البنزين المدعوم.. لماذا تخسر النفط 1.6 مليار دينار يوميًا لصالح الأغنياء؟
انفوبلس/..
تقترب وزارة النفط من تعميق خسائرها وتستمر باستحداث "استثمارات خاسرة" غير مفهومة بالنسبة للاقتصاديين، ولا سيما في مسألة البنزين، حيث من المتوقع أن تبلغ خسائر وزارة النفط جراء دعم البنزين إلى أكثر من 1.6 مليار دينار يوميًا، بعد دخول الصنف الثالث من البنزين السوبر، وبينما يمكن تفهم دعم البنزين العادي كونه ينتج داخل العراق ولا يتمّ استيراده وأيضًا لكون زبائنه من الفقراء، إلا أنّ دعم البنزين المحسن وشمول السوبر بالدعم الحكومي أيضًا أمر مستغرب، بحسب المختصين.
يستورد العراق البنزين المحسن بواقع نحو ألف دينار للتر الواحد ويبيعه بـ650 دينار للتر الواحد
ولا تتجاوز نسبة استخدام البنزين المحسن والسوبر بحسب المتوقع أكثر من 13% من الاستخدام الكلّي للبنزين في العراق، فبحسب تصريحات سابقة لمسؤوليين في النفط، فإنّ نحو 3 ملايين لتر يوميًا يستخدم كبنزين محسن من أصل 29 مليون لتر يوميًا استخدام كلّي للبنزين.
ومن المعروف أن الاستخدام الأكبر للبنزين العادي لم يأت بسبب جودته، بل بفعل رخص سعره، حيث أن سعر لتر البنزين العادي يبلغ 450 دينارًا للتر الواحد، أما المحسن فيبلغ 650 دينارًا للتر الواحد، وبالرغم من هذا الفارق البسيط بين العادي والمحسن والبالغ 200 دينار لكل لتر، إلا أنّ الفارق بين عدد مستخدمي العادي والمحسن كبير جدًا، للدرجة أنّ كميات البنزين التي تباع يوميًا في العراق 10% منها فقط تباع كبنزين محسن.
وفق ذلك، فإنّ البنزين السوبر الذي طرح في المحطات وبسعر ألف دينار للتر الواحد، من المتوقع أن لا يجد زبائن وسيكون عدد مستخدميه أقل بكثير من مستخدمي البنزين المحسن، وذلك بفعل السعر الباهظ للتر البنزين السوبر، ومن المؤمل أن لا تتجاوز كمية مبيعاته يوميًا المليون لتر أو أقل، مقارنة بـ3 ملايين لتر بنزين محسن، وأكثر من 25 مليون لتر بنزين عادي يوميًا.
يستورد العراق البنزين المحسن بواقع نحو الف دينار للتر الواحد، ويبيعه بـ650 دينار للتر الواحد، ما يعني أنّ وزارة النفط تخسر في اللتر الواحد قرابة 400 دينار، وبما أنّ مبيعات البنزين المحسن تبلغ 3 ملايين لتر يوميًا، فهذا يعني أن وزارة النفط تخسر أكثر من 1.2 مليار دينار يوميًا، يعتقد الخبراء والمراقبون أنها دعم لـ"جيوب الميسورين"، حيث أنّ الدعم يجب أن يبقى للبنزين العادي فقط الذين يجبرون على شراء هذا البنزين الرخيص.
ولم تكتف وزارة النفط بدعم "بنزين الميسورين"، بل تتوجه لدعم "بنزين الأغنياء"، حيث أوضح مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية حسين طالب، في تصريح تابعه "ألترا عراق"، أنّ "سعر اللتر الواحد من البنزين السوبر سيكون 1000 دينار، مع توفر الدعم الحكومي بقيمة 400 دينار، باحتساب سعر استيراده 1.400 دينار"، مبينًا أنّ "السعر خاضع للمراجعة الدورية بحسب تطورات ومتغيرات أسعار السوق العالمية".
وتتفق الأوساط الشعبية والمختصون، بأنه لن يستطيع استخدام هذا البنزين سوى "الأغنياء" نظرًا إلى سعره المرتفع، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن جدوى شمول هذا الصنف من البنزين بالدعم الحكومي، حيث أنه من المتوقع أن تبلغ خسائر وزارة النفط جراء استيراد وبيع البنزين السوبر بسعر مدعوم، قرابة 400 مليون دينار يوميًا.
وبذلك، سيكون مجمل ما تخسره وزارة النفط، أكثر من 1.6 مليار دينار يوميًا، جراء بيع البنزين المحسن والسوبر أقل من أسعارها بنحو 400 دينار لكل لتر واحد، لتبلغ الخسائر السنوية جراء "دعم الأغنياء"، نحو 590 مليار دينار أي أكثر من نصف تريليون دينار سنويًا.