حقل الحلفاية يرى النور ووحدة الأزمرة تبصر.. مشاريع ميسان والبصرة تحت مجهر انفوبلس
انفوبلس/ تقارير
بعد زيارة خاطفة، افتتح السوداني يوم أمس مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان، ثم توجه إلى البصرة وافتتح مشروع وحدة الأزمرة الخاصة بالبنزين المحسّن، وما بين أهمية الحقل الأول، وفائدة الثاني، معلومات كُثر وأرقام تفصيلية عما سينتجه الحلفاية ويساهم به الأزمرة لاسيما وأن الأخير سيقلل الحاجة لاستيراد البنزين المحسن بمعدل 1200 متر مكعب يوميا، بينما سيرفع الحلفاية نسبة الاستثمار التي وصلت لـ61%، فما أهميتهما؟ وكيف تغيرت أرقام الإنتاج والحرق بعد الافتتاح؟ إليك كل ما تريد معرفته عن ملف الغاز في العراق.
افتتاح حقل الحلفاية
يوم أمس، افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان مقتضب ورد لشبكة انفوبلس، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان بسعة 300 مليون قدم مكعب قياسي/ يوم".
أهمية الحقل
بعد الافتتاح، وبيان مكتب السوداني أعلاه، أكدت وزارة الكهرباء، أن "افتتاح رئيس الوزراء، لمشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية، خطوة استراتيجية غاية في الأهمية لإدامة زخم عمل محطتي توليد كهرباء ميسان الغازية والعمارة الاستثمارية بمحافظة ميسان، وبالتالي رفد المنظومة بطاقات توليدية مهمة جداً مع ارتفاع ذروة الأحمال الصيفية".
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى للوكالة الرسمية، إن "معالجة حامضية الغاز في حقل الحلفاية كانت مهمة لصالح محطات الكهرباء، وأن استغلال الغاز الوطني سيُسهم بتقليل الاعتماد على الغاز المورد، وسيتكفل بضغط النفقات التشغيلية لقاء شراء الغاز، وسيحد من البدل النقدي الخارج لقاء ذلك، وكفيل بأن يحد من التلوث البيئي جراء احتراق الغاز".
ولفت موسى إلى، أن "الحكومة ووزارة الكهرباء تعملان على تنويع مصادر الطاقة عن طريق الشروع بتنفيذ مشاريع الدورات المركبة في المحطات الغازية والتي لا تحتاج إلى الوقود، كما مضت بتنفيذ مشاريع محطات الطاقة الشمسية في عدة محافظات".
هدف حقل الحلفاية
إلى ذلك، أكد وزير النفط، حيان عبد الغني، أن مشروع معالجة الغاز في حقل الحلفاية يمثل إضافة مهمة لدعم قطاع الطاقة في العراق.
وقال عبد الغني، خلال افتتاح المشروع: "لَمِنَ دواعي سروري أنْ أقفَ بينَكم لأشاركَكم فرحةَ إنجازِ وافتتاحِ مشروعِ معالجةِ الغازِ المنتَجِ في حقلِ الحلفاية بطاقة ثلاثِمئةِ مقمق (مليون قدمٍ مكعبٍ قياسيّ في اليوم) الذي يمثلُ إضافةً مهمّة في صناعةِ واستثمارِ الغازِ المصاحبِ للعملياتِ النفطية وإيقافِ حرقِه، وتحويلِهِ الى طاقةٍ مفيدة تدعمُ قِطاعَ الطاقة في العراق".
وأضاف، إن "مشروع معالجةِ الغازِ المنتَجِ من حقلِ الحلفايةِ النفطيّ يعد أحدَ أهمِّ المشاريعِ المتكاملة التي تحققتْ بفضلِ توجيهاتِ ومتابعةِ رئيسِ مجلسِ الوزراء وجهودِ الإدارةِ المشتركة لحقلِ الحلفاية التي تضمُّ شركتي بتروجاينا الصينية وشركةَ نفطِ مَيسان، التي التزمتْ بخُططِ وبرامجِ الوزارة".
