مشاريع الربط الكهربائي مع الخليج والأردن.. أين ذهبت؟ وماذا عن الغاز القطري؟.. أحمد موسى يواصل التغريد خارج السرب
انفوبلس/ تقارير
ربما قد يدوّن التاريخ، بأن العراق نجح في دحر اعتى العصابات الإرهابية وبدء حقبة جديدة بعدها، لكنه لم ينجح في دحر أزمة الكهرباء ومحنتها المتجددة كل صيف، حيث متحدثها الذي يملك من طلاقة اللسان ما يؤهله لإقناعك بأن قندهار أفضل من هلسنكي وأن مؤشر السعادة العالمي المتصدر للأخيرة ليست سوى بيانات وأسهم لا قيمة لهما، فحديثه عن الربط الكهربائي مع الخليج والأردن قبل أسابيع قليلة تفتح الصدور وتثلج القلوب لكن ذروة الصيف اللاهبة أغلقت الأولى وذوّبت الثانية. فأين أصبحت مشاريع الربط الكهربائي مع هذه الدول؟ ولماذا يغيب الحديث عن هذه الأحلام عند اشتداد الصيف؟ وماذا عن الغاز القطري؟.
*الربط الكهربائي مع الخليج والأردن
بتاريخ 28 مايو من العام الجاري، قال المتحدث المتفائل باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، إن "الربط مع الأردن سيكون جاهزا بتاريخ الأول من يوليو – وهذا يعني أنه أُنجز -، كمرحلة أولى بطاقة 50 ميغاواط تصل إلى قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار لتغذية الشبكة الوطنية".
وأضاف موسى، إن "الربط مع الأردن كان يستلزم إنشاء خط ريشة ـ قائم ـ رطبة، يمر جزء منه عبر الأراضي العراقية والجزء الآخر عبر الأراضي الأردنية، حيث كان من المفترض أن يدخل للعمل في الأول من يونيو، ولكن نتيجة بعض الظروف الجوية ونتيجة صعوبة التربة وبعض المتعلقات بالجانب الأردني تم تأجيلها إلى الأول من يوليو".
وكشف عن، أن" الربط الكهربائي مع تركيا جاهز، ولكن ننتظر تسعير الخدمة وأن تكون مناسبة ليدخل حيز التنفيذ كمرحلة الأولى".
وأشار إلى أن الربط مع الخليج سيكون جاهزاً في الفترة المقبلة "تم توقيع خمسة عقود بشأن الربط الخليجي، ويحتاج هذا الربط قرابة 12 شهراً لتدخل المرحلة الأولى حيز التنفيذ".
وأضاف، إنه" تم الاتفاق خلال الزيارة الحكومية الأخيرة إلى السعودية على توسعة محطتي عرعر واليوسفية التي تعتبر نقاط الربط معها". موضحا، إن" المرحلة الأولى ستكون بواقع ألف ميغاواط، عبر محددات نقاط الربط ومسارات الخطوط التي ستكتمل قريبًا".
*ماذا حل بالغاز القطري للعراق؟
يبرز الغاز القطري لأداء دور رئيسي في تعويض محطات إنتاج الكهرباء العراقية عن الغاز الإيراني الذي تراجع خلال الأشهر الماضية، ما تسبّب بحدوث انقطاعات متكررة للتيار في بغداد.
في هذا الإطار، بحث وزير الكهرباء المكلف في العام الماضي عادل كريم -خلال زيارته السريعة إلى الدوحة- مع وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي، إمكان توريد الغاز القطري إلى العراق لمعالجة وسدّ النقص الحاصل في الغاز لإدامة زخم عمل محطات الكهرباء.
وبحث الوزير خلال الزيارة كل القضايا اللوجستية اللازمة لتوريد الغاز القطري من خلال موانئ الدوحة إلى موانئ العراق.
وأبدى الجانب القطري استعداده للتوريد، بعد شرح مفصل قدّمه وزير الكهرباء العراقي عن واقع عمل منظومة الطاقة الكهربائية في العراق. لكن اللافت إن هذه الوعود تبخرت مع اشتداد فصل الصيف وتجاوز دراجات الحرارة الخمسين، وسط تساؤلات عن مصير هذا الغاز والاتفاقات بين الدولتين.
*الإطار التنسيقي يحمّل أميركا مسؤولية تردي الكهرباء
من جانبه، حمّل الإطار التنسيقي، الولايات المتحدة الأميركية، مسؤولية تردي الواقع الكهربائي في العراق، مطالبا الحكومة بحثّها على عدم استخدام ملف الكهرباء سياسيا.
وذكر الإطار في بيان له اليوم الأحد، "تشهد البلاد أزمة باتت تثقل كاهل المواطن العراقي بسبب قلة التجهيز في ساعات الكهرباء في ظل الظروف المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة".
وأشار الإطار إلى أنه بعد "المتابعة والتقصي وتبيان الأسباب ندعو الحكومة العراقية ومن خلال وزارة الخارجية الى الاتصال بالجانب الامريكي وحمله على الإطلاق الفوري للمستحقات المالية المترتبة عن استيراد الغاز الايراني دون تأخير او مماطلة، وعدم استخدام هذا الملف سياسيا لتلافي انعكاساته السلبية على المواطن العراقي".
*السعودية.. مصير ربط مجهول أيضا
لم تكتفِ الحكومة ووزارة الكهرباء بوعود الحياة الوردية والربط الكهربائي مع الأردن وتحديد موعد "فائت" لإنجازه دون تحقيق شيء يلامس الواقع إلى الآن، بل ذهبا إلى أبعد من ذلك بعد الإعلان عن وجود اتفاق ربط جديد مع السعودية سيسهم في دعم موثوقية الشبكات الكهربائية في البلدين!.
قبل شهرين من الآن، بحث وزير الكهرباء زياد فاضل، ووزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، تطورات العمل في مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
وبحسب وسائل إعلام سعودية، فإن "هذا المشروع سيسهم في دعم موثوقية الشبكات الكهربائية في البلدين وتحقيق وفورات اقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز تحقيق المزيج الأمثل من الطاقة لإنتاج الكهرباء ودعم استيعاب الشبكات الكهربائية لدخول الطاقة المتجددة وتحقيق الاستثمارات المثلى في مشروعات توليد الكهرباء".
وذكرت الوسائل، أن "الاجتماع تطرق إلى فرص التعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة والاستفادة من إمكانات وخبرات شركة (أكواباور) في هذا المجال الحيوي وإسهاماتها في تطوير مشاريع مستقبلية في العراق".
وأشارت إلى أن "الاجتماع ناقش تجربة المملكة في مجال العدادات الذكية وكيفية نقلها الى الجانب العراقي، وفرص مشاركة الشركات السعودية بجانب الشركات العراقية كمقاولين ومصنعين في تطوير البنية التحتية للعدادات الذكية".
وأضافت الوكالة، أن "الجانب العراقي اطلع على الإصلاحات المالية والتنظيمية التي شهدها قطاع الكهرباء في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، وإمكانية تبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال".
*ربط مجهول واتفاقات يفضحها تموز
مشاريع الربط الكهربائي مع الخليج والأردن ضلّت طريقها نحو العراق، وبات الحديث عنها وعن أحلامها الوردية يتبخر عند اشتداد الصيف، أما الغاز القطري فلا مقمق واحدا منه حتى الآن، وأما الاتفاقات التي جرت في الأوقات السابقة فما هي إلا استعراضات على الورق فقط تبلغ أوجها في شباط وتبخرها حرارة تموز في آب.