رغبة تركية بتجريد "سومو" من صلاحياتها.. وخسائر بـ20 مليار دولار تنتظر العراق.. ماذا عن اتفاق كركوك – جيهان؟
انفوبلس/ تقارير
يبدو أن تبعات تأخير استئناف تصدير النفط من الإقليم وكركوك عبر ميناء جيهان التركي سيؤثر سلباً ليس فقط على كردستان وإنما حتى على موازنة البلاد العامة التي تشير فقراتها إلى تصدير 3 ملايين و500 ألف برميل يومياً، منها 400 ألف برميل من كردستان ونحو 80 ألف برميل من حقول كركوك. لكن اللافت ظهور تكهنات اقتصادية تفيد باحتمالية تأخر عودة التصدير إلى عام 2025 كون تركيا تريد تعديل شروط اتفاق كركوك - جيهان أو تتنازل سومو لـ "بوتاش" عن صلاحياتها وهذا يعني خسارة العراق قرابة الـ20 مليار دولار.
*تأخر تصدير النفط إلى عام 2025
وبهذا الشأن، قال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، إن تأخير تصدير النفط من حقول كردستان وكركوك إلى عام 2025 سيؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للعراق قد تصل إلى 20 مليار دولار.
وقال المرسومي في تدوينة على تويتر، "وفقا لمصادر خاصة من المرجح أن يستأنف صادرات النفط الإقليم في عام 2025، إذ إن الخلافات عميقة بين بغداد وأنقرة حول موضوع الصادرات النفطية ورسوم النقل.
*تركيا ترغب بتعديل شروط اتفاق كركوك – جيهان
وأوضح الخبير الاقتصادي، إن "الحكومة التركية تريد أن تحصل على 7 دولارات لبرميل النفط كما في السنوات السابقة وتحصل تركيا بموجبها 13% من مبيعات النفط في إقليم كردستان سنويا، وفي المقابل لا تريد بغداد أن تدفع أكثر من دولار واحد إلى 3 دولارات فقط لكل برميل".
*تركيا تطالب بتسلم "بوتاش" نقل النفط بدل "سومو"
وتابع المرسومي، "كما أن تركيا تطالب بأن تكون شركة بوتاش التركية هي التي تنقل النفط العراقي عبر تركيا وليس سومو"، مردفا، "وبحسب المعلومات فإن الاتفاق بين حكومتي تركيا والعراق على تصدير النفط العراقي عبر (كركوك - جیهان) عام 1973 والذي تم تعديله عام 2010 والموافقة على تمديده لمدة 15 عاما لذلك تريد الحكومة التركية تعديله في عام 2025 بعد خمسة عشر عاما من عقد الاتفاق بينهما".
*خسائر مالية تصل لـ20 مليار دولار تنتظر العراق
وأوضح الخبير الاقتصادي، "إذا تأخر تصدير النفط من حقول كردستان وكركوك إلى عام 2025 فسيواجه العراق خسائر مالية كبيرة قد تصل إلى 20 مليار دولار مما سيؤثر سلبيا على إيرادات النفط التي تعد الأساس في الإيرادات العامة التي تضمنتها الموازنة الثلاثية للأعوام 2023 - 2025 مما سيؤدي إلى تعظيم عجز الموازنة وتفاقم الدين الداخلي والخارجي".
*مشكلات فنية
من جانبه، وقال مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين، إن "الجانب التركي يقول إن هناك "مشكلات فنية" تعيق استئناف عمله"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "انتخابات الإعادة التركية قد تكون مستحوذة على اهتمامات المسؤولين الأتراك في الوقت الحالي".
ويضيف علاء الدين، إن "الجانب التركي طلب في البداية التفاوض بشأن الغرامة التي أقرتها المحكمة المقدرة بـ1.5 مليار دولار، إلا أنهم أخبرونا فيما بعد أن عملية توقف النفط عبر أنابيب جيهان بسبب مشكلات فنية".
*شروط تركيا وراء المنع
بدوره، يقول الخبير النفطي حمزة الجواهري، إن "تأثير التوقف لصادرات الإقليم يعتمد على إجراءات وزارة النفط لأنه من المفترض يوجد هناك كميات إضافية من النفط لا نستطيع بيعها بسبب اتفاقات أوبك فإذا استخدمتها الوزارة لن نتأثر كثيرا بهذا التوقف".
وأشار إلى أن "تركيا تدّعي أن هناك أسباباً فنية وراء رفضها لغاية الآن السماح لتصدير النفط من الشمال عبر ميناء جيهان التركية إلا أنه قد يكون هناك ضغط سياسي على الحكومة العراقية من أجل منح تركيا بعض التنازلات لوجود على الأخيرة غرامة بمقدار مليار و500 مليون دولار وبالتالي فإن الهدف من المنع ما زال مجهولا".
وأكد، إن "السبب الرئيسي لعدم استئناف تصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان، يتمثل في وجود مجموعة شروط لدى تركيا".
*انتظار الرد
وقال وزير النفط حيان عبد الغني إنه سيتم، في الأيام "القريبة المقبلة"، الإعلان عن استئناف تصدير النفط من إقليم كوردستان.
وبيّن عبد الغني، إن "الحكومة العراقية وصلت إلى المراحل الأخيرة من تنفيذ الاتفاق مع أربيل بشأن استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان"، لافتاً إلى أن "شركة تسويق النفط التي تكفلت بعملية استلام وتصدير النفط من الإقليم هي الآن بصدد توقيع العقود مع الشركات التي تشتري النفط".
*الناقلات العالمية تغادر جيهان "خائبة"
ومع عدم وجود بوادر حل قريبة، بدأت الناقلات العالمية "تسأم" الانتظار عند ميناء جيهان التركي، وغادرت أول ناقلتي نفط أول أمس الأحد بعد توقفها لمدة شهر منتظرة النفط الكردي عند ميناء جيهان التركي، كما نقلت وكالة بلومبيرغ في تقرير تابعته شبكة انفوبلس.
وذكر التقرير، أنّ "السفينتين نيفرلاند وأماكس أنثيم، غادرتا المياه بالقرب من جيهان في تركيا خلال عطلة نهاية الأسبوع دون تحميل أي نفط، ولا تزال ثلاث ناقلات مستأجرة لنقل الخام الكردي تنتظر قرب الميناء"، مشيرة إلى أنه "تم استئجار السفن الخمس لحمل ما مجموعه حوالي 4 ملايين برميل من النفط".