مشروع "قطار الخليج" يعلن رغبته بالربط مع العراق ضمن مشاريع الربط السككي
انفوبلس/..
بعد توقفات متكررة ناتجة عن ضغوط مالية وغيرها، بكتسب مشروع سكك الحديد المقترح لربط دول مجلس التعاون الخليجي، زخما متصاعدا مع تحقيق المشاركين تقدما في مشاريعهم الفردية المرتبطة بالمشروع الرئيسي، الذي يُعرف بـ"قطار الخليج".
وبحسب تقرير نشره موقع (أويل برايس) فإن مشروع السكك الحديدية سوف يعمل على تحسين الاتصال الإقليمي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتقليل وقت النقل والتكلفة بين المدن والموانئ الرئيسية بتلك المنطقة، إضافة لتعزيز التدفقات التجارية، وجذب المستثمرين المحتملين.
ويرجع تاريخ المشروع إلى عام 2009 عندما وافقت جميع دول مجلس التعاون الخليجي بعد نقاش دام لمدة عام على المشروع، لكن الضغوط المالية تسببت في تأخير تلك الخطوة لسنوات.
وكانت أبرز المعوقات في هذا الصدد انخفاض أسعار النفط وجائحة فيروس كورونا المستجد والأزمة الخليجية بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر والتي بدأت في حزيران 2017 وامتدت إلى يناير 2021.
نقطة التحول في المشروع
في آذار عام 2022، تعززت فكرة استئناف المشروع، عندما أفادت وسائل إعلام قطرية أن بناء القسم الذي يربط بين قطر والسعودية سيبدأ قريبًا
وكانت نقطة التحول في 2021 عندما وافقت دول المجلس الستة على إنشاء هيئة سكك حديد دول مجلس التعاون الخليجي، للقيام بمهام الإشراف والتنسيق على المشروع.
وفي آذار عام 2022، تعززت فكرة استئناف المشروع، عندما أفادت وسائل إعلام قطرية أن بناء القسم الذي يربط بين قطر والسعودية سيبدأ قريبًا، مع استكمال الأعمال الأساسية مثل التصاميم الهندسية وخطة العمل بالفعل.
وجاء ذلك في أعقاب تقارير وسائل الإعلام الإقليمية في كانون أول 2021 أن المسؤولين توقعوا أن خط السكة الحديدية سيكون جاهزًا للعمل بحلول عام 2025.
وتهدف الخطة المقترحة لمشروع القطار الخليجي إلى ربط دول مجلس التعاون عبر خط سكة حديد بطول 2177 كم، وتكلفة إجمالية تتجاوز 15 مليار دولار.
مسار السكة الحديد
سيحدد في نهاية 2023 مسار السكة الحديدية والإجراءات العملية وآلية التنفيذ والوقت المطلوب والتكلفة الحقيقية للمشروع.
قبل فكرة ضم العراق إلى المشروع، كان المخطط أن ينطلق قطار الخليج من مدينة الكويت في الشمال، ليمر خط سكة الحديد عبر مدينتي الجبيل والدمام الساحليتين في السعودية، قبل أن يتجه عبر العاصمة البحرينية المنامة والدوحة، عاصمة قطر. ثم ينقطع الخط بعد ذلك إلى السعودية قبل أن ينتقل إلى الإمارات، حيث سيمرّ عبر المدن الرئيسية في أبو ظبي ودبي والفجيرة، قبل أن يصل إلى محطته النهائية في مسقط، عاصمة عمان.
وفي حزيران 2022، أعلنت هيئة الطرق والنقل العام في الكويت عن المرحلة الأولى من مشروع يتضمن طرح مناقصة عامة لإجراء الدراسة وأعمال التصميم التفصيلية للمرحلة الأولى من مسار خط سكة حديدية بطول 111 كم في مشروع سكة حديد الخليج العربي.
ومن المتوقع تنفيذ هذه المرحلة بحلول نهاية عام 2023. سيحدد هذا الطرح مسار السكة الحديدية والإجراءات العملية وآلية التنفيذ والوقت المطلوب والتكلفة الحقيقية للمشروع.
