أوبك بلس تخفض الإنتاج والنفط المهرب جزء من حصة العراق.. هكذا استقوت "ابيكور" بالخارجية الأميركية
انفوبلس/ تقارير
ما زالت تداعيات انخفاض أسعار النفط تلقي بظلالها على العراق، وما فاقم الأزمة هو قرار أوبك بلس تخفيض الإنتاج وبذلك سوف يخفض العراق بحدود ٢٠٠ الف برميل يومياً، لكن ثمة تساؤلات وراء ذلك القرار والتخفيض لعل أبرزها، هل سيكون النفط المهرب عن طريق الإقليم جزءاً من حصتنا في أوبك بلس؟ وكيف استقوت "أبيكور" بالخارجية الأميركية وعاودت المطالبة بالضغط على بغداد لاستئناف تصدير نفط الإقليم؟ إليك تفاصيل القضية وأبرز ما تم تمريره سراً في هذا الملف.
تخفيض الإنتاج العراقي
في الأسبوع الماضي، كشفت وزارة النفط عن تخفيض صادرات العراق النفطية إلى 3.3 مليون برميل يومياً، بدءاً من 27 آب/ أغسطس عام 2024.
وكشف بيان للوزارة ورد لشبكة انفوبلس، أن القرار جاء في إطار التزام العراق بقرارات مجموعة "أوبك بلس"، "وتماشياً مع ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الأمين العام لمنظمة أوبك الأخيرة إلى بغداد".
ويشمل القرار أيضا تقليص الاستهلاك المحلي للنفط.
وفي خطوة إضافية، وافق العراق على تمديد تخفيض الإنتاج الإضافي البالغ 2.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية نوفمبر 2024، بالتعاون مع الدول السبع الأخرى الأعضاء في مجموعة أوبك بلس.
ووفقاً للاتفاق، ستبدأ العودة التدريجية للإنتاج من 1 ديسمبر 2024، وستستمر حتى نوفمبر 2025، مع إمكانية تعديل هذه التعديلات حسب الضرورة.
ويهدف هذا الإجراء إلى تحقيق التوازن والاستقرار في سوق النفط العالمية.
العراق سيخفض بحدود ٢٠٠ ألف برميل يومياً
وفق اقتصاديين عراقيين، فإن أسعار النفط بهبوط مستمر ليصل إلى ما دون الـ 71$ دولارا للبرميل (برنت) وعلى ذلك قررت أوبك بلس تخفيض الإنتاج للمساعدة برفع الأسعار، وبذلك فالعراق سوف يخفض بحدود ٢٠٠ ألف برميل يومياً.
ولفت هؤلاء، إلى أن السبب الرئيسي لانخفاض أسعار النفط هو قلة الطلب العالمي تحسباً لركود اقتصادي عالمي في المستقبل والترقب الحاصل عالمياً بين انتخابات مهمة في أمريكا نهاية السنة وحروب حول العالم.
وترقب تخفيض أسعار الفائدة في الدول الرئيسية مثل الصين وبريطانيا والاتحاد الأوروبي المتوقع في الفصل الرابع من هذه السنة والسنة القادمة، لذلك عالميا هي فترة ترقب، مما انعكس على الاستهلاك العالمي.
أما عراقياً، فيؤكد الاقتصاديون أن العراق لا يملك غير النفط وهو دولة مستهلكة باعتماد يتجاوز الـ ٩٠ بالمية على الإيرادات النفطية.
وتابعوا، "كما أن الموازنة قائمة على حساب سعر برميل ٧٠ دولارا وتصدير ٣،٥ مليون باليوم".
وأكملوا، "الكل يعرف المشكلة في الدولة الريعية، والكل يعرف الحلول ولكن تُنسى حينما تكون الدنيا (گمرة وربيع) والنفط سعره عال وننسى أنه سوف تهبط الأسعار مثلما يحصل دائما".
النفط المهرب جزء من حصتنا في أوبك بلس.. هل انهزم العراق أمام أبيكور؟
تقصت شبكة انفوبلس تداعيات التخفيض آنف الذكر، وتوصلت إلى مجموعة من الآراء لعل أبرزها رأي الخبير في الشأن النفطي حمزة الجواهري الذي أكد بأن منظمة أوبك طلبت من العراق احتساب كميات النفط المهربة من حقول إقليم كردستان ضمن حصته التصديرية المقررة في السوق العالمية.
وقال الجواهري في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن “الأمين العام لأوبك أثار هذا الموضوع خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد”، مشيراً إلى أن “الكميات المهربة تقدر بحوالي 220 ألف برميل يومياً”.
وأضاف، إن الحكومة العراقية ردت بأن “التهريب يتم من مناطق لا تخضع لسيطرتها".
وبيّن، إن تحالف الشركات المنتجة للنفط في الإقليم “أبيكور” رفض تعديل العقود بما يتماشى مع الدستور العراقي وقرارات المحكمة الاتحادية العليا ومحكمة باريس.
