023)، مع تراجع الأسعار عالميًا.
وتظهر البيانات الرسمية، التي رصدتها "انفوبلس"، أن إيرادات صادرات النفط العراقي تراجعت بقيمة 6 مليارات دولار تقريبًا خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري، على أساس سنوي.
وتراجعت قيمة صادرات النفط العراقي إلى 22.12 مليار دولار خلال المدّة من يناير/ كانون الثاني حتى مارس/ آذار 2023، مقارنة بـ28.03 مليار دولار خلال المدة المقابلة من 2023.
ماهو التكرير؟
يتم تكرير النفط الخام في المصافي للحصول على المشتقات النفطية، و الفكرة الأساسية للتكرير بسيطة وقديمة تعرف بـ"التقطير"، إلا أن التقدم التكنولوجي والمتطلبات البيئية وشروط الأمن والسلامة جعلت عمليات التكرير معقدة للغاية ومكلفة.
ويعتمد مبدأ التقطير على فصل الهيدروكربونات المختلفة عن طريق تسخينها في برج خاص على شكل أنبوب أسطواني كبير، حيث تنفصل بناء على درجة غليان كل منها، فتتبخر المشتقات الخفيفة أولًا مثل الإيثان والبروبان، ثم يليها النافثا والتي يصنع منها البنزين.
ومع استمرار درجات الحرارة بالارتفاع تتبخر المشتقات الأثقل -مثل الديزل- ثم الأثقل، وهكذا حتى لا يتبقى في أسفل برج التكرير إلا الأسفلت ومواد مشابهة مثل الفحم البترولي (الكوك)، ومع تبخر كل مشتق حسب درجة غليانه، يتم تبريده وجمعه في خزانات خاصة.
ورغم ذلك، الأمر ليس بهذه البساطة، حيث تستخدم طرق كيماوية لتكسير سلاسل الكربون الطويلة في محاولة لاستخراج أكبر كمية ممكنة من المشتقات الخفيفة من النفط الخام؛ بسبب ارتفاع عائدها مقارنة بالمشتقات الثقيلة، كما يتم تنقية هذه المنتجات وإضافة أشياء مختلفة لها.