وتقدَّر تكلفة نصيب الكويت من مشروع السكك الحديدية بحوالي 300 مليون دينار كويتي (987 مليون دولار)، كما تعمل الكويت على مشروع مترو الأنفاق، وسوف يتصل في نهاية المطاف بمشروع سكة حديد الخليج.
السعودية
وعلى الرغم من أنها تمتلك أكبر شبكة في المنطقة تمتد لحوالي 5000 كم من السكك الحديدية، تواصل السعودية تحديث بنيتها التحتية الحديدية.
وفي آذار 2022، تم افتتاح المحطة الخامسة والأخيرة للركاب في شبكة القطارات الشمالية - محطة القريات الواقعة بالقرب من الحدود مع الأردن – للجمهور، حيث تتيح هذه الترقية للركاب السفر على مسافة 1215 كم من شمال البلاد إلى العاصمة الرياض في حوالي 12 ساعة، مما يساعد على ربط المناطق المختلفة في المملكة.
وجاء هذا التوسع بعد افتتاح خط السكك الحديدية السريع الحرمين الذي يربط بين الموقعين الدينيين الرئيسيين في المملكة، مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويوفر للمسافرين وسيلة سريعة للنقل، يمكن للركاب القيام بهذه الرحلة في ساعتين و25 دقيقة بسرعة تصل إلى 300 كم في الساعة.
كما يتوقف خط سكة حديدية كهربائي في السعودية البالغ طوله 450 كم في جدة، بمطار الملك عبد العزيز الدولي ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية. كانت التقديرات قبل جائحة كوفيد-19 تشير إلى أن الخط سينقل حوالي 60 مليون راكب سنويًا، بما في ذلك 3-4 مليون حاج ومعتمر. وكبديل عن السفر بالحافلات والسيارات، سيخفف القطار الازدحام المروري على الطرق والطرق السريعة.
الإمارات
أما الإمارات فقد استثمرت بشكل كبير في بنيتها التحتية الحديدية، بالإضافة إلى التطورات الخاصة بكل إمارة مثل نظام مترو دبي ونظام ترام دبي - اللذين تم إطلاقهما على التوالي في عامي 2013 و2014 - كانت هناك أيضًا مشاريع في جميع أنحاء الدولة في السنوات الأخيرة.
في عام 2016، بدأت الدولة المرحلة الأولى من شبكة السكك الحديدية الوطنية، وهي خدمة شحن تربط حقول الغاز في شاه جنوباً برويس على الساحل.
وكانت المرحلة الثانية من المشروع، التي تتضمن خدمة ركاب تربط 11 مدينة، في المراحل الأخيرة من التنفيذ في نوفمبر 2022، وتم الانتهاء من خط يربط دبي وأبوظبي في مارس 2022.
من خلال خطط الإمارات الطموحة، من المتوقع أن تنقل القطارات التي تسير بسرعة تصل إلى 200 كم في الساعة 36.5 مليون شخص وملايين الأطنان من البضائع كل عام.
ومن المتوقع أن يؤدي إبعاد السيارات والشاحنات عن الطرق الرئيسية إلى تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المرتبطة بالنقل بنسبة 70-80%.
وبمجرد الانتهاء من المشروع، من المتوقع أن يستغرق السفر بالقطار بين أبو ظبي ودبي - أكبر مدينتين في الإمارات - حوالي 50 دقيقة، بينما يتوقع أن يستغرق الرحلة من أبوظبي إلى الفجيرة حوالي ساعة و40 دقيقة - أي نصف الوقت اللازم بالسيارة.
قطر
بدورها، عززت قطر شبكة النقل الخاصة بها، عن طريق توفير وسائل إضافية لجعل السفر داخل البلاد أكثر أمانًا ونظافة وكفاءة في التكلفة.
وفي عام 2019، أطلقت الدولة مترو الدوحة، وهو نظام نقل سريع يتألف من ثلاثة خطوط و37 محطة تربط العاصمة بضواحيها.
وتم إطلاق الخط الأول لترام لوسيل، وهو نظام قطار خفيف في مدينة لوسيل شمالي الدوحة، في يناير 2022. وعندما يتم تشغيله بالكامل، سيتألف النظام من أربعة خطوط و25 محطة.
