ميناء خور العمية يخرج عن الخدمة.. هكذا أوصدت أبوابه وتوقف عن إنتاج النفط
انفوبلس/ تقارير
ميناء خور العمية، هو ميناء نفطي عراقي مخصص لتصدير النفط الخام جنبا إلى جنب مع ميناء البصرة النفطي، يقع إلى الجنوب الشرقي من شبه جزيرة الفاو في منطقة الخليج العربي، وهو الأقدم بينهما، ورغم أهميته في تحريك النشاط الاقتصادي للعراق، إلا أن لجنة النفط النيابية فجّرت مفاجئة اليوم، عندما أعلنت عن توقف الميناء بشكل نهائي، فما هي أسباب هذا التوقف؟ وهل أصبح الميناء من الماضي؟
*تاريخه
بُني ميناء خور العمية عام ١٩٦١ جنباً إلى جنب مع ميناء البصرة النفطي، حيث يُستخدم لتصدير نفط "مزيج البصرة" الخام وتبلغ استطاعته الفعلية ٣٠٠ ألف برميل يومياً، يقع كلا الميناءين في الجنوب الشرقي لشبه جزيرة الفاو في الخليج العربي.
في عام ٢٠٠٩ سُرِّبت برقيات دبلوماسية أمريكية تشير إلى أن رسالة إيرانية تدّعي وقوع ميناء خور العمية ضمن المياه الإقليمية الإيرانية قد أثارت قلق المسؤولين العراقيين.
*تطوير الميناء
ظل ميناء خور العمية من دون إصلاح بعد التدمير الذي لحق به خلال الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينيات.
وبقي الميناء خارج الاستعمال خلال التسعينيات حيث إن التصدير وفق برنامج النفط مقابل الغذاء كان مسموحاً فقط عبر ميناء جيهان التركي. في أيار ٢٠٠٦ وقع انفجار في الميناء أدى إلى نشوب حريق دمّر ٧٠ % من المرافق. في ذلك الوقت كان الميناء يتعامل مع حوالي ٥ % من صادرات العراق النفطية.
*مكونات الميناء
ويتكون الميناء من أربعة أقسام رئيسية هي الأقسام الفنية، أقسام الشحن، أقسام التفريغ، وكذلك الأقسام الإدارية.
وذكر مدير الشركة فرحان الفرطوسي أنه بعد تحويل ميناء خور الزبير من صناعي إلى نفطي بصورة كاملة، أصبح هناك حاجة لتطوير مهارات الكوادر بالتعامل مع أي حوادث، لذلك فإن كوادر الميناء تُجري بصورة مستمرة عملية ممارسة افتراضية لإطفاء الحرائق داخل الأرصفة، مشيرا إلى إدخال الحفارات إلى الرصيف النفطي (الذي قال إنه أُنشئ بمواصفات عالمية) لإنجاز الأعماق المطلوبة ومن الممكن إنجازه خلال فترة 15 إلى 20 يوماً، وذلك بهدف زيادة الأرباح والإيرادات المالية لشركة الموانئ.
*أهمية الميناء
قالت الصحافة العراقية في كانون الثاني ٢٠٠٧ إن التصدير من ميناء البصرة وميناء خور العمية قد ارتفع بالمتوسط إلى ١,٨ مليون برميل خلال الشهر بعد أن كان قد بلغ ١,٥ مليون برميل في كانون الأول.
ووفقاً لوزير الدفاع البريطاني، فإن قوات البحرية البريطانية والأمريكية والأسترالية كانت ملتزمة على مدار الساعة تقريباً بالقيام بدوريات في المياه المحيطة بميناء خور العمية إلى أن تسلّمت القوات العراقية تلك المهام.
*توقف الميناء بشكل نهائي
اليوم الأحد، (9 نيسان 2023) كشفت لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية عن توقف ميناء خور العمية بشكل نهائي بسبب عدم تنفيذ مشاريع تأهيله.
وقال عضو اللجنة باسم الغريباوي في تصريح للصحيفة الرسمية تابعته شبكة انفوبلس، إن "اللجنة سبق لها أن زارت محافظة البصرة، ولاحظت توقف ميناء العمية بشكل نهائي، في حين أنه كان من المفترض تنفيذ خطي أنابيب ليتمكن العراق من رفع إنتاجه النفطي إلى 6 ملايين برميل في حال حصلت الموافقة على ذلك".
*استضافة وزير النفط
الغريباوي أضاف، إن "اللجنة اطلعت أيضا على أنابيب نفطية تعرضت للتهالك داخل المياه، مما حدا باللجنة إلى استضافة وزير النفط والمديرين العامين للحديث عن هذا الموضوع".
وتابع، إن "الملاك المتقدم في وزارة النفط شكا من قلة التخصيصات المرصودة في الموازنات السابقة لتنفيذ هذه المشاريع، لكنهم أكدوا القدرة على القيام بها وتطويرها وتحسينها لزيادة الطاقة التصديرية، وبالتالي رفع إيرادات الدولة النفطية في الموازنة".
*أسباب توقف الميناء
من جانبه، قال الخبير في مجال السلامة والطاقة صباح علو وفق الصحيفة: إن المنافذ النفطية لم يجرِ تطويرها منذ جولات التراخيص الأولى ومنها ميناء خور العمية النفطي.
وأضاف، إنه في العام 2016 تم التوقيع على محضر مشروع البصرة ـ العقبة النفطي، لكن لم يتم البدء بتنفيذه لغاية اليوم، على الرغم من أن البلد بأمس الحاجة إلى منافذ جديدة، لاسيما أن له أهدافا لزيادة الإنتاج عام 2027 إلى 6 ملايين برميل.
ما علاقة التوقيع مع توتال؟
وبيّن الخبير في مجال السلامة والطاقة، إن العراق وقّع مؤخرا مع شركة (توتال) الفرنسية بعد مناقشات دامت أكثر من 3 أشهر اتفاقا على تطوير أربعة مشاريع بكلفة 27 مليار دولار، تبلغ تكلفة المرحلة الأولى 10 مليارات دولار، وتضم مشاريع زيادة الإنتاج واستثمار الغاز المصاحب والحُر ومشروع سحب الماء من الخليج للحقول النفطية وصيانة وإدامة الموانئ النفطية، ولم يكن هناك مشروع مستقبلي لتطوير تصدير النفط والغاز غير ميناء الفاو الكبير الذي لم تتضح معالم الإنجاز فيه منذ أعوام.