ولفت إلى، أن "مشروعَ معالجةِ الغازِ المنتَجِ في حقلِ الحلفاية بمحافظةِ مَيسان يقعُ ضمنَ التزاماتِ شركةِ بتروجاينا الصينية (مشغِّلِ الحقل) ضمنَ عقودِ جولاتِ التراخيصِ النفطية، حيثُ تبلغُ الطاقةُ التصميميةُ للمشروع ثلاثَمئةِ (مقمق) مليونِ قدمٍ مكعبٍ قياسيّ في اليوم، ويتكونُ من وحدتين، طاقةُ كلٍّ منهما مئةٌ وخمسونَ مقمق".
وبيّن، إن "الهدفَ من المشروع هو تحليةُ وتجفيفُ الغاز ومن ثم فصل مكوناتِهِ الأساسية للحصولِ على المنتجاتِ التالية:
ـ الغازُ الجاف الذي يُستفادُ منهُ في تزويدِ الشبكةِ الوطنيةِ لتشغيلِ محطاتِ إنتاجِ الطاقةِ الكهربائيةِ في المحافظة وهي محطةُ العمارة الحكومية، ومحطةُ مَيسانَ الاستثمارية لتوليدِ أكثر من (ألفٍ ومئتي) ميكاواط، وحسبَ القُدراتِ والطاقاتِ المتاحة.
- إنتاجِ الغازِ السائل الذي يُستخدمُ كغازٍ للطبخ وكوقودٍ للسيارات بطاقةٍ أولية تتراوحُ بينَ ألفٍ ومئة وألفٍ ومئتي طُن يومياً.
ـ إنتاجِ "مكثفاتِ الغاز" بطاقةٍ إنتاجية تصلُ إلى عشرينَ ألفَ برميلٍ في اليوم، حيثُ يتمُ مزجُهُ مع النفطِ الخام المنتَج لتحسينِ مواصفاتِهِ التسويقية.
ـ إنتاجِ مادةِ الكبريت كناتجٍ عَرَضيّ من عملياتِ معالجةِ الغاز، بطاقةِ عشرينَ الى أربعينَ طُناً حيثُ يتمُ تسويقُ الكبريت عن طريقِ شركةِ تسويقِ النفطِ العراقية (سومو).
ـ المساهمة في إيقافِ حرقِ الغاز، والحفاظِ على بيئةٍ نظيفة.
السوداني: إنتاج الغاز ارتفع بشكل واقعي إلى مستوى 3100 مقمق يومياً
بدوره، أعلن السوداني عن ارتفاع إنتاج الغاز بشكل واقعي من 2972 إلى 3100 مقمق يومياً.
وبيّن السوداني، إن "الغاز سيُسهم مباشرةً في تشغيل المحطات الكهربائية ووقف الاستيراد وما يستنزفه من عملة صعبة سنوياً، إذ إن إنتاج الغاز ارتفع بشكل واقعي من 2972 مليون قدم مكعب قياسي يومياً عام (2022)، إلى مستوى 3100 مليون قدم مكعب قياسي يومياً، حالياً ما يستثمر منه لا يتعدى 1800 مقمق".
وأشار إلى أن "نسبة الاستثمار للغاز المصاحب قد ارتفعت من 50% إلى 61%، وأن الجهود والخطط مستمرة لاستثمار جميع ما ينتج من الغاز، والهدف هو الوصول إلى نسبة (صفر) للغاز المحروق، بحلول عام 2028".
ولفت البيان إلى أن "المشروع الذي أُنجز ضمن عقود جولات التراخيص النفطية، يتكون من وحدتين، طاقة كل واحدة منها 150 مليون قدم مكعب قياسي، ويقوم بتحلية وتجفيف الغاز وفصل مكوناته الأساسية للحصول على منتجات الغاز الجاف، الذي يُستفاد منه في تزويد الشبكة الوطنية لتشغيل محطتي العمارة الحكومية، وميسان الاستثمارية الكهربائيتين، لتوليد اكثر من (1200) ميكاواط، وحسب القدرات والطاقات المتاحة".
وتابع: "كذلك إنتاج الغاز السائل، لتغطية احتياجات محافظة ميسان، بطاقة أولية (1100) طن يومياً، في بداية التشغيل، وصولاً إلى 2200 طن يومياً، للاستخدام المنزلي أو للسيارات، ونقل الكميات الفائضة إلى المحافظات الأخرى، وأيضاً إنتاج مكثفات الغاز بطاقة إنتاجية تصل إلى (20) ألف برميل يومياً، التي يتم مزجها مع النفط الخام المنتج لتحسين مواصفاته، وينتج المشروع أيضاً مادة الكبريت كناتج عرضي من عمليات المعالجة".
ماذا يعني إنهاء حرق الغاز؟
وتعليقاً على ذلك، يؤكد مدير بيئة البصرة وليد حميد الموسوي، أن “هدف استثمار الغاز لو تحقق خلال هذه المدة، فهو إنجاز عظيم في ما يتعلق بتحسين الوضع البيئي، لاسيما مع التغيّرات المناخية القاسية والتطرف الجوي الذي تشهده بيئة المنطقة الجنوبية في العراق".
ويضيف الموسوي، أن “حرق الغاز أحد أهم مسببات التلوث البيئي، فإذا استطاع العراق إنهاء هذه العمليات يعني أنه أوفى بالتزاماته أمام الأمم المتحدة والمنظمات ذات العلاقة، لأن العراق عضو في الكثير من الاتفاقيات الدولية والمؤتمرات الأخيرة التي عقدت في غلاسكو أو شرم الشيخ والمؤتمر الأخير في الإمارات، لأن العراق وضع تعهدات عديدة خلال هذه المناسبات للحفاظ على البيئة ومن ضمنها التعهد بعدم حرق الغاز المصاحب والقضاء على الشعلات النارية”.
احتياطي العراق من الغاز
يقدر خبير الطاقة كوفند شيرواني أن “ما يمتلكه العراق من احتياطيات الغاز تصل إلى 132 تريليون قدم مكعب، وهذا يجعله في المرتبة 13 على مستوى العالم، وهذه مسألة مهمة لأن بعد مرحلة الاستثمار ممكن أن يصل العراق إلى مرحلة التصدير إلى الأسواق الأوروبية حيث تضاعفت أسعار الغاز الطبيعي 3 مرات بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية منذ شباط 2022".
وتراجعت صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا بشكل كبير بسبب الخلاف السياسي بشأن غزو روسيا لأوكرانيا بعدما كانت أوروبا السوق الرئيسية للغاز الروسي.
افتتاح وحدة الأزمرة
بعد افتتاح حقل الحلفاية، توجه السوداني إلى محافظة البصرة، وافتتح هناك مشروع وحدة الأزمرة الخاصة بالبنزين المحسن في مصفى البصرة.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح مشروع وحدة الأزمرة الخاصة بالبنزين المحسن في مصفى البصرة بطاقة 11 ألف برميل يومياً".
تفاصيل الوحدة
لم يسلَّط الضوء كثيرا على هذا الافتتاح، لكن شبكة انفوبلس تقصّت عن المشروع المُفتتح وستضع أدناه أبرز التفاصيل والمعلومات المتعلقة به وكالتالي:
ـ يُنفذ من قبل الجهد الوطني في شركة مصافي الجنوب وشركات ساندة.
ـ تبلغ الطاقة الإجمالية للمشروع 11 ألف برميل يوميا.
ـ يُسهم المشروع فيما يلي:
* زيادة الطاقات التكريرية.
* الارتقاء بالمواصفات القياسية وتحسين جودة البنزين.
* إنتاج البنزين المحسّن بطاقة مليون و300 ألف لتر يوميا.
* تقليل الحاجة للاستيراد بمعدل 1200 متر مكعب يوميا.
* توفير 350 مليون دولار سنويا تُنفق على الاستيراد.