ارتفاع أسعار النفط عالميا بسبب العواصف.. والموازنة العراقية قد تشهد فائضا بعد أن كانت تتوقع عجزا
انفوبلس/..
ارتفعت أسعار النفط، في اليومين الماضيين، وسط مخاوف بشأن الإمدادات جراء عاصفة مدارية تتجه نحو ساحل الخليج الأميركي، مما حدّ من التشاؤم إزاء احتمال أن يؤدي أي رفع جديد لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى تقويض الطلب.
وبحلول الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام برنت إلى 85.05 دولارا للبرميل، قبل أن يقلص مكاسبه قليلا، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 80.67 دولارا للبرميل.
وضربت العاصفة (إداليا) غرب كوبا، أول أمس الاثنين، وتحولت إلى إعصار في وقت كانت تتجه فيه صوب فلوريدا، ومن المرجح أن تتسبب العاصفة في انقطاع التيار الكهربائي، وقد تؤثر على إنتاج النفط الخام في الجانب الشرقي من ساحل الخليج الأميركي.
ويترقب المستثمرون بيانات مهمة عن الاقتصاد الأميركي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري من شأنها أن تساعد في تحديد مسار أسعار الفائدة هذا العام والعام المقبل.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، الجمعة، الماضية إن البنك قد يتعين عليه رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لتهدئة التضخم.
وتقلل زيادة أسعار الفائدة من فرص نمو النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة في أكبر اقتصاد في العالم.
وسينصبّ التركيز هذا الأسبوع على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة المقرر صدوره يوم الخميس وبيانات الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس/ آب الجاري يوم الجمعة المقبل.
تعافي الطلب الصيني على النفط
ولا يزال المستثمرون قلقين بشأن التعافي الاقتصادي في الصين، وكذلك إزاء الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلكيه في العالم.
وقالت شركة سينوبك -أكبر شركة لتكرير النفط في الصين- إن طلب البلاد على الخام خلال النصف الثاني من العام الحالي سينمو بوتيرة أبطأ من وتيرة النمو خلال النصف الأول.
وعلى هامش تعاملات أمس الثلاثاء، حققت أسعار النفط الخام ارتفاعا واضحا، وسط المخاوف المتزايدة من نقص إمدادات النفط داخل الأسواق، وذلك بعد أن ضربت العاصفة الاستوائية إيداليا غرب كوبا، والتي قد تؤثر على إنتاج النفط من ساحل خليج المكسيك أثناء توجهها نحو فلوريدا في الولايات المتحدة، بجانب تراجع إنتاج نيجيريا من النفط الخام إلى 1.22 مليون برميل يوميا.
وإلى جانب ذلك، ارتفعت أسعار النفط مستفيدة من تحسن حالة الأسواق باحتمالية تعافي الطلب الصيني على النفط خلال الفترة المقبلة، وبخاصةً بعد أن اتخذت الصين- ثاني أكبر مستورد لخام النفط عالميا- خطوات جديدة لدعم وتعزيز ثقة المستثمرين.
أسباب صعود أسعار النفط
من ناحية العرض، فقد شهدت أسعار النفط ارتفاعا قويا أثناء التعاملات باليومين الماضيين، في ظل حالة التخوف من احتمالية نقص المعروض النفطي بالأسواق، بفعل العاصفة الاستوائية إيداليا التي ضربت غرب كوبا، وكانت بمثابة إعصار تقريبا، وذلك أثناء توجهها نحو فلوريدا داخل الولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، الذي بدروه قد يؤدي إلى نقص إمدادات خام النفط من ساحل خليج المكسيك والذي يمثل نحو سدس إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام وينتج حوالي 2 مليون برميل يوميا، وهذا عزز من صعود أسعار النفط.
وارتفعت أسعار النفط الخام بشكل ملحوظ خلال تداولات اليوم، في ظل المخاوف من نقص المعروض النفطي من نيجبريا في الأسواق، حيث كشف مكتب الإحصاءات النيجيري، بأن متوسط إنتاج البلاد من النفط انخفض بنسبة 14.69% على أساس سنوي ووصل إلى 1.22 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الجاري 2023، من 1.43 مليون برميل يوميا بالربع الثاني من العام الماضي، بما ساهم في ارتفاع أسعار النفط.
أما من ناحية الطلب، فعلاوة على ذلك، ساهمت القرارات التي اتخذتها الحكومة الصينية لتعزيز ودعم النمو الاقتصادي في صعود أسعار النفط خلال التعاملات، حيث أعلنت وزارة مالية الصين بأنها ستقوم بتخفيض الضريبة المفروضة على تداول الأسهم داخل سوق الأسهم الصينية، وبهذا الشأن، أوضحت السلطات الصينية بأن تلك الإجراءات الجديدة تأتي ضمن الجهود الحكومية لدعم وتنشيط التعاملات وتعزيز ثقة المستثمرين، وهذا عزز التكهنات حول احتمالية تعافي الطلب الصيني على النفط خلال الفترات المقبلة، بما انعكس إيجابيا على تداولات أسعار النفط.
ويعود التأثير الطفيف للإعصار لورا إلى أن السوق تحسبت بالفعل للأضرار المتوقعة، وخصمت منذ بداية أنباء الإعصار ما يصل إلى 1.56 مليون برميل يومياً من الإنتاج الأميركي منذ الثلاثاء، توازي 85 في المئة من إنتاج النفط من خليج المكسيك. وذلك بعد ما أغلقت شركات الإنتاج أكثر من 300 منشأة، من منصات إنتاج بحري وغيرها، في المنطقة وكذلك أوقفت 9 مصافٍ، وأَخلَت العاملين كافة في تلك المنشآت. وتُكرِّر تلك المصافي ما يصل إلى 3 ملايين برميل من الخام الذي يتحول لمشتقات أهمها البنزين، يمثل إنتاجها نحو 15 في المئة من عمليات التكرير للخام في الولايات المتحدة.
وغالباً ما تؤدي الأعاصير التي تضرب ساحل لويزيانا - تكساس إلى تعطل عمليات إنتاج النفط والغاز من الحقول البحرية الأميركية في خليج المكسيك، كما تؤدي إلى إغلاق مصافي التكرير وخطوط نقل الخام والمشتقات وسلاسل إمداد مصانع البتروكيماويات مع إغلاق المنشآت وإجلاء العاملين فيها تحسباً للأضرار التي غالباً ما تؤدي إلى وفيات وإصابات في حالة شدة الأعاصير.
ومع معدل تصدير للولايات المتحدة هذا العام عند 3 ملايين برميل يومياً من النفط الخام و5 ملايين برميل يومياً من المشتقات المكررة، فالتوقع المنطقي أن يكون تأثير إغلاق عمليات الإنتاج والتكرير البحرية في خليج المكسيك كبيراً ليس على السوق الأميركي فحسب، بل على سوق الطاقة العالمي ككل.
موازنة العراق بين العجز والفائض
وكانت احتمالية انخفاض أسعار النفط وتأثيرها على الموازنة العامة، هاجسا يدور مع التوقعات الاقتصادية للسنوات المقبلة التي تم إقرار موازناتها، حيث إن مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية للعام 2023 الذي تم إقراره وتشريعه، اعتمد سعر برميل نفط قدره 70 دولارا بغية تقييم الإيرادات النفطية في الموازنة المذكورة.
واحتمالات انخفاض أسعار النفط الى ما دون 70 دولارا للبرميل من النفط العراقي المصدَّر بحسب ما كان متوقعاً، وهو أمر سيوسع لا محالة من فاتورة العجز المخطط في الموازنة العامة الاتحادية المقدرة حاليا بنحو 63 ترليون دينار، وربما قد يرفع العجز الى معدلات قياسية أخرى مضيفا ما بين 8-16 تريليون دينار الى رصيد العجز المذكور في حال بقاء النفقات على وضعها المقدَّر الراهن، ولاسيما بلوغ متوسط سعر برميل النفط المصدر بين 60-65 دولارا للبرميل الواحد.
ووافق البرلمان العراقي على ميزانية أعوام 2023-2025، وتبلغ 198.9 تريليون دينار (153 مليار دولار)، تشمل إنفاقا قياسيا على فاتورة أجور حكومية متزايدة ومشروعات تنمية تهدف لتحسين الخدمات وإعادة بناء البنية التحتية التي دمرها الإهمال والحرب.
ووفقا لمشرّعين ووثيقة ميزانية يُقدر عجز الميزانية بنحو 64.36 تريليون دينار عراقي، وهو مستوى مرتفع على نحو قياسي ويبلغ أكثر من مثلي آخر عجز ميزانية مسجل في 2021.
وقال مشرعون إن الميزانية تستند إلى سعر نفط 70 دولارا للبرميل وتوقعات بتصدير 3.5 ملايين برميل نفط يوميا، منها 400 ألف برميل يوميا من إقليم كردستان.