اتهامات تطال هيبت الحلبوسي بامتلاك مصفيين في الانبار والجنوب بضمان قطعا من مصفى بيجي.. هل يُغلَق ملف السرقة "المعقد"؟
انفوبلس/ تقارير
بعد توقف دام لأكثر من 10 سنوات، عادَ مصفى بيجي إلى العمل بعد تأهيله، لكن التساؤلات لا زالت قائمة، هل ستُغلق هذه العودة ملف سرقة البنية التحتية فيه؟ وما هو الدور الخفي الذي مارسه رئيس لجنة النفط والغاز النيابية هيبت الحلبوسي بهذه القضية التي تتبعتها انفوبلس ووصلت إلى أن الحلبوسي متهم بامتلاك مصفيين أحدهما في الجنوب والآخر في الأنبار بضمان قطعاً من مصفى بيجي، فما تفاصيل ذلك؟ وماذا عن السارق الكردي الذي "دافع" عنه هيبت بطريقة مبطنة؟
*عودة مصفى بيجي للعمل
يوم أمس، افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مصفى الشمال في بيجي.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان مقتضب أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح مصفى الشمال في بيجي بعد إعادة تأهيله، وتوقف دام أكثر من 10 سنوات".
وقال السوداني في كلمته خلال الافتتاح، إن "العراق مع إنتاجه لأكثر من 4 ملايين برميل يومياً، مازال يستورد المشتقات النفطية، وهي سياسة كانت قائمة طيلة عقود، مردفا بالقول، إنه: مع هذا المنجز نحن نقترب من تأمين كامل احتياجات البلد من المشتقات، في موعد أقصاه منتصف العام المقبل، وقد يفاجئنا الأبطال قبل هذا الموعد".
كما أشار السوداني إلى أن مليارات الدولارات سيجري توفيرها ورصدها لجوانب خدمية واقتصادية أخرى عبر التوقف عن استيراد المشتقات النفطية، وهذا هو الإصلاح الحقيقي.
*هل يُغلَق ملف سرقة البنية التحتية في المصفى؟
لا يبدو أن ملف سرقة معدات مصفى بيجي ستُغلَق بسهولة حتى بعد إعادة تشغيله، فبعد زيارة رئيس الوزراء له ورئيس لجنة النفط والغاز هيبت الحلبوسي تفجّرت القضية مجددا، بعد تأكيدات بتورط الأخير – أي هيبت الحلبوسي – بهذه السرقة، وهو ما كشفه الصحفي الانباري أزهر شلال الذي طالب رئيس الوزراء بالتحقيق في ذلك.
وليس أزهر فحسب، بل إن مصادر سياسية رفيعة أكدت تورط الحلبوسي هيبت بسرقة أجزاء من معدات مصفى بيجي ثم بيعها إلى تاجر في أربيل وما برهن ذلك هو مدافعة هيبت عن هذا التاجر كما ستفصل الموضوع انفوبلس في الأسطر القادمة.
*مصفى في الأنبار وآخر في الجنوب
وفي خضم كل ذلك، يواجه هيبت الحلبوسي تُهماً بامتلاكه مصفيين أحدهما في جنوب العراق والآخر في الأنبار بضمان قطعاً من مصفى بيجي.
وبهذا الصدد قال الصحفي الأنباري أزهر شلال، "بما أن رئيس الوزراء مهتم بشأن تهريب النفط والاستيلاء على مصفى البيجي وسرقته وكذلك خرج بنا أمس مدح (هيبت الحلبوسي) مسؤول تفكيك المصفى ورئيس لجنة الطاقة والغاز نطالب السيد رئيس الوزراء بالكشف عن هذا المصفى التابع إلى السيد (الحلبوسي) والذي يعود قطع المصنع إلى مصفى بيجي أيضا ويحمل أرقاما مثبتة في وزارة النفط والتي تخص مصفى بيجي أيضاً.
وأكد، أن "هذا المصفى حاليا يُدار من قبل الإرهابي شجاع الحلبوسي شقيق النائب هيبت الحلبوسي الذي أعاد جزءاً من المصفى لكن الجزء الثاني هو يعمل الآن في هذا المصفى ومصفى آخر في الجنوب".
*ماذا عن السارق الكردي؟ وكيف "دافع" عنه هيبت؟
وبالحديث عن السارق الكردي، كان لهيبت الحلبوسي تصريحا بهذا الشأن عدّه مراقبون بالدفاع عن "التاجر" الذي سرق قسماً من أجزاء المصفى واشترى القسم الآخر من الحلبوسي، حيث قال الأخير، إن "التاجر المشتري لمعدات مصفى بيجي غير مرتبط بأي حزب، مشيراً إلى أن العملية تمت بناءً على وصية التاجر التي تركها بعد وفاته".
وقال الحلبوسي آنذاك، "تم تفكيك بعض أجزاء مصفى بيجي خلال عمليات التحرير من داعش، كما نهبت قطع غيار موجودة في مخازن المصفى، وتم إيصالها إلى مناطق في إقليم كردستان سواء في السليمانية أو أربيل، واشتريت من قبل تاجر وضح لنا تفاصيل ذلك لكنه توفي، فبادر شقيقه من خلال وصيته التي أبقاها في القاصة، واتفقوا في اجتماع عائلي على إرجاع هذه المواد والمعدات الموجودة في المخازن على أطراف أربيل إلى الحكومة العراقية".
*الجميلي: من سرق مصفى بيجي هو الحلبوسي وشلّته من تنظيم داعش
لقد نشر الصحفي الانباري أزهر شلال الجميلي الصورة أعلاه على حسابه في منصة أكس وعلّق عليها بالقول: "يوم بعد يوم أثبت ان معلوماتي صحيحة والفضل لله وهذا دليل على من سرق مصفى بيجي هو (الحلبوسي) وشلته من تنظيم داعش الارهابي ونسيبهم (الفراجي)".
*عصابة الحلبوسي لتهريب النفط
ويؤكد الجميلي، إنه "تم إلقاء القبض على عصابة (تهريب النفط) التي يديرها النائب عن حزب تقدم (هيبت الحلبوسي) رئيس لجنة الطاقة والغاز في البرلمان العراقي، ومساعده (ياسر رشيد مهنا العلواني) معاون محافظ الأنبار الإداري حاليا - مدير شركة توزيع المنتجات النفطية/ مدير قسم التوزيع".
ويبين، إن "الاعترافات سُجلت في الأنبار بالتعاون مع محافظة صلاح الدين بعد تشكيل لجنة متابعة من مكتب الوزير ووكالة الاستخبارات ووكالة الوزارة لشؤون الأمن الاتحادي التي ضبطت معملا واحدا فقط يهرب بالشهر ٨ ملايين لتر وعلى إثرها أوقفت اليوم 230 معملاً مزوراً (وهمياً) تابعاً لنفس النائب، ويتم تهريب النفط الأسود من قبل هذه العصابة منذ ثماني سنوات بتغطية من رئيس البرلمان السابق (محمد ريكان الحلبوسي) رئيس حزب تقدم الذي تنتمي إليه هذه العصابة".
*سرقة نفط الجنوب
وتابع الجميلي، "هناك تعاون مع قادة داعش الإرهابي وشجاع عباس الحلبوسي شقيق هيبت الحلبوسي المسؤول عن نقل المشتقات النفطية وتفكيك مصفى بيجي وإنشاء مصفى الرمادي الأهلي التابع لنفس النائب الذي يُزوَّد من النفط الأسود من حقول النفط في الجنوب بتزوير معامل وهمية من الاسفلت والجص ويصل التجهيز إلى ما لا يقل عن 25 مليون لتر في الشهر ويُهرب بعد ذلك إلى إقليم كردستان وخارج القطر".
*ماذا يفعل الحلبوسي مع مدير شركة تعز؟
وقبل مدة قليلة، تم تسريب صورة للنائب هيبت الحلبوسي ـ رئيس لجنة النفط والطاقة النيابية ـ مع مدير شركة تعز مصطفى إياد الجمالي في دبي.
واللافت، أن صاحب شركة تعز عليه مذكرات قبض وتحرٍّ من قبل القضاء، وفق المادة 444 والمادة 452 من قانون العقوبات العراقي.