هل "جنرال اكسبلوريشن بارتنرز" شركة إسرائيلية؟.. "طاقة" تبيع حصتها في امتياز "أتروش" وتهرب من الإقليم.. شركة غامضة تحطّ على نفط الحقل ومخاوف من استئناف التهريب لتل أبيب
انفوبلس/ تقارير
في عام 2013، اشترت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) حصة 53.2 بالمئة في امتياز حقل اتروش النفطي في إقليم كردستان مقابل 600 مليون دولار من شركة جنرال اكسبلوريشن بارتنرز (جي إي بي)، وبعد عشر سنوات من العمل أعلنت "طاقة" يوم أمس عن بيع حصتها في الحقل سالف الذكر إلى "جي إي بي". فلماذا هربت الشركة الإماراتية من إقليم كردستان؟ وهل "جنرال اكسبلوريشن بارتنرز" هي شركة إسرائيلية؟
*طاقة تهرب من كردستان
يوم أمس، قالت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، إنها أبرمت اتفاقيات لبيع كامل حصتها في حقل "أتروش" النفطي في إقليم كردستان العراق إلى شركة "جنرال إكسبلوريشن بارتنرز".
وبحسب إفصاح الشركة لبورصة أبوظبي فإن الصفقة تظل خاضعة للحصول على موافقات الأطراف المعنية.
وتبلغ حصة "طاقة" في حقل أتروش 47.4 بالمئة بينما تمتلك حكومة إقليم كردستان 25 بالمئة وجنرال إكسبلوريشن بارتنرز 27.6 بالمئة، والحصص المتبقية من خلال المشاركة في عقد مشاركة الإنتاج، بحسب الموقع الإلكتروني لشركة "طاقة".
يذكر أن حقل "أتروش" تم اكتشافه لأول مرة في عام 2011، وهو يغطي 269 كيلومترا مربعا ويقع على بعد 85 كم شمال غرب أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وقد بدأ الإنتاج في عام 2017.
وخلال أول عامين ونصف من الإنتاج، أنتج حقل أتروش أكثر من 35.9 مليون برميل من النفط بكفاءة متزايدة، وفقا لبيانات الشركة.
وفي العام الماضي، قامت "طاقة" بمراجعة أهداف النمو الخاصة بها لتعزيز حجم قاعدة أصولها، حيث التزمت بمبلغ 75 مليار درهم (20.4 مليار دولار) في استثمارات في البنية التحتية وسط نمو صحي في الأرباح.
*سبب الهروب
إلى ذلك، وفي تقرير لها، قالت وكالة "بلومبيرغ"، أن شركة "أبوظبي الوطنية للطاقة" أبرمت اتفاقاً لبيع كامل حصتها في حقل "أتروش" النفطي في إقليم كردستان إلى شركة "جنرال إكسبلوريشن بارتنرز" البريطانية.
وأضافت متحدثة عن سبب بيع "طاقة" لحصتها"، أن العراق يصدر نفط كردستان عبر خط أنابيب ينقل الخام إلى ميناء جيهان التركي. وهذا الخط مغلق منذ ما يقرب من 10 أشهر، و لا يزال يواجه تأخيراً.
ورأت "بلومبيرغ"، أن التعويض عن التكاليف يشكّل أحدث مشكلة تضرب خط الأنابيب الذي يمتد من كردستان إلى تركيا، والذي أدى إغلاقه إلى خسارة إيرادات بقيمة حوالي مليار دولار شهرياً.
وأدى إغلاق الخط إلى حجب ما يقرب من نصف مليون برميل من النفط الخام يومياً عن الأسواق العالمية.
*هل "جنرال اكسبلوريشن بارتنرز" شركة إسرائيلية؟
شركة "جنرال اكسبلوريشن بارتنرز" (GEP) مسجلة في جزر كايمان وهي شركة استشارات هندسية دولية لها مكاتب في العديد من البلدان حول العالم، بما في ذلك إسرائيل. ومع ذلك، فيرجح اقتصاديون أنها ليست شركة إسرائيلية بالمعنى الحرفي، حيث إن مقرها الرئيسي يقع خارج إسرائيل ولا تخضع للقوانين والأنظمة الإسرائيلية.
ووفق اقتصاديين، فإنه من المهم ملاحظة أن بعض الشركات التي لها فروع في إسرائيل قد تكون مملوكة أو يديرها أشخاص أو كيانات لها صلات بإسرائيل. ومع ذلك، لا ينبغي بالضرورة افتراض أن أي شركة تعمل في إسرائيل أو لها وجود فيها هي شركة إسرائيلية.
ويرى هؤلاء، أنه في حالة شركة "جنرال اكسبلوريشن بارتنرز"، من الصعب تحديد ملكيتها الحقيقية أو علاقاتها المحتملة بإسرائيل بشكل قاطع بسبب طبيعة هيكل ملكيتها المسجل في جزر كايمان.
لكن البعض الآخر من الاقتصاديين يذهب إلى رأي مغاير، يفيد بأن شركة "جنرال اكسبلوريشن بارتنرز" هي شركة إسرائيلية بغطاء كندي، وأن شراءها حصة "طاقة" جاء بصفقة مع السلطات في الإقليم بغية إنتاج النفط من الحقل لغرض استئناف تهريبه إلى تل أبيب بعد أن توقف ذلك بسبب إغلاق ميناء جيهان وضغط الحكومة الاتحادية بعد تسرب معلومات بأن الإقليم يهرب النفط إلى الكيان وهذا ما يمنعه القانون ويترتب عليه عقوبات كبيرة.
*الإنتاج في حقل أتروش
اكتُشف حقل أتروش سنة 2011، ولم تقرر حكومة إقليم كردستان الحصول على 25 بالمئة من هذا الحقل إلا سنة 2013، في حين استحوذت شركة “جنيرال إكسبلوراشين بارتنر كونسورتيومن”، وهي الشركة الأم لشركة “شاماران بيتروليوم الكندية، على البقية.
يقع هذا الحقل النفطي في سلسلة زاغروس شمال إقليم كردستان العراق الذي تحده سوريا من الغرب وتركيا من الشمال وإيران من الشرق. في ذلك الوقت، أشارت التقديرات إلى أن حقل أتروش ينتج ما بين 1.5 مليار و2.8 مليار برميل من النفط، ولديه احتياطات قابلة للاسترداد تصل إلى 670 مليون برميل. كما بلغت تقديرات الإنتاج الأولى 30 ألف برميل يوميا، بينما قدرت تكلفة الشحن الأساسية (دون احتساب النفقات الرأسمالية) ما بين 3 و4 دولارات للبرميل الواحد، وهي تُعد في الحقيقة من بين أدنى المعدلات في العالم.
خلال السنتين الفاصلتين بين إعلان الهدف الجديد الذي يجب بلوغه في حجم إنتاج النفط وأول دفعة لصادرات النفط من حقل أتروش، تم تداول الكثير من الأخبار السيئة حول شركة النفط الدولية التي كانت تقوم باستكشاف وتطوير الحقل في إقليم كردستان العراق، وقد صاحبتها فترة صعبة حاولت فيها حكومة إقليم كردستان توفير 20 منطقة تنقيب إضافية للمستثمرين الأجانب.
في سنة 2017، بلغ إنتاج النفط في هذا الحقل حوالي 19 ألف برميل يوميا، بينما كان يبلغ سنة 2015 نحو 115 ألف برميل يوميا. وتجدر الإشارة إلى أن تفاقم انخفاض حجم إنتاج النفط في حقل طقطق جراء ارتفاع نسبة المياه في الآبار، قد أثار قلق المستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن حقول نفط جديدة.