200 محطة لنقل وتوزيع الكهرباء ترى النور.. السوداني يعد بالمزيد وأحمد موسى ينتقد "مجانية الخدمة"
انفوبلس/ تقارير
يواصل قطاع الكهرباء في العراق استعداداته لفصل الصيف، الذي يسجل زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة، من خلال إدخال مشروعات جديدة على الشبكة لزيادة عدد ساعات التزود بالتيار والتي كان آخرها اليوم، عندما أعلن السوداني افتتاح وتشغيل 200 محطة، 48 منها لنقل الكهرباء و152 لتوزيعها في عموم محافظات العراق. فما هي تفاصيل هذه المحطات؟ وكيف ستساهم في تحسين واقع الكهرباء؟ وهل ستجعل صيف العراق لهذا العام مختلفا؟ إليك كل ما تريد معرفته عن خطة الوزارة لهذا الموسم.
*افتتاح وتشغيل 200 محطة
اليوم الخميس 30 مايو/أيار (2024)، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتاح وتشغيل 48 محطة لنقل الكهرباء للضغط الفائق والعالي، و152 محطة توزيع الكهرباء في عموم محافظات العراق.
وتأتي هذه المحطات جديدة وفق بيان لمكتب رئيس الوزراء ورد لشبكة انفوبلس، ضمن المرحلة الأولى من حزمة مشروعات حلِّ اختناقات شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في العراق في بغداد وعدد من المحافظات.
*تفاصيل المحطات وطاقاتها
وعقب الإعلان عن المحطات آنفة الذكر، أكد مكتب السوداني، أن "المرحلة الأولى من حزمة حلّ الاختناقات التي أعلن رئيس مجلس الوزراء افتتاحها، اشتملت على مشاريع محطّات نقل الطاقة الكهربائية للضغط الفائق والعالي، بعدد 48 مشروعاً، وبطاقة إجمالية جديدة 3846 أم.في.أي، وكذلك إنشاء خطوط نقل الطاقة الكهربائية للضغط الفائق والعالي، بمجموع أطوال إجمالي 1177 كم، بالإضافة إلى إنشاء محطّات توزيع الكهرباء جهد(11/33 ك.ف)، بعدد 152 محطة، بطاقة إجمالية جديدة 5571.2 أم. في أي.، كما تضمنت إنشاء مغذيات جهد سعة (11 ك.ف) جديدة لتصريف أحمال المحطات، وحلّ الاختناقات بعدد 1101 مغذٍ".
وقال السوداني وفق البيان: إن "هذه الحزمة من مشاريع المرحلة الأولى ستعطينا فارقاً في الأداء، وستسهم في تقليل الضائعات"، مبينا ان "الضائعات في الشبكة تسبب الهدر في الطاقة والمال العام".
وأضاف، "نحتاج رؤية وجدولاً زمنياً لرفع المحطات الوقتية، حتى تستقر الشبكة الوطنية"، منوها ان "هناك انقطاعات يومية في مغذيات توزيع جهد 11 كي في، تتسبب بإرهاق المواطنين وتذمّرهم، نتيجة كثرة الانقطاعات خلال وقت التجهيز".
*محطة ذي قار
بالمقابل، ترأس وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج باسم محمد خضير اجتماعًا موسعًا أمس الأربعاء 29 مايو/أيار، لمناقشة مشروع توسعة المحطة الكهربائية الحرارية في محافظة ذي قار.
وحضر الاجتماع النائب الأول لرئيس لجنة الطاقة النيابية، وليد السهلاني، والمستشار القانوني الأقدم في مجلس النواب العراقي، هاتف الركابي، والمديرون العامون في التشكيلات النفطية، بالإضافة إلى مدير عام الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية في الجنوب.
ونوقشت خلال الاجتماع تفاصيل مشروع توسعة محطة الطاقة الكهربائية، من خلال تجهيز المحطة بـ25 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، بالإضافة إلى استعراض الخطوات التنفيذية اللازمة لسير العمل بكفاءة وفعالية.