وأوضح، إن “الشركات لجأت إلى الولايات المتحدة لممارسة نفوذها عبر أعضاء الكونغرس للضغط على الحكومة العراقية للإبقاء على العقود دون تعديل".
وأشار الجواهري إلى، أن الكثير من التفاصيل المتعلقة بالعلاقات النفطية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية “تبقى طيّ الكتمان ولا تُعرض للعلن".
وتُتهم حكومة الإقليم بتسهيل عمليات تهريب النفط من الحقول الخاضعة لسيطرتها وتصديرها إلى خارج العراق، وهو أمر يمثل خرقًا لاتفاقات أوبك بلس بشأن سياسة تصدير النفط. وينتقد مختصون وسياسيون صمت الحكومة الاتحادية عن عمليات التهريب رغم علمها بطرق تهريبه وأماكن تصديره.
استقواء أبيكور بالخارجية الأميركية
كما أن تجمع شركات النفط العاملة في كردستان (ابيكور) استقوت بزيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الطاقة جيفري بايت وعاودت المطالبة بالضغط على بغداد لاستئناف تصدير نفط الإقليم وتوقيع اتفاقية تنص على "دفع قيمة الصادرات السابقة والمستقبلية" لهذه الشركات.
وقال مايلز كاجينز، المتحدث الرسمي باسم رابطة صناعة النفط في كردستان (العقيد السابق في الجيش الامريكي)، إن "زيارات السفير بايت إلى كل من بغداد وأربيل تؤكد أهمية العمل الفوري لاستعادة الصادرات عبر خط الأنابيب بين العراق وتركيا".
آلية تهريب النفط العراقي عبر كردستان
في حديث آخر له، كشف الجواهري، عن طريق تهريب النفط العراقي وسعره الذي يباع فيه.
وقال الجواهري في حديثه الذي تابعته شبكة انفوبلس، إن "تهريب النفط العراقي أصبح أمرا معروفا ومكشوفا لدى الجميع وهذا النفط يُهرب عبر إقليم كردستان إلى أفغانستان". مبينا، أن "النفط العراقي المهرب لن يباع في السعر العالمي ويكون سعره أقل من 40 دولارا ".
وأضاف، إن "هذا الأمر لن يدفع الى عقوبات دولية تجاه العراق بسبب هذا التهريب"، مستدركا بالقول "لكن أوبك طلبت من العراق تخفيض الإنتاج بواقع 250 ألف برميل بسبب عدم قدرة العراق على ضبط حدوده وإيقاف عمليات التهريب".
وبين، إن "لجنة النفط والغاز البرلمانية لديها اطلاع على كافة عقود النفط والغاز مع الشركات النفطية المحلية والأجنبية، خاصة أن تلك العقود ليست سرية، وهي متابعة من قبل مجلس النواب وباقي الجهات الرقابية المختصة الأخرى".
كما يشهد إقليم كردستان عمليات يومية لتهريب النفط إلى تركيا، ويأتي ذلك وسط تساؤلات عن حجم هذه التجارة السرية. وبحسب وكالة رويترز البريطانية، ربما تدرُّ هذه التجارة ملايين الدولارات شهريا.
أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب
في النهاية، عدّلت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" توقعاتها الشهرية لنمو الطلب على النفط خلال العام الجاري بالخفض إلى نحو مليوني برميل يوميا.
وقالت "أوبك" في تقريرها الشهري، إن نمو الطلب على النفط لا يزال أعلى من المستويات البالغة 1.4 مليون برميل يوميا والمسجلة قبل جائحة كوفيد-19.
وأضافت، إن التعديل الطفيف في توقعاتها بالخفض بواقع 80 ألف برميل يوميا يأتي نتيجة مراجعة بيانات فعلية منذ بداية العام الجاري.
وبينت، إن الطلب من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سينمو خلال العام الجاري بواقع 100 ألف برميل، بينما سينمو الطلب من الدول خارج المنظمة بواقع 1.9 مليون برميل يوميا.
كما عدلت أوبك من توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025 بخفض طفيف، بنحو 40 ألف برميل يوميًا فقط، إلى 1.7 مليون برميل يوميًا.
وأوضحت في تقريرها، إن الطلب من خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيقود نمو الطلب على النفط في العام المقبل.
وتابعت، إن المعروض العالمي من النفط من الدول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها "أوبك+" سينمو في 2024 بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، دون تغيير عن تقييم الشهر الماضي.
كما أبقت أوبك على توقعاتها لنمو المعروض النفطي من خارج "أوبك+" في 2025 دون تغيير عند 1.1 مليون برميل يوميا.
وذكر التقرير، إن إنتاج دول تحالف أوبك+ قد تراجع بنحو 304 آلاف برميل يوميا في أغسطس، ليسجل 40.66 مليون برميل يوميا.