ستخدم شبكة ترام لوسيل السكان عن طريق توفير وسيلة نقل صديقة للبيئة تربط الوجهات داخل لوسيل، وتربط لوسيل بالدوحة عبر مترو الدوحة.
تم تصميم الكثير من التوسعات في وسائل النقل العام في قطر لخدمة الجماهير القادمة لحضور مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 والفعاليات الثقافية.
ربطت الدولة خمسة من ثمانية ملاعب كأس العالم لعام 2022 بخط المترو، في حين ربطت الباقي بخطوط المترو وخدمات الحافلات الخاصة.
وفي نوفمبر/ تشرين ثاني 2022، كان لدى قطر أسطول يتألف من 4000 حافلة لنقل الركاب بين مراكز النقل والملاعب. ووفقًا لمؤسسة قطر للسكك الحديدية، نقل مترو الدوحة وترام لوسيل حوالي 2.4 مليون راكب خلال الأيام الأربع الأولى من كأس العالم لعام 2022 بمفردها.
عُمان
في أجزاء أخرى من منطقة الخليج، هناك أمل في أن يؤدي خط سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي إلى تنشيط خطط السكك الحديدية المحلية الأخرى الخاملة.
على سبيل المثال، لطالما خططت حكومة عمان لبناء شبكة سكك حديدية وطنية، واقترحت خطًا بطول 2100 كيلومتر يبدأ عند حدود الإمارات ويمر عبر صحار ومسقط في الشمال قبل الارتباط بمدينتي الدقم وصلالة على ساحل الدولة.
ففي السنوات الأخيرة، طورت عُمان البنية التحتية للسكك الحديدية، مما أدى إلى بعث الآمال في إحياء المشروع الوطني قريبًا.
كشفت الحكومة في تموز 2021 عن خطط لبناء أول شبكة مترو في البلاد. سيربط المشروع المناطق التجارية في مدينة روي والمركز الإداري لمدينة مطرح ومدينة السيب الساحلية الشمالية عبر مطار مسقط الدولي.
وفي أيلول 2022 وقَّعت شركة السكك الحديدية العُمانية والاتحاد للسكك الحديدية اتفاقية بقيمة 3 مليارات دولار لبناء خط سكة حديد.
وسيقوم كيان السكك الحديدية الجديد، عمان - الاتحاد للقطارات، والذي تم إنشاؤه بموجب الاتفاقية، في المقام الأول بربط صحار بأبو ظبي.
إعلان انضمام العراق
وكيل وزارة النقل السعودي: سيكون لهذا المشروع الأثر الاقتصادي على الدول المشاركة
أكد وكيل وزارة النقل والخدمات اللوجستية للخدمات اللوجستية في السعودية المهندس لؤي بن عمر مشعبي، خلال مشاركته في جلسة حوارية، أن "مشروع قطار الخليج شارف على الانتهاء، وأنه سيتم ضم العراق ضمن مشاريع الربط السككي في المنطقة".
وأضاف، أنه "سيكون لهذا المشروع الأثر الاقتصادي على الدول المشاركة". مشيرًا إلى، "استمرار الأعمال في مشروع الجسر البرّي لربط جميع مناطق المملكة بشبكة خطوط حديدية، كما يتم العمل حاليًا مع عدد من الشركات الصينية لصنع مركبات كهربائية ومركبات أخرى ذاتية القيادة".
الربط البرّي بين تركيا والخليج عبر العراق
وأعلن العراق خلال مؤتمر جمعَ مسؤولين من دول متعددة في العاصمة بغداد، عن مشروع خط برّي وخط سكك حديد يصل الخليج بالحدود التركية، يطمح من خلاله للتحول إلى خط أساسي لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا.
ولا يزال المشروع، الذي حدّدت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كيلومتر داخل العراق، في مراحله الأولى.
وتطمح بغداد لتنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع دول في المنطقة، هي قطر والإمارات والكويت وعُمان والأردن وتركيا وإيران والسعودية، والتي دُعي ممثلوها من وزارات النقل إلى بغداد للمشاركة بالمؤتمر الذي خُصِّص لإعلان المشروع.