وركّزت النقاشات على أهمية المشروع بتعزيز البنية التحتية في محافظة ذي قار، وتوفير المزيد من الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات السكان والمشروعات الاقتصادية في المنطقة.
*بماذا ستسهم هذه المحطات؟
من جانبه، أكد وزير الكهرباء زياد علي فاضل، اليوم الخميس، أن مشاريع توزيع وحل الاختناقات ستسهم بتنظيم معدلات التجهيز بين مختلف المناطق، لافتاً الى أن مشاريع نقل الطاقة أنجزت خلال أقل من سنة واحدة.
وقال فاضل في كلمة له بمناسبة إعلان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني افتتاح وتشغيل 200 محطة لنقل وتوزيع الكهرباء، إن "محطات نقل وتوزيع الكهرباء التي افتتحت اليوم، توزعت بواقع 152 محطة توزيع ونقل الطاقة في عموم المحافظات العراقية، بدءاً من الشمال الى الجنوب، ومشاريع حل اختناقات نقل الطاقة بمعدل 48 مشروعاً بين محطات وخطوط النقل".
وأضاف، أن "هذه المشاريع سوف تسهم بحل الاختناقات في مناطق مختلفة بعموم العراق، ورفع استقرار وتنظيم معدلات التجهيز بين المناطق المختلفة وإعطاء التجهيز بفولتية مستقرة والتخلص من مشاكل الانطفاءات أثناء ساعة التجهيز"، مبيناً أن "متابعة رئيس الوزراء ومنحنا التخصيصات اللازمة، تم إنجاز هذه المحطات خلال أقل من سنة واحدة".
*11 توجيها من وزير الكهرباء
تُعد الكهرباء في العراق من أكبر التحديات التي تواجه حكومة بغداد في ظل استمرار انقطاعات التيار بالعديد من المحافظات، والتي تصل أحيانا لـ10 ساعات يوميًا.
وأصدر وزير الكهرباء زياد علي فاضل، مؤخرًا، 11 توجيهًا لتحقيق استقرار إمدادات الطاقة في بغداد والعديد من المحافظات.
وشدد فاضل على نجاح وزارته في تحقيق زيادة بالإنتاج عمّا كان عليه الوضع في الصيف الماضي، ما يسهم في استقرار التجهيز، إلّا أنه ما يزال هناك ضعف في التزود بالكهرباء لعدد من المناطق.
وبيّنَ أنه مع ارتفاع درجات الحرارة "سنتأكد من جدّية ما عملنا عليه من معالجة الاختناقات وتأهيل شبكات التوزيع، وتعزيز المنظومة بمعالجات سريعة لأحمال المغذيات العالية، والاستنفار التام لحين انتهاء الصيف، وسرعة استجابة مراكز الشكاوى لمعالجة الأعطال".
وحدد وزير الكهرباء من عدد من المحاور الرئيسة التي يجب على الشركات التابعة لوزارته العمل عليها خلال المدة المقبلة، تتمثل في موازنة الأحمال وتحقيق عدالة التوزيع، وتدوير مناولة الذبذبة على المغذيات دوريًا للمحافظة على المنظومة والتجهيز، وتوفير المواد والمعدّات اللازمة للشبكة الكهربائية في قطاعات ومراكز الصيانة، وعدم تحميل المواطنين أيّ تبعات، ورفع جداول رسمية بالمغذيات ذات الأحمال العالية، ومعالجتها فورًا، وربط المحطات المتنقلة والمغذيات الجاهزة بخانات المحطات.
وتضمنت التعليمات أيضًا التنسيق بشكل عالٍ مع دوائر البلدية، للعمل على فك الاختناقات ونصب المحطات بمراكز الأحمال، وتشكيل خلية طارئة لمتابعة مواقف الشبكة وساعات التجهيز في جميع مناطق بغداد، والتشديد على مراكز شكاوى المواطنين بالتعامل السريع مع الشكاوى الواردة، ورسم خريطة فنية بين دوائر التوزيع والنقل، لتلافي عدم تحقيق السعات والإتاحات الملائمة، وتأمين الكهرباء لطرق فك الاختناقات المرورية، والمستشفيات ومشروعات المياه والصرف الصحي، مع جاهزية المخازن على مدار اليوم لتأمين الدعم اللوجستي للصيانات.
