هل يُشهَر "سلاح البترول" بوجه الكيان وداعميه مجدداً؟ .. إليك تاريخ مشروع حظر النفط وتسلسله الزمني منذ عام 1973
شبكة انفوبلس/ تقارير
في 16 أكتوبر 1973، قررت أوبك خفض الإنتاج من النفط، وفرض حظر على شحنات من النفط الخام إلى الغرب، الولايات المتحدة وهولندا تحديداً، حيث قامت هولندا بتزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة وسمحت للأميركيين باستخدام المطارات الهولندية لإمداد ودعم تل أبيب.
ونتيجة لهذا فإن سعر السوق للنفط ارتفع بشكل كبير على الفور، ومع وقوع النظام المالي العالمي بالفعل تحت ضغط من انهيار اتفاق بريتون وودز أدى ذلك إلى سلسلة طويلة من الركود وارتفاع معدلات التضخم التي استمرت قائمة حتى أوائل الثمانينيات، وارتفاع أسعار النفط استمر حتى 1986.
*مشروع قطع النفط .. هل من نور قريب ؟
تتواصل العمليات العسكرية التي يشنها الكيان الصهيوني تجاه قطاع غزة، في ظل تنديد العديد من دول العالم ومطالب بوقف إطلاق النار.
ومع استمرار العمليات العسكرية، تُطرح العديد من التساؤلات بشأن الموقف العربي، من بينها مدى إمكانية استخدام "ورقة النفط" كسلاح للضغط على الغرب والجانب الصهيوني.
في الوقت الراهن يرى الخبراء، أن الإقدام على استخدام ورقة النفط، لن يؤثر على الجانب الصهيوني، بقدر ما تستفيد واشنطن من المشهد، خاصة أنها تؤمّن لإسرائيل حاجتها من النفط.
ووفق الخبراء فإن الواردات من النفط لإسرائيل تبلغ نحو 220 ألف برميل من النفط الخام يوميا، منها 60% من كازخستان وأذربيجان.
كما تستورد كميات متفاوتة من الغابون ودول غرب أفريقيا، فيما يمثل منتجو الشرق الأوسط جزءا صغيرا من إمدادات النفط لإسرائيل.
*ليبيا تحاول إعادة إحياء المشروع
من جانبه، هدّد البرلمان الليبي، بالسعي نحو "وقف تصدير النفط والغاز" إلى الدول الداعمة لإسرائيل، في حالة عدم توقف الحرب على قطاع غزة الدائرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
جاء ذلك في بيان نشره متحدث مجلس النواب (البرلمان) عبد الله بليحق، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك.
وقال البيان، إنه "في حالة عدم توقف المجازر التي يرتكبها هذا العدو الصهيوني (إسرائيل)، نطالب الحكومة الليبية بوقف تصدير النفط والغاز للدولة المساندة لهذا الكيان".
*ماذا يحتاج المشروع ليُطبّق؟
وبهذا الصدد، قال حمزة الجواهري، خبير النفط والطاقة العراقي، إن النفط كسلاح هو المحرك للاقتصاد العالمي.
وأضاف الجواهري، إن الولايات المتحدة الأمريكية استعملت سلاح النفط مع روسيا وإيران رغم أنه ليس من صالح شركاء واشنطن في أوروبا الغربية، أو الشرق الأقصى.
ويرى أن ما تقوم به واشنطن من استخدامها لسلاح "النفط"، يأتي في إطار سعيها لإشعال أوسع حرب في العالم لتبقى هي الأقوى، كون الاقتصاد الأمريكي أساساً هو اقتصاد حرب.
من جانبه، قال وزير الشؤون الاقتصادية الليبي السابق، سلامة الغويل، إن "الحكومة في طرابلس، غير قادرة على اتخاذ أي قرار من شأنه وقف تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل".
وأضاف الغويل، إن "الشرق الليبي هو الجهة القادرة على اتخاذ أي قرارات جريئة في إطار تمثيل الإرادة الوطنية، إذ يمكن للبرلمان المضي قُدماً في اتخاذ قرارات تاريخية، يدعمها ويقوم على تنفيذها الجيش الليبي بقيادة المشير، خليفة حفتر".
وأشار إلى، أن "اتخاذ أي موقف بشأن وقف تصدير النفط للدول الغربية، يحتاج إلى توافق وتنسيق عربي وإقليمي، من أجل توحيد المواقف والتأثير في المشهد الدولي".
*ماذا عن أوبك وتذبذب الأسعار؟
وأوضح الجواهري، إن ورقة النفط هي سلاح ذو حدين، فمن ناحية يضر بالدول الصناعية الكبرى، عدا أمريكا، كما يضر من ناحية أخرى الدول المنتجة خصوصاً الدول التي يعتبر اقتصادها ريعيّاً، والتي تعتمد ميزانياتها على واردات النفط.
وأشار إلى أن التجارب السابقة بشأن استخدام "سلاح النفط" عادت بالخسارة على الدول العربية، ما يجعلها بعيدة عن إعادة الخطوة مرة أخرى.
وبشأن الجانب الإسرائيلي، أوضح الخبير أن واشنطن يمكنها تأمين احتياجات إسرائيل من النفط، نظرا لكونها من المنتجين الكبار، وما لديها من مخزون استراتيجي كبير من النفط الخام والمشتقات.
*تسلسل زمني بتاريخ حظر النفط والتطبيق على أرض الواقع
ــ يناير 1973.. بدأ انهيار سوق الأوراق المالية (1973-1974)
ــ أغسطس 1973.. وفي إطار التحضير لحرب أكتوبر، العاهل السعودي الملك فيصل والرئيس المصري أنور السادات يجتمعان في الرياض سرّاً، ومباحثات للتوصل إلى اتفاق بموجبه يستخدم العرب «سلاح النفط» كجزء من الصراع العسكري القادم.
ــ 15 سبتمبر.. منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تعلن بدء التفاوض، لزيادة الأسعار ووضع حد لدعم إسرائيل، على أساس اتفاق طهران عام 1971.
ــ 6 أكتوبر.. مصر وسوريا تهاجمان إسرائيل في حرب أكتوبر، وبدأ الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة.
ــ 10 أكتوبر.. أوبك تتفاوض مع شركات النفط لإعادة النظر في اتفاق طهران 1971.
ــ 12 أكتوبر.. الولايات المتحدة تبدأ عملية العشب النيكلي لتوفير الأسلحة والإمدادات إلى إسرائيل خلال الحرب عبر النقل الجوي الاستراتيجي.
ــ16 أكتوبر.. السعودية، إيران، الجزائر العراق، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، وقطر يعلنون رفع الأسعار من جانب واحد بنسبة 17 ٪ إلى 3.65 دولار للبرميل الواحد، وإعلان خفض الإنتاج.
ــ 17 أكتوبر.. وزراء أوبك يوافقون على استخدام النفط كسلاح لمعاقبة الغرب على دعم إسرائيل في الحرب العربية الإسرائيلية، وتوصي بالحظر ضد الدول الموالية لإسرائيل وخفض الصادرات.
ــ 19 أكتوبر.. رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون يطلب من الكونغرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل. والمملكة العربية السعودية، ليبيا ودول عربية أخرى تعلن حظرا على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة.
23 – 28 أكتوبر الحظر النفطي العربي يمتد إلى هولندا.
ــ نوفمبر.. المنتجين العرب يعلنون خفض الإنتاج بنسبة 25٪، إضافة إلى التهديد بخفض 5٪ إضافية.
ــ 23 نوفمبر.. الحظر العربي يمتد إلى البرتغال، روديسيا، وجنوب أفريقيا.
ــ 27 نوفمبر.. الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يعلن قانون توزيع النفط في حالات الطوارئ.
ــ 9 ديسمبر.. وزراء نفط الدول العربية يوافقون على خفض 5% أخرى للدول غير الصديقة ليناير 1974.
ــ 25 ديسمبر.. وزراء نفط الدول العربية يقومون بإلغاء خفض الإنتاج 5% في يناير، وزير النفط السعودي يعد بزيادة 10% في إنتاج أوبك.
ــ 7 يناير.. أوبك تقرر تجميد الأسعار حتى 1 أبريل.
ــ 11 فبراير.. وزير خارجية الولايات المتحدة هنري كيسنجر يكشف النقاب عن خطة مشروع الاستقلال لجعل الولايات المتحدة مستقلةً للطاقة.
ــ 12 فبراير.. التقدم العربي الإسرائيلي لفك الارتباط ومناقشة إستراتيجية النفط من رؤساء دول الجزائر، مصر، سوريا والمملكة العربية السعودية.
ــ 17 مارس.. وزراء نفط الدول العربية، باستثناء ليبيا، يعلنون نهاية الحظر المفروض على الولايات المتحدة.
ــ ديسمبر 1974.. نهاية انهيار سوق الأوراق المالية (1973-1974).