العراق يصافح الصين بمجال الطاقة المتجددة وعينه ترنو لتحقيق 12 جيجا واط في 2030.. استفزاز غربي لمنعه
انفوبلس/ تقارير
شهدت الطاقة الشمسية والرياح في الصين تطورا كبيرا على مدار الأعوام الـ15 الماضية، لتصبح البلاد رائدة في ذلك المجال مع احتضان أراضيها نصف إجمالي الطاقة المتجددة المركَّبة على مستوى العالم.
وتوقّع تقرير صادر عن مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور نجاح الصين في تحقيق هدفها لعام 2030، والبالغ 1200 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح قبل ذلك الموعد المحدد بنحو 5 سنوات، في حال بناء وتشغيل المشروعات المحتملة للطاقة المتجددة.
تطور الصين سرعان ما دفع العراق إلى فتح آفاق التعاون معها في مجال الطاقة الشمسية عبر اتفاقات وعقود أُبرمت بين الطرفين لدرجة أن صحيفة المونيتور الأميركية تناولت ذلك التعاون بتقرير أكدت فيه أن الصين حولت الطاقة الشمسية في العراق إلى واقع.
*الصين تحوّل الطاقة الشمسية في العراق إلى واقع
أكد تقرير لصحيفة المونيتور الامريكية، أن الصين حولت الطاقة الشمسية في العراق الى واقع مع استمرار سعي البلاد لتوفير الكهرباء الى مواطنيها حيث التكنولوجيا الصينية الرخيصة في بغداد وكردستان ساعدت على التحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة مع تعميق نفوذ بكين في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر التقرير، أنه "ومع تطور استراتيجية الصين لتغير المناخ، أصبحت الصين سوقا عالميا للطاقة الشمسية، ووفقًا لجون كالابريس الزميل أقدم في معهد الشرق الأوسط، "يمكن أن ينذر بدور أكبر للصين في قطاع الطاقة المتجددة المتنامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة في إنتاج الطاقة الشمسية، حيث إنه وبفضل الصين، أصبحت الطاقة الشمسية في العراق وكردستان العراق حقيقة واقعة على المستويات الحكومية الرسمية وكذلك على مستوى الشركات والأفراد".
*سعي لإنتاج 12 غيغا واط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030
وأوضح التقرير، أن "الحكومة العراقية تسعى الى إنتاج ما يصل الى 12 غيغا واط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030 ، وقد وافق مجلس الوزراء العراقي على مقترح بقيمة 520.23 مليون دولار لإنشاء محطة للطاقة الشمسية في محافظتي المثنى والبصرة بالتعاون مع شركة باور جاينا، كما وضع رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان حجر الأساس لمحطة طاقة شمسية بقدرة 25 ميغا واط ".
وبيّن، أن "السياسات الصينية والطلب المحلي المتزايد مكّن من تحقيق وفورات السعة ودعم الابتكار المستمر في جميع مراحل سلسلة التوريد، مما أدى الى انخفاض التكلفة الناتج إلى أكثر من 80 بالمائة وجعل الصين المصدر الوحيد لمعظم تقنيات الطاقة الشمسية في العالم".
*سبب التوجه نحو الصين
وبين تقرير المونيتور، أن "العجز المزمن لحكومتي العراق وكردستان عن التعامل مع الطلب المتزايد على الكهرباء جعل الطاقة الشمسية مصدرًا بديلاً قابلاً للتطبيق، ونظرًا لأن المواد ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها ويسهل استيرادها من الصين، فقد انتشرت المحطات الشمسية الصغيرة والمتوسطة الحجم، خاصة في التركيب والإمدادات".
واشار الى أن "التقدم الصيني في تكنولوجيا الطاقة الشمسية سيؤدي إلى تغيير سمعة الصين بعدة طرق، مثل زيادة الثقة في التكنولوجيا الصينية الفائقة، كما سيعزز هذا استراتيجية القوة الناعمة للصين، ويوسع نفوذها الاقتصادي".
*إحالة مشروع طاقة شمسية بقدرة 750 ميجا واط في المثنى
في نهاية الشهر الماضي، أعلن مجلس الوزراء عن موافقته على توصية اللجنة المركزية للمراجعة والمصادقة على الإحالة في وزارة الكهرباء المأخوذة في جلستها الثالثة بشأن الدعوة المباشرة المرقمة (2021-7-MEH مشروع نصب محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في محافظة المثنى بقدرة 750 ميجا واط على شركة باور تشاينا Power China.
وتبلغ القيمة الإجمالية للعقد 520,234,202 دولار، وسيتم التنفيذ على مرحلتين بواقع 250 ميجا واط للمرحلة الأولى والتي يجب أن تتضمن التشغيل الكامل للمحطة بحسب الصلاحية المالية الممنوحة الى وزارة الكهرباء بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 361 لسنة 2022، كما تم تفويض وزارة الكهرباء صلاحية استكمال اجراءات الاحالة والتعاقد بعد إقرار قانون الموزان العامة الاتحادية لعام 2023.
يذكر أن شركة باور تشاينا Power China قامت بتوقيع اتفاقية مبادئ لتنفيذ مشاريع طاقة شمسية بقدرة 2000 ميجا واط في العراق في شهر آب عام 2021، على أن يتم تنفيذها على مراحل تشمل المرحلة الأولى منها تنفيذ مشاريع بقدرة 750 ميجا واط.
*اتفاق سنة 2019 بين العراق والصين والضغوط الأمريكية
قبل بدء احتجاجات أكتوبر 2019 ذهب عادل عبد المهدي في زيارة إلى الصين للتوقيع على اتفاقيات تعاون في المشاريع المالية، والتجارية، والأمنية، والإعمارية، والثقافة، والتعليم، والاتصالات. واتفاقيات تعاون بين وكالة "تشينا شور" الصينية ووزارة المالية العراقية. وتم إبرام اتفاقيات في مجالات أخرى مثل: وكالة الفضاء والأقمار الاصطناعية الصينية واتفاقية بين وزارة الداخلية العراقية والأمن العام الصيني وإبرام صفقة بناء مكتبة في جامعة بغداد والتوسع في مجال التعاون الثقافي. بناء على تلك الاتفاقيات المبرمة كان على بغداد بيع 100 ألف برميل نفط للصين وتُحفظ الأموال في صندوق مشترك، كي يتم توفير الضمان للاستثمارات الصينية في العراق بقيمة 500 مليار دولار. فكانت الاتفاقيات محط اهتمام اللجنة الاقتصادية في البرلمان وقد عبّر البرلمانيون بأن اتفاقية "النفط مقابل الإعمار" تحل مشاكل قطاع الإعمار وتساعد على بناء البنى التحتية وشبكة المياه والطرق والجسور، وتأسيس المستشفيات الكبيرة والمدارس والجامعات، والتطور في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في مجال الزراعة والصناعة من ضمنها ميناء فاو.
*الضغوط الأمريكية لإلغاء اتفاق بغداد - بكين
وقد أشار "مهدي تقي أمرلي" عضو لجنة الدفاع في البرلمان العراقي إلى التحركات الأمريكية لمنع تنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الصيني. ويعتقد "حسن خلاطي" النائب عن تيار الحكمة بأن أمريكا غضبت بسبب الاتفاقية التي كانت تنص على تخزين الأموال في الصندوق المشترك بين العراق والصين ولم تكن لتودَع تلك الأموال في البنك الفيدرالي الأمريكي، لذا ساعدت الأخيرة في تأجيج الشارع العراقي وهكذا دفع عادل عبد المهدي ثمن زيارته إلى الصين.