*استقرار كميات الغاز الإيراني
بدورها، أكدت وزارة الكهرباء انتظام واستقرار كميات الغاز الإيراني المورّد إلى العراق، بعد العقد الموقّع مع طهران لمدة 5 سنوات، لضمان إطلاق الغاز بـ50 مليون متر مكعب يوميًا.
ويصل الغاز الإيراني حاليًا بانتظام إلى العراق، إذ يذهب 32 ألف متر مكعب للمنطقة الوسطى، و10 آلاف متر مكعب للمنطقة الجنوبية يوميًا.
واعترف وزير الكهرباء، مؤخرًا، بوجود عجز كبير يفوق 50% من إجمالي إنتاج المحطات حاليًا، على الرغم من الخطط الرامية إلى تأمين التيار للمواطنين في غالبية المحافظات.
وكشف أن إجمالي عجز الكهرباء في العراق يصل إلى نحو 13 ألف ميغاواط، موضحًا أنه على الرغم من ارتفاع معدّل إنتاج الكهرباء بنحو 4 آلاف ميغاواط إلى 24 ألف ميغاواط، فإن هناك حاجة لبذل المزيد من أجل تحسين ساعات تجهيز الطاقة للمواطنين.
وأوضح أن معدل تجهيز الكهرباء (ساعات استدامة التيار) ارتفع في العديد من المحافظات العراقية بنسب تجاوزت 26% في عدد من المحافظات، و36% لبعضها الآخر.
*أحمد موسى يستعرض الاستعدادات للصيف
يوم أمس، استعرض المتحدث باسم وزارة الكهرباء جانباً من استعدادات الصيف والقلق حيال توقف إمدادات الغاز، مؤكداً وجود “تطمينات” بهذا الشأن، لكنه كشف أرقاماً صادمة حول جباية الأجور من المستهلكين، حيث لا تحصل الحكومة من “عدادات” المنازل (الميتر) والمباني الأخرى إلا على 2 تريليون دينار، بينما المفروض أن يكون المبلغ 4 تريليونات، أي أن نصف المستهلكين لا يدفعون ما بذمتهم وكأن الخدمة المكلفة “مجانية”، بينما كان أبرز المتلكئين في الدفع وزارة الصحة والقوات المسلحة.
وقال موسى في لقاء متلفز تابعته شبكة انفوبلس، "هنالك أكثر من 46% من الكهرباء نعتبرها ضائعة لأن فواتيرها لا تجبى من المستهلكين، حتى أن ربطها غير نظامي".
وأضاف، "الربط غير النظامي تتورط به حتى المؤسسات الحكومية. فهنالك 15 ألف منشأة حكومية كهرباؤها مربوطة بصورة غير نظامية. شخصنا هذا “الثقب الأسود” وبدأنا ننصب جباية مركزية وذاتية حالياً بالتعاون مع وزارة التربية والدوائر الأخرى، وذلك لتقليل الضياعات الموجودة".
وتابع متحدث وزارة الكهرباء، "لدينا في ذمة أمانة بغداد والصحة والدوائر العسكرية ودائرة الماء والمجاري نحو 88 مليار دينار عراقي".
وأكمل، "بدأنا ننسق مع الجهات المعنية وبدأنا نتفق على آلية الجبايات، فبعض المولات ربطت على خطوط الكهرباء الوطنية بصورة مباشرة، في حين يجب على صاحب المكان أن ينصب محولة خاصة".
وبيّن، أن "مبلغ الجباية السنوية حالياً في العراق هو 2 ترليون تحصل عليها وزارة الكهرباء، بينما المفترض أن تحصل على 4 ترليونات أي ضعف المبلغ".
وختم موسى حديثه بالقول، "هناك وعود وتعهدات أن الغاز المستورد لمحطات الكهرباء لن يتعرض للقطع خلال السنة الحالية".