حقل الدرّة في الخليج يشعل صراعاً.. هل تقف السعودية وإيران ضد الكويت؟
انفوبلس/..
بعد تصاعد الخلافات، حول أحقية الاستثمار في حقل الدرة (آرش)، الواقع في منطقة مغمورة بالمياه الممتدة بين إيران والكويت والسعودية، جددت الكويت، اليوم الإثنين، دعوة إيران، من أجل ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، فيما أعلنت إيران أن حقها محفوظ للاستثمار من الحقل المشترك بينها وبين الكويت والسعودية.
جاء ذلك في بيان نشرته مصادر كويتية رسمية، نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، ذكرت فيه أن المنطقة البحرية الواقع بها حقل الدرة/ آرش تقع بالمناطق البحرية لدولة الكويت، والثروات الطبيعية فيها مشتركة بينها وبين السعودية، ولهما وحدهما حقوق خالصة فيه".
وأضاف المصدر، أن "الكويت تجدد دعوتها للجانب الإيراني إلى البدء في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين الكويتي والسعودي، كطرف تفاوضي واحد، مقابل الجانب الإيراني".
وسبق أن وجهت كل من السعودية والكويت، دعوات إلى إيران، للتفاوض بخصوص تعيين الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة.
وتم اكتشاف حقل الغاز المذكور في مياه الخليج عام 1967، ويعد موضع خلاف طويل بين الكويت وإيران منذ مدة طويلة، حيث يطلق على جزء الحقل الواقع في الكويت "الدرة"، والجزء الواقع في الجانب الإيراني "آرش"، وسيوفر الحقل ما مقداره مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا.
إيران تطالب بحقها الاستثماري
طالبت إيران بحقها الاستثماري في حقل الدرة للغاز الواقع في مياه الخليج بين السعودية والكويت
وفي كانون الأول الماضي، وقّعت السعودية والكويت من خلال شركتي "أرامكو لأعمال الخليج" و"الشركة الكويتية لنفط الخليج"، مذكرة تفاهم لتطوير حقل الدرة للغاز المشترك بين البلدين.
وبعدها بأيام، طالبت إيران بـ "حقها الاستثماري" في حقل الدرة للغاز الواقع في مياه الخليج بين السعودية والكويت.
حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن "حق إيران محفوظ للاستثمار من حقل الدرة المشترك بينها وبين الكويت والسعودية".
وشدد خطيب زاده في تصريح له حول الاتفاق المعلن بين السعودية والكويت بشأن حقل الدرة، على أن "حقل آرش/ الدرة هو حقل مشترك بين دول إيران والكويت والسعودية وهناك أجزاء منه في نطاق المياه غير المحددة بين إيران والكويت".
وأشار إلى أنه "وفقا للضوابط والأعراف الدولية فإن أي خطوة للاستثمار والتطوير في هذا الحقل يجب أن تتم بالتنسيق والتعاون بين الدول الثلاث لذا فإن الخطوة الأخيرة للكويت والسعودية التي جاءت في إطار وثيقة للتعاون هي خطوة غير قانونية ومناقضة للأعراف الجارية والمحادثات المنجزة سابقا ولا تأثير لها على الوضع القانوني للحقل ولا تحظى بموافقة الجمهورية الاسلامية الإيرانية".
وأكد زاده أن إيران مستعدة للدخول في مفاوضات مع السعودية والكويت حول كيفية الاستثمار في هذا الحقل المشترك "بالتزامن مع مواصلة المفاوضات الثنائية مع الكويت في إطار نتائج المفاوضات السابقة معها حول تحديد حدود الجرف القاري وكذلك بدء المفاوضات ثلاثية الجانب لتحديد النقطة الثلاثية فيما بين هذه الدول".
وبتاريخ 21 آذار 2022، اتفقت وزارتا الطاقة السعودية والنفط الكويتية في محضر الاجتماع الموقّع بينهما، على العمل لاستغلال الحقل الواقع في المنطقة المغمورة المقسومة، وأكد الطرفان حينها حقهما باستغلال الثروات الطبيعية في هذه المنطقة، وعلى استمرار العمل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
خطة تطوير حقول مشتركة
وكشفت السلطات الإيرانية، تفاصيل خطة تطوير الحقول المشتركة مع المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى "البدء بمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين".
وقال المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن خجستة مهر، إنه "تم تحديد خطة لجميع الحقول المشتركة بين إيران والسعودية، وتم الحصول على الموافقات اللازمة لتنفيذ عمليات مختلفة، بما في ذلك زيادة الإنتاج وصيانته والتطوير الجديد".
وأضاف خجستة مهر، إن "شركتي بتروبارس والمنشآت البحرية تعملان في إنتاج النفط في حقل "فروزان" النفطي، وسيتم الإعلان قريبا عن زيادة الإنتاج الجديد في هذا المجال"، فيما "تم توقيع عقد تطوير حقل "فرزاد ب" للغاز".
جاهزون لبدء عمليات حفر حقل آرش (الدرة)
إيران: ليس لدينا حقل مشترك مع السعودية لم يتحدد بعد. ونحن جاهزون تماما لبدء عمليات الحفر في حقل "آرش
تابع: "ليس لدينا حقل مشترك مع السعودية لم يتحدد بعد. ونحن جاهزون تماما لبدء عمليات الحفر في حقل "آرش"، واعتمدنا موارد مالية كبيرة لتطوير هذا الحقل في مجلس إدارة شركة النفط الوطنية وسنبدأ العمل في أقرب وقت، حيث إن الظروف جاهزة".
وختم المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، بالقول إنه "تم عرض خطة تطوير حقل غاز "فرزاد ألف" على مجلس إدارة شركة النفط الوطنية، وفي المستقبل القريب سيبدأ أيضا بناء منصة هذا الحقل، وخططنا لتطوير حقلي "فرزاد ألف وب" هي خطط شاملة".
تحسين الإنتاجية في عمليات الحفر
وقال محسن خجستة مهر، الأسبوع الماضي، إنه لا يوجد حقل نفط مشترك غير محدد بين إيران والسعودية، ولكن سيتم البدء في الأعمال التمهيدية للتعاون الثنائي مع عودة العلاقات بين البلدين.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، بأن "تصريحات محسن خجستة مهر، جاءت على هامش اجتماع لتحسين الإنتاجية في عمليات الحفر"، مؤكدا أنه "تم استلام الخطط والموافقات اللازمة لزيادة الإنتاج والحفاظ على الطاقة الإنتاجية لجميع الحقول المشتركة بين إيران والسعودية".
وأشار المسؤول الإيراني، أن "حقل فروزان النفطي مشترك بين إيران والمملكة العربية السعودية، وستعمل شركات بتروبارس والمنشآت البحرية على جبهتين، وقريبا سيتم الإعلان عن أنباء إيجابية بشأن زيادة إنتاج هذا الحقل".
تعاون سعودي إيراني.. لا خلافات حول الحقول
وكشف المدير التنفيذي للشركة الوطنية للنفط الإيرانية، محن خجسته مهر، في 27 حزيران 2023، أنه بعد استئناف العلاقات بين طهران والرياض "قد بدأت التمهيدات بشأن التعاون الثنائي" حول الحقول النفطية المشتركة.
وأضاف خجسته مهر أن جميع الحقول المشتركة بين إيران والسعودية "قد حُسم أمرها"، في إشارة إلى عدم وجود خلافات.
وتشترك إيران والسعودية في أربعة حقول نفطية وغازية، هي حقل "إسفنديار" المتصل بحقل "لؤلؤ" السعودي، وحقل "فروزان" المتصل بحقل "المرجان" السعودي، فضلاً عن حقلي "فرزاد 1" و"فرزاد 2".