مشروع طريق التنمية.. اجتماع للجان الفنية يعقب مؤتمر الإعلان في بغداد.. إليك ما نوقِش وما تم الاتفاق عليه
انفوبلس/ تقارير
في مسعى لتعزيز موقع العراق على خارطة التجارة والاقتصاد العالميَيْن، احتضنت العاصمة بغداد قبل حوالي أسبوعين، مؤتمر طريق التنمية، بمشاركة وزراء النقل أو من يمثلهم من دول: الإمارات والسعودية وسوريا والأردن والكويت وقطر وعمان وتركيا وإيران، بالإضافة لممثلين عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، أما اللجان الفنية الخاصة بالمشروع فقد أنهت اجتماعها اليوم في العاصمة معلنةً التحاق الصين ولبنان بالمشروع. فما هي تفاصيل هذا الاجتماع وأبرز المناقشات التي جرت به؟.
*اجتماع للجان الفنية
وبشأن تفاصيل المشروع، قال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، اليوم الأربعاء، إن طريق التنمية يشكّل انتقالة نوعية في الواقع الاقتصادي والتجاري للعراق والمنطقة والعالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انعقاد اجتماع اللجان الفنية الخاص بمشروع طريق التنمية الذي رعته وزارة النقل.
وأضاف الوزير، إن طريق التنمية يشكل مسارا حيويا ويعزز علاقاتنا الاقتصادية والاجتماعية بين شعوبنا. مردفاً بالقول، إنه: بدعم دولة رئيس مجلس الوزراء ، أنهينا المصادقة على دراسة الجدوى الاقتصادية التي أعدَّتها الشركة الاستشارية الإيطالية.
وتابع، "نجدد التأكيد على أننا عازمون على إنجاز هذا المشروع، معتبرا أن طريق التنمية يشكل انتقالة نوعية في الواقع الاقتصادي والتجاري للعراق والمنطقة والعالم".
*ما الذي نوقِش في الاجتماع؟
وزير النقل أكد، مناقشة 5 ملفات تخص طريق التنمية خلال اجتماع اللجان الفنية الذي عُقد بمشاركة 10 دول، فيما أشار إلى التحاق الصين ولبنان في الاجتماعات الخاصة بالمشروع.
وقال محيبس وفق الوكالة الرسمية، إن "اجتماع اللجان الفنية لمناقشة مشروع طريق التنمية، يأتي استكمالاً لمؤتمر طريق التنمية". لافتاً إلى، "حضور أكثر من 10 دول للمشاركة في المناقشات الفنية التي تخص الطريق وكذلك ميناء الفاو الكبير".
وأضاف، إن "المناقشات ستتركز على موضوع الموديل الاقتصادي للمشروع، وكذلك طبيعة المشاركة ونسبها والسرعة المطلوبة لحركة القطار وكذلك التصاميم". لافتا إلى، أن "الوزارة بصدد مناقشة هذه الموضوعات اليوم مع الوفود القادمة من الدول المشاركة في طريق التنمية ومنها دولة الصين".
وأكد وزير النقل، إن "وجود هذه الدول يُعد علامة بارزة ومميزة تشير إلى نجاح المشروع وأهميته لديها، والدليل مشاركة هذه الدول والتحاق الصين ولبنان اليوم في هذا المشروع الدولي الكبير، بوجود البنك الدولي".
*ما هو مشروع التنمية؟
وزارة النقل أكدت، أن طريق التنمية هو مشروع حيوي استراتيجي واعد سيربط الشرق بالغرب ويربط موانئ العراق مع الموانئ التركية وكذلك إلى الدول الأوروبية ومنها إلى دول القوقاز.
وأوضحت الوزارة، أن "المشروع سيكون من خطين مزدوجين، خط سككي وخط برّي دولي سريع، وستكون على الخطين حركة اقتصادية تُنعش اقتصاد المحافظات التي يمرّ بها وهي تقريبا أكثر من 10 محافظات، إضافة إلى المدن الصناعية والسكنية ومناطق ترفيهية".
وتابعت، "المشروع سيوفر فرص عمل لأكثر من 100 ألف فرصة للشباب العراقيين، وربما يتزايد هذا العدد خلال إنجاز هذا الطريق بالكامل".
*ماذا قال الخبراء عن المشروع
ويرى خبراء اقتصاديون أن مشروع طريق التنمية يمثل قفزة نوعية نحو توظيف واستثمار ما يتمتع به العراق من مزايا، الموقع الجيوسياسي والقدرات والثروات الطاقية والزراعية والمعدنية والبشرية، بما يعزز من مكانته على خارطة الاقتصاد العالمي وشبكة المواصلات وسلاسل التوريد وطرق التجارة دوليا .
إذ يقول الأكاديمي العراقي ورئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية رائد العزاوي، إن المشروع حيوي وواعد جدا خاصة إذا ما تم تنفيذه وفق جداول زمنية واضحة وتوقيتات محددة، حيث سيعمل على تطوير مكانة ميناء الفاو وطرق إمداد وعبور سلاسل السلع والبضائع عبر العراق كعقدة ربط محورية، وسيعمل على تعزيز مكانة البلاد وتوظيف ما تتمتع به من ثقل اقتصادي ومن موارد وطاقات طبيعية وبشرية طائلة.
ولضمان نجاح وديمومة هكذا مشروع استراتيجي، لابد من أن تكون هناك دراسات جدوى واسعة ومستفيضة حوله، ولاسيما وأن التكلفة كبيرة جدا وخاصة بالنسبة إلى التقنيات والآليات التي ستستخدم لتطوير هذا المشروع، وفق العزاوي. .
ويتابع، "ولهذا فجديّة التنفيذ وجودته ومدى جدواه هي المحك، حيث إن تنفيذ هذا المشروع الضخم والطموح يستلزم على أقل تقدير مئات مليارات الدولارات، حتى يصل العراق لمرحلة أن يغدو فيها نقطة من نقاط الارتكاز الاقتصادي العالمي، وكأحد أهم طرق سلاسل التوريد والإمداد